اندلعت الاشتباكات مجددا في لبنان السبت 10-5-2008 بين عناصر المعارضة والموالاة مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى , وفي شمال لبنان، أكدت مصادر أمنية سقوط خمسة قتلى على الأقل من جراء المصادامات، وفي حي سني في بيروت موال للحكومة، سقط على الأقل أربعة قتلى في إطلاق نار أثناء تشييع إحدى الجنازات. وتفصيلا، أفاد مصدر أمني في شمال لبنان أن خمسة قتلى سقطوا قبل ظهر السبت في اشتباكات مسلحة وقعت في مدينة حلبا، في منطقة عكار شمال لبنان، بين عناصر من المعارضة وآخرين من الأكثرية. وقال تحديدا إن الاشتباكات وقعت بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سوريا وناشطين من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في المدينة التي تقع قرب الحدود السورية. وأوضح المصدر أنه لم ترد معلومات عن الانتماءات السياسية للقتلى الخمسة الذين سقطوا في هذه الاشتباكات. وإلى ذلك، ذكرت قناة "العربية" أن مسلحين من حركة أمل، التي تقاتل إلى جانب مسلحي حزب الله، أطلقوا النار على المشاركين في تشييع جنازة أحد قتلى تيار المستقبل في مواجهات الجمعة، غير أن الحركة نفت تورطها في الحادث. وأفاد مصدر طبي أن 6 اشخاص قتلوا في إطلاق النار، وأصيب نحو 20 آخرين، ستة منهم بحالة خطيرة. وفي حصيلة سابقة، قتل 18 شخصا على الأقل وأصيب 38 خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات بين مسلحين موالين للحكومة ومقاتلي حزب الله. وأحكم حزب الله سيطرته على العاصمة اللبنانية بيروت السبت متجاهلا الدعوات الأمريكية لمعاقبة الجماعة التي ألحقت الهزيمة بالمسلحين الموالين للحكومة المدعومة من الغرب، فيما وصفه الائتلاف الحكومي المدعوم من الولاياتالمتحدة بأنه "انقلاب مسلح ودموي". وكان مقاتلون من حزب الله المدعوم من إيران وسوريا وحلفائهم واصلوا إقامة نقاط تفتيش في مناطق أساسية في بيروت، ولكن أعدادهم كانت أقل بكثير من الجمعة. وظلت حركة السير خفيفة فيما فضل المواطنون عدم الذهاب إلى أعمالهم وبقي المطار مغلقا. ولكن بعض علامات الحياة الطبيعية قد عادت؛ حيث فتحت بعض المحلات التجارية أبوابها بعد أن انتشر الجيش في عدد من المناطق، ولكنه لم يتدخل مع مقاتلي حزب الله الذي ابتعد عن المكاتب الأساسية للحكومة في وسط بيروت. ولم تتعرض المناطق المسيحية في شرق بيروت للقتال بعدما هزم حزب الله المسلحين التابعين لسعد الحريري زعيم الأكثرية النيابية في غرب بيروت. وما زال موالون للحريري يسيطرون على مناطق في الشمال، وأبقوا على منطقة عبور أساسية مع سوريا في البقاع مغلقة. والحريري هو نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي كان اغتياله منذ ثلاثة أعوام بداية لأسوأ أزمة في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، والتي في حينها قسمت بيروت إلى منطقتين واحدة شرقية مسيحية وأخرى غربية مسلمة. وكانت قوات مسلحة تابعة للمعارضة وخاصة من حزب الله سيطرت الخميس على غرب العاصمة واستولت على كل المراكز التابعة للأكثرية خصوصا لتيار المستقبل. وقام ناشطون من تيار المستقبل الجمعة بإقفال الطرق الساحلية المؤدية إلى سوريا احتجاجا على ما حصل في بيروت، وأطلقوا شعارات مناهضة لحزب الله بشكل خاص. ودعت مصر والمملكة العربية السعودية إلى عقد اجتماع طارئ الأحد لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الأزمة في لبنان. واندلع أسوأ قتال داخلي منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 حينما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله اعتبرتها الجماعة إعلان حرب. * أ ف ب