متابعات - اجرى الرئيس علي عبدالله صالح اتصالات مكثفة مع عدد من القادة العرب والقيادات اللبنانية من أجل احتواء التطورات المؤسفة التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضيين ورأب الصدع في الصف الوطني اللبناني والحيلولة دون انزلاق لبنان نحو الفتنة الطائفية . وشملت اتصالات الرئيس صالح كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية ،الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية والعماد ميشيل سليمان قائد الجيش اللبناني ، ونبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وفؤاد السنيورة رئيس مجلس الوزراء وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل وحسن نصر الله رئيس حزب الله وعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية .. حيث جرى التشاور حول تطورات الأوضاع الراهنة في لبنان في ضوء ما جرى من أعمال عنف خلال اليومين الماضيين . وذكرت مصادر اعلامية يمنية ان الحديث دار حول تفويض قائد الجيش اللبناني العميد ميشيل سليمان الذي أجمعت عليه كافة القوى السياسية اللبنانية لإدارة الحوار في لبنان وتحمل مسئوليته في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره ووحدته الوطنية . وكانت التطورات الأمنية والسياسية في لبنان شهدت امس تسارعا مع تصاعد حدة اشتباكات في "حرب الشوارع والزواريب"، وتمددها إلى خارج بيروت حيث سقط 5 قتلى نتيجة القنص وتبادل النيران في العاصمة،في حين قالت مصادر أخرى إن عدد القتلى ارتفع إلى ،7 وقتلت امرأة وجرح 6 بينهم امرأتان وطفلان في البقاع الأوسط، ومع تنامي ظاهرة قطع الطرقات، بدت أية إمكانية لإيجاد تسوية تمنع تفاقم الأمور وانزلاقها نحو مواجهات أشد خطراً، متعذرة مع استبعاد المعارضة، خاصة حزب الله، الحديث عن أية تسوية قبل تراجع الحكومة عن قراريها بشأن شبكة الاتصالات وأمن المطار، واقترح رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري وضع القرارين المشكلة في عهدة الجيش، الذي رفض أن يكون في مواجهة المتظاهرين، وحذر من أن ما يجري حالياً يؤثر في وحدة المؤسسة العسكرية ودورها، وأفادت معلومات بأن قائد الجيش العماد ميشال سليمان رفض ضغوطاً لإعلان حالة الطوارئ وهدد بالاستقالة إذا زج بالجيش في المواجهة. وذكر مصدر في المعارضة أنها رفضت اقتراح الحريري. وكانت الأزمة اللبنانية موضوعاً لاتصالات داخلية، ودبلوماسية، عربية واقليمية ودولية، وكان لافتاً أن البيت الأبيض سارع لاتهام حزب الله بنشر التوتر في لبنان، وخيره بين أن يكون حزباً سياسياً أو منظمة إرهابية، وأعلن مجلس الأمن الدولي دعمه للمؤسسات اللبنانية، ودعا إلى الهدوء وإعادة فتح الطرق في بيروت. لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى لبنان تيري ردلارسن قال في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن أمس إن "قوات حزب الله أصبحت ميليشيا مسلحة كبيرة تتحدى سيادة دولة لبنان"، رغم مطالبة الأمم المتحدة بنزع سلاح الحزب وتفكيكه، وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية أبلغت المنظمة الدولية أن الحزب لديه "بنية تحتية شبه عسكرية ضخمة منفصلة عن الدولة"، واعتبر أن هذه البنية التحتية "تشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين". وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أجرى اتصالات مع قادة لبنانيين ووزراء عرب لاحتواء الأزمة وإنهاء المشكلة فوراً، وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ان القاهرة تدعم عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع في لبنان. وأجرى السفيران السعودي والإيراني في بيروت محادثات من أجل تنسيق جهد مشترك لخفض تصعيد الأزمة في لبنان، وقال السفير الإيراني محمد رضا شيباني ان الوضع "حساس وهش جداً". وقالت مصادر خليجية (د.ب.ا) ان إيران في اتصالاتها مع السعودية تسعى إلى مقايضة التهدئة في لبنان مقابل وساطة الرياض مع أمريكا للتساهل مع برنامج الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأعلنت مصادر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنه تلقى اتصالين مساء أمس من الحريري وجنبلاط كل على حدة لكن من دون التوصل إلى نتائج لإنهاء الأزمة خاصة بعد أن قدم رئيس تيار المستقبل اقتراحات للحل. وفي السياق، تلقى بري اتصالات هاتفية من عمرو موسى وردلارسن والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية في بيروت ميشيل سيسون. وأفيد أيضاً بوجود اتصالات تركية على خط الوساطة، ذات ثلاث شعب تشمل سوريا وقوى المعارضة والموالاة اللبنانية. ووصفت فرنسا مساء أمس الوضع المستجد في لبنان منذ 24 ساعة ب"المقلق"، داعية اللبنانيين إلى ضبط النفس "في التصريحات كما في الأفعال". وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية ان "الوضع المسيطر منذ أمس الأول في لبنان مقلق"، مؤكدة أن "فرنسا تدعو، أكثر من أي وقت مضى، إلى ضبط النفس في التصريحات كما في الأفعال وإلى استئناف الحوار في الإطار الدستوري".