رويترز - قالت جامعة الدول العربية ان وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا جلسة طارئة يوم الاحد قرروا ارسال لجنة رفيعة المستوى الى بيروت على الفور في محاولة وساطة لايجاد سبيل للخروج من أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ 18 عاما. لكن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال في مؤتمر صحفي "اللجنة ستحاول السفر في وقت قريب ليس بالضرورة غدا (الاثنين)." وأضاف أن سفرها سيتحدد على أساس اتصالات ستجرى. وكانت مصادر في الجامعة العربية قالت ان اللجنة التي سيرأسها رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وموسى ستتوجه الى بيروت في غضون ساعات من انتهاء جلسة مجلس وزراء الخارجية وانها يمكن أن تصل الى عاصمة لبنان يوم الاثنين. وتضم اللجنة في عضويتها وزراء خارجية الاردن ودولة الامارات العربية والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن. وقال مجلس وزراء الخارجية العرب ان الضرورة تقتضي "فتح وتأمين طريق مطار بيروت الدولي بشكل فوري لعودة حركة الملاحة الجوية وسائر الطرقات وكذلك فتح ميناء بيروت لتأمين حرية الحركة للبنانيين والمسافرين من والى البلاد." وقتل 53 شخصا وأصيب 150 على الاقل في القتال الذي اندلع عندما سيطر حزب الله المدعوم من ايران وسوريا لفترة قصيرة على مناطق كثيرة في بيروت بعد قرارين للحكومة المؤيدة للغرب قضى أحدهما بعدم شرعية شبكة اتصالات حزب الله ونص الاخر على اقالة مدير جهاز أمن المطار المقرب من الحزب. وخفت حدة التوتر في بيروت يوم الاحد بعد ان انسحب مقاتلو حزب الله من المناطق التي سيطروا عليها في بيروت الغربية. لكن العنف انتشر الى منطقة الجبل حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلي حزب الله ومؤيدي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الموالي للحكومة. ودعا مجلس وزراء الخارجية العرب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وقادة المعارضة بمن فيهم الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وقادة الائتلاف الحاكم بمن فيهم الزعيم السنى سعد الحريري لاجراء محادثات مع اللجنة الموفدة من قبل الجامعة العربية. وشدد المجلس على أن المبادرة العربية لحل الازمة السياسية اللبنانية هي اساس الحل في لبنان. وتدعو المبادرة الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابي جديد وتعصف بلبنان أزمة سياسية منذ 18 شهرا فيما يتعلق بمطالبة المعارضة بصوت مؤثر في قرارات الحكومة. وسعى عمرو موسى على مدى شهور للتوسط للخروج من الازمة دون نجاح كبير. ولم يحضر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي تدعم بلاده حزب الله الاجتماع. ورأس الوفد السوري سفير سوريا لدى الجامعة العربية. وقال موسى في المؤتمر الصحفي ان هناك خلافات بين السعودية وسوريا حول لبنان لكن "الجميع وافقوا" على تحرك الجامعة العربية بما في ذلك تشكيل اللجنة التي ستزور لبنان والتي لم تضم السعودية أو سوريا. وقال "ما توصلنا اليه يعكس توافقا عربيا مقبولا." وتدعم السعودية حكومة السنيورة وقادة الائتلاف الحاكم. ودعت السعودية ومصر التي تؤيد ايضا الحكومة اللبنانية الى عقد الاجتماع الوزاري غير العادي.