وبدأ مقاتلو حزب الله الانسحاب من بيروت يوم السبت وتسليم السيطرة في الشوارع إلى الجيش اللبناني بعد معارك استمرت أياما مع مناصرين للحكومة، سيطر خلالها حزب الله على معظم مناطق بيروت يوم الجمعة بعد هزيمة مسلحين موالين للتحالف الحكومي المناهض لسوريا. وكان القتال الذي أودى بحياة 37 شخصا اندلع قبل خمسة أيام حينما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله وتتضمن إبعاد مدير جهاز امن المطار المقرب من الحزب. واتهم حزب الله الحكومة بإعلان الحرب من خلال إجراءات اتخذتها ضد شبكته التي لعبت دورا أساسيا خلال الحرب مع إسرائيل التي استمرت 34 يوما في العام 2006. وأكدت المعارضة التي يتقدمها حزب الله أنها ستبقي على حملة «العصيان المدني» حتى تلبية مطالبها. وقال مصدر بارز من المعارضة لرويترز إن ذلك يشمل الحواجز على الطرق الرئيسية بما في ذلك كل الطرق المؤدية الى مطار بيروت الذي أصيب بالشلل. «فؤاد السنيورة» رئيس الوزراء الذي تصفه المعارضة بأنه غير شرعي قال يوم السبت إنه وضع القرارات التي تستهدف حزب الله في عهدة الجيش الذي سعى إلى تجنب الصراع مع أي من الجانبين. وكان الجيش ألغى يوم أمس قرارات الحكومة،وقال في بيان له أنه سيبقي رئيس جهاز امن المطار في منصبه وأنه سيتعامل مع شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله بما لا ضر بالمصلحة العامة وامن المقاومة. فيم دعا زعيم التحالف الحكومي «سعد الحريري» أنصاره إلى الالتزام بالهدوء وتجنب المواجهة. وقتل خلال الاشتباكات التي دارت في الأيام الماضية جنديان و17 مسلحا في اشتباكات يوم السبت في شرق وشمال لبنان. وفي أشد الحوادث دموية قالت مصادر أمنية أن 12 مسلحا على الأقل قتلوا عندما اقتحم مقاتلون موالون للحكومة مكتبا للحزب القومي السوري الاجتماعي الموالي لسوريا في قرية حلبا في شمال لبنان. وقتل شخصان بالرصاص في حادث إطلاق للنار في بيروت أثناء تشييع جثمان أحد أنصار الحكومة. وأصيب 100 شخص على الأقل في الأيام الأخيرة. واتهم حزب الله مسلحين من الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الزعيم الدرزي «وليد جنبلاط» بخطف ثلاثة من أفراده وقتل اثنين منهم. وحمل الحزب «جنبلاط» شخصيا المسؤولية عن مصير الثالث الذي قال إنه ما زال مخطوفا. وتساءل السنيورة عماذا يفعله حزب الله في أزقة بيروت..؟ وخاطب اللبنانيين قائلاً: «لن تسقط دولتكم تحت سيطرة الانقلابيين ولن يقبل الشعب اللبناني ان تستباح حريته ليعود للتسلط والقهر والإرهاب.» ويقع مصير أسلحة حزب الله في محور الصراع على السلطة بين المعارضة والحكومة. وقال السنيورة في خطابه «نحن لم نعد نقبل أن يستمر وضع حزب الله وسلاحه على هذا الوضع. اللبنانيون لا يستطيعون أن يستمروا في هذا الحال.» ومضى يقول «على حزب الله أن يدرك أن قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وقناعاتنا.» وما زال موالون للحريري يسيطرون على مناطق في الشمال وابقوا على منطقة عبور أساسية مع سوريا في البقاع مغلقة. والحريري هو نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي أثار اغتياله قبل ثلاثة أعوام ضغوطا على سوريا لسحب قواتها من لبنان. وتتهم الحكومة حزب الله بالسعي لإعادة النفوذ السوري. كما أثار استخدام الحزب لقوته العسكرية انزعاج الغرب وحلفائه من العرب السنة الذين يخشون من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة.