استمر الاعتصام الشعبى الذى تنظمه المعارضة اللبنانية لاسقاط حكومة فؤاد السنيورة لليوم الثالث على التوالى فيما وصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت فى مهمة مساع حميدة. وامضى مئات المعتصمين ليلتهم الثانية امام مقر رئاسة الحكومة فى وسط العاصمة بيروت حيث نصبوا خيما بيضاء، واقيم صباح الأحد قداس فى السرايا على راحة نفس وزير الصناعة اللبنانى بيار الجميل الذى اغتيل فى 21 تشرين الثاني- نوفمبر، فى حضور رئيس الوزراء فؤاد السنيورة واعضاء حكومته وبينهم العديد من الوزراء المسيحيين ونواب الغالبية المناهضة لسوريا وآل الجميل. من جهتها، اعلنت مسؤولة اسرائيلية ان اسرائيل تتابع باكبر قدر من الانتباه الاحداث فى لبنان وتعتبر ان محاولة زعزعة استقرار الحكومة فى بيروت من جانب حزب الله ستخلف عواقب مباشرة على الدولة العبرية. وصرح نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد فى حديث نشرته صحيفة تشرين السورية ان بلاده تدعم خيار الشعب اللبنانى فى اقامة حكومة وحدة وطنية". وتعهد السنيورة ونواب بارزون آخرون فى صفوف الاغلبية النيابية بالبقاء فى السلطة رغم المظاهرات الحاشدة. وقال السنيورة الاحد للصحفيين إن المظاهرات ليست الحل، مؤكدا أنه سيظل فى الحكومة مادام بقى رئيسا للوزراء بإرادة الاغلبية، على حد تعبيره. وأشار رئيس الوزراء الذى يحظى بدعم كبير من جانب الدول الغربية وبعض الدول العربية إلى ضرورة التمسك بالامل مضيفا أن أحدا لا يعرف متى ستنتهى المظاهرات. وينظم الالاف من المعارضة اللبنانية اعتصاما مفتوحا بقيادة حزب الله منذ الجمعة بالقرب من السراى الحكومى بهدف إسقاط حكومة السنيورة. وقال غسان درويش أحد منظمى المسيرة من حزب الله إن المحتجين سيصعدون اعتصامهم مشيرا إلى أن لديهم خطوات تصعيدية أخرى خلال الايام المقبلة إذا ظلت حكومة السنيورة فى السلطة. ويشارك فى الاحتجاجات أنصار العماد ميشيل عون الحليف الوثيق لحزب الله إلى جانب حزب البعث العربى الاشتراكى فى لبنان والحزب السورى القومى الاجتماعى والحزب الشيوعى اللبناني، كما يشارك فى المظاهرات كذلك أنصار وزير الداخلية المسيحى السابق الموالى لسوريا سليمان فرنجية. وفى أعقاب اغتيال الجميل نزل مئات الالاف من مؤيدى الحكومة إلى الشوارع مرددين شعارات غاضبة ضد سوريا وحلفائها فى لبنان واتهم كثيرون دمشق بالوقوف وراء الجريمة. وتطالب المعارضة بنصيب أكبر من الحقائب الوزارية فيما ترى الاغلبية المناهضة لسوريا المطلب حيلة لاستعادة حلفاء سوريا لنفوذهم وتفادى إنشاء محكمة للتحقيق فى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى عام 2005. وفى اطار التحرك العربى للوصول الى حل للاوضاع المتأزمة فى لبنان وصل عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية الى بيروت الأحد لاجراء مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين حول الازمة. وقال موسى عقب وصوله الى العاصمة اللبنانية انه لايحمل معه مشروعا محددا من الجامعة لحل الخلاف القائم حاليا فى لبنان لكنه اشار الى انه اجرى اتصالات مع عدد من العواصم العربية وان كل الوسط العربى والجامعة العربية على استعداد للتحرك. واعلن ان الموقف خطير "فى لبنان" ولا يمكن ان نبقى متفرجين"، واضاف اتيت لدعم كل لبنان والتوافق هو الاساس وانا على استعداد للتحرك ولدى بعض الافكار". واضاف موسى ان المباحثات واللقاءات التى سيجريها هامة جدا فى لحظة دقيقة من لحظات الموقف السياسى فى لبنان، مؤكدا انه لايستطيع فى هذا الشأن استباق الاحداث قبل اجراء هذه المباحثات والاتصالات. واشار الى ان احد الاحتمالات المطروحة هو قيام اللجنة الثلاثية العربية من دول الامارات وتونس والبحرين بمساعدة الجامعة فى حل الخلافات لكنه قال انه ارتأى ان يأتى امين عام الجامعة اولا وبعدها اتحدث معهم فى ما هو قائم وما هى التطورات ومختلف الاراء والاحتمالات والتوصيات. فى هذه الأثناء قالت مصادر أمنية لبنانية أن احتكاكاً حصل بين أنصار المعارضة والأكثرية النيابية فى أحد أحياء الشطر الغربى من العاصمة بيروت، ما أدى إلى وقوع أربعة جرحى نتيجة التراشق بالحجارة بين الطرفين، وتدخلت قوة من الجيش اللبنانى وأطلقت قنابل دخانية على الطرفين وأعادت فرض الأمن فى المنطقة.