وقعت حركتا "فتح" و"حماس" اليوم الاحد على اتفاق للحوار على اساس المبادرة اليمنية جاء في نصه: (نوافق نحن ممثلي حركتي فتح وحماس على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزه، تأكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني أرضا وشعبا وسلطة واحدة)- وفقاً لما أعلنه وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي اثناء حفلة التوقيع. ويقضي الاتفاق الذي سمي "اعلان صنعاء" بإحياء المحادثات المباشرة بعد تسعة شهور من القطيعة. وشدد الاتفاق الذي وقع عليه كبير مفاوضي "حماس" موسى أبو مرزوق والمسؤول البارز في "فتح" عزام الاحمد على وحدة الشعب والارض والسلطة الفلسطينية. واعلن الناطق الرسمي باسم الرئيس عباس نبيل ابو ردينة ان المبادرة اليمنية "انما هي للتنفيذ وليست اطارا للحوار". اما الناطق باسم حركة "حماس" سامي ابو زهري فأكد قبول المبادرة اليمنية "كاطار لاستئناف الحوار بين الحركتين". وقال ابو زهري "ان حركتي حماس وفتح وقعتا على قبول المبادرة اليمنية كاطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالاوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل احداث غزة". وتدعو المبادرة اليمنية أيضا الى اجراء انتخابات فلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية أخرى واصلاح قوات الامن الفلسطينية على أساس وطني لا على أساس فصائلي. وذكر مسؤول في "حماس" أمس السبت أن الحركة طلبت أن ينطبق الامر ذاته على الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل حيث أقالت السلطة الفلسطينية بقيادة فتح حكومة بقيادة "حماس" وعددا كبيرا من عناصرها. وقالت "فتح" انها ستوافق على اجراء محادثات مصالحة مباشرة مع "حماس" شريطة موافقة حماس أولا على التخلي عن سيطرتها على قطاع غزة الذي يعيش فيه 1,5 مليون فلسطيني. وأوشكت المحادثات التي أطلقها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاسبوع الماضي على الانهيار عدة مرات، فيما اجتمع الجانبان ثانية في صنعاء في وقت سابق من اليوم في محاولة أخرى للتوصل لتسوية بشأن مستقبل القطاع والضفة. وقال اعلان صنعاء ان ممثلي الحركتين وافقتا على المبادرة اليمنية كاطار لاستئناف الحوار. وحث الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجانبين على الموافقة على اجراء محادثات مباشرة في أوائل نيسان (ابريل) بشأن خطة يمنية تدعو الى عودة الوضع في قطاع غزة الى ما كان عليه قبل أن تسيطر عليه "حماس" في أعقاب اقتتال داخلي في حزيران (يونيو) الماضي. وكانت قضية مستقبل قطاع غزة تمثل نقطة خلاف رئيسية مع مطالبة فتح بأن تتخلى حماس عن السيطرة على القطاع. وفي غزة صرح مسؤول بارز من "حماس" بأن الحركتان ستجددان المحادثات المباشرة تماشيا مع مبادرة المصالحة اليمنية في الخامس من نيسان (ابريل). وأضاف أن الجولة الاولى من المفاوضات ستجرى في الاراضي الفلسطينية. من جانبه، تلا ابو ردينة في لقاء صحافي بيانا باسم الرئاسة الفلسطينية قال فيه "درست القيادة الفلسطينية نتائج الجهود التي بذلتها القيادة اليمنية، وخاصة الرئيس علي عبد الله صالح، والقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس يعربون عن تقديرهم لهذه الجهود وهذه المبادرة". واضاف ابو ردينة "وتعلن القيادة الفلسطينية ان استئناف الحوار في المستقبل يجب ان يتم لتنفيذ المبادرة اليمنية بكافة بنودها، وليس للتعامل معها كاطار للحوار لان ذلك لن يؤدي الى اي نتيجة". وقال ان "بنود المبادرة واضحة ونريدها للتنفيذ وليس للحوار". وكان وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي اعلن الاحد في صنعاء ان حركتي "فتح" و"حماس" وقعتا اتفاقا للبدء في حوار على اساس مبادرة المصالحة اليمنية اطلق عليه "اعلان صنعاء". وجاء في الاعلان انه "تم الاتفاق بين كل من الحركتين على اعتبار المبادرة اليمنية اطارا لاستئناف الحوار بينهما للعودة بالاوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل احداث غزة تاكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني ارضا وشعبا وسلطة واحدة". تظاهرة فلسطينية وفي سياق متصل، اعتصم مئات الفلسطينيين اليوم في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة رافعين شعارات تطالب الحركتي بضرورة إنهاء الانقسام الداخلي وتنفيذ المبادرة اليمنية. وأكدت رئيسة التجمع الخيري للمؤسسات الأهلية آمال حمد، خلال الاعتصام، أن هناك دعوات جادة من المجتمع المدني لحركتي "فتح" و"حماس" بأن تتحمل كل منهما مسئولياتها تجاه ما يجري في الشارع الفلسطيني وحالة الانقسام والصراعات الداخلية. من جهته اعتبر عضو هيئة العمل الوطني وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، أن المبادرة اليمنية واضحة لأنها تستهدف إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، داعيا إلى استغلالها لتوحيد الصف الفلسطيني.