الرئيس يستعرض مع عدد من القادة العرب تفويض سليمان لإدارة الحوار وتحمل مسئولية حفظ الأمن أجرى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - مساء أمس اتصالات مكثفة مع عدد من القادة العرب والقيادات اللبنانية من أجل احتواء التطورات المؤسفة التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضيين ورأب الصدع في الصف الوطني اللبناني والحيلولة دون انزلاق لبنان نحو الفتنة الطائفية . وقد أجرى فخامة الأخ الرئيس اتصالات مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ملك المملكة العربية السعودية، وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك - رئيس جمهورية مصر العربية، والعماد ميشيل سليمان - قائد الجيش اللبناني ، ونبيه بري - رئيس مجلس النواب اللبناني، وفؤاد السنيورة - رئيس مجلس الوزراء، وسعد الحريري - رئيس تيار المستقبل، وحسن نصر الله - رئيس حزب الله، وعمرو موسى - أمين عام الجامعة العربية.. حيث جرى التشاور حول تطورات الأوضاع الراهنة في لبنان في ضوء ما جرى من أعمال عنف خلال اليومين الماضيين . ودار الحديث حول تفويض قائد الجيش اللبناني العميد ميشيل سليمان الذي أجمعت عليه كافة القوى السياسية اللبنانية لإدارة الحوار في لبنان وتحمل مسئوليته في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره ووحدته الوطنية . هذا وكانت قد اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس في أنحاء عديدة من العاصمة اللبنانية بيروت بين أنصار الأكثرية والمعارضة. وفي وقت أعلنت فيه الحكومة اجتماعاً لتدارس الأوضاع الميدانية ذكرت الأنباء أن المواجهات التي بدأت في ثلاث مناطق أخرى هي كورنيش المزرعة ورأس النبع وبشارة الخوري، اتسعت في وقت لاحق إلى مناطق أخرى في قلب المدينة مثل عين التينة وعائشة بكار وطلعة شحادة، وأوضحت مراسلة (الجزيرة) في بيروت أن الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة خفيفة وقذائف آر بي جي. وأضافت: إن الجيش انسحب من المنطقة لأسباب وصفتها بالأمنية والتكتيكية، مشيرة في نفس الوقت إلى سماع دوي انفجارات قوية في منطقة رأس النبع، وأوضحت أن الاشتباكات تجري بين مجموعات على شكل حرب شوارع. وفي أول تحرك للحكومة قررت عقد اجتماع وزاري لبحث التطورات الأمنية. وكان الجيش اللبناني قد أصدر بياناً أكد فيه أن وحدته ستكون معرضة للخطر إذا استمرت الأزمة التي يمر بها لبنان حالياً. ونقلت رويترز عن مصادر أمنية قولها: إن احتجاجات متفرقة اندلعت أيضاً بين أنصار حزب الله، والمؤيدين للحكومة في قريتين في سهل البقاع الشرقي أدت إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، وكان لبنان شهد أمس أسوأ مواجهات منذ الحرب الأهلية بين أنصار المعارضة خاصة من حزب الله وأنصار الفريق الحاكم يتصدرهم تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري. وأصيبت بيروت بشلل كامل منذ أمس مع استمرار إغلاق الطرقات الرئيسة لاسيما طريق مطار رفيق الحريري الذي توقفت حركة الملاحة فيه بالكامل. ويأتي التصعيد السياسي والأمني بعد قرارات الحكومة اللبنانية الأخيرة بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير الأمن في مطار بيروت عن منصبه واتهام حزب الله بالتجسس على المطار. واعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس الخميس أن «الحرب بدأت» بعد قرارات الحكومة، مشيراً إلى أن الشبكة الهاتفية للحزب إحدى الأركان الرئيسة للمقاومة وأن «اليد التي ستمتد إلى سلاح وشباب المقاومة سيتم قطعها».