- لبنان/ وكالات .. أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن قلقه بشأن الوضع بلبنان، وقال إنه يأمل أن يتمكن هذا البلد من حل مشاكله. وخاطب بوتين السنيورة الذي وصل إلى موسكو أمس "آمل أن يتمكن أصدقاؤنا اللبنانيون من حل مشاكلهم الداخلية مدركين مسؤوليتهم أمام الشعب اللبناني". وأضاف أن موسكو ستبذل ما في وسعها "من أجل دعم الشعب اللبناني في مجال إعادة بناء الاقتصاد، وتعمير منشآت البنى التحتية، وتطوير العلاقات الاقتصادية الدولية". من جهته قال السنيورة خلال مؤتمر صحفي بعد اللقاء إن لبنان حصل على دعم موسكو في تشكيل المحكمة الدولية باغتيال رفيق الحريري، مؤكدا أن ذلك جاء "دعما لحق اللبنانيين بحل مشاكلهم بأنفسهم، وتأمين حياة كريمة لهم على أرضهم". وفي سياق تعقيبه على وساطة محتملة لموسكو بين لبنان وسوريا التي يصل رئيسها بشار الأسد إلى موسكو غدٍ الاثنين، شدد السنيورة على أن أية جهود تبذل من قبل البلدان العربية أو الدول الأخرى، بما فيها روسيا، لتطبيع علاقات لبنان وسورية ستساعد على تحسين الوضع بهذا المجال.وأكد السنيورة سعي بلاده لتسوية جميع المشاكل في العلاقات اللبنانية السورية عن طريق الحوار المفتوح وبصورة "نهائية وليس سطحية". وشدد على أن بيروت لن تفوت أية فرصة لبناء علاقات طيبة مع دمشق تستند إلى الاحترام المتبادل، وحل المشاكل التي تنشأ بين البلدين "بهذه الروح بالذات".. تصريحات السنيورة بشأن العلاقة مع سوريا لم تتسم بالإيجابية ذاتها تجاه تحرك المعارضة في بيروت. فقد أعلن خلال حديث لصحيفة فايننشال تايمز أن الاعتصامات قرب مقر الحكومة "ليس لها مستقبل".وذهب المسؤول اللبناني إلى القول إن المظاهرات بالشارع لن "تؤدي إلى نتيجة" مضيفا "هم يعرفون المخاطر وهناك خطوط حمراء في لبنان... لن يتمكنوا من تولي السلطة". مقابل ذلك كشف القيادي بحزب الله محمود قماطي أن هدف الحزب من التحرك للحصول على سلطات إضافية داخل الحكومة، هو قطع الطريق على أية خطوة حكومية مستقبلية لنزع سلاح حزب الله.وملاحظة قماطي هي أول إقرار بالعلاقة بين التحرك الحالي للمعارضة التي دخل اعتصام أنصارها وسط بيروت أسبوعه الثالث، وموضوع نزع سلاح حزب الله.. وقال قماطي من إحدى خيم الاعتصام "بدأنا بمطالبة بحصة أكبر (في القرار الحكومي) لأن تجربتنا خلال حرب تموز وأداء الحكومة دفعانا للقلق.. في أكثر من مناسبة كانوا يضغطون علينا لتسليم أسلحتنا في الوقت الذي كنا نقاتل فيه". وأضاف "لذا لم يكن من خيار أمامنا بعد الحرب سوى المطالبة بضمانات تمنحنا حصانة قانونية ودستورية إذا حصلنا على الثلث زائد واحد ضمن الحكومة فلن يكون بإمكانها أن تفرض قرارها علينا".وحول مبادرة عمرو موسى الذي غادر بيروت أمس، قال القماطي إنها "راكدة فهي لم تنجح ولم تفشل".وكان موسى أعلن قبل مغادرته عن تحقيق تقدم في عدد من الملفات، بما فيها حكومة الوحدة التي ستبحث "في ضوء صيغة 19 وزيرا للأكثرية المعارضة لسوريا وعشرة وزراء للمعارضة التي يتزعمها حزب الله، ووزير محايد". كما أشار عمرو موسى إلى تقدم بملف المحكمة الدولية.بموازاة ذلك برزت على السطح نقطة توتر جديدة بين الرئيس إميل لحود، المصنف بصف المعارضة، والفريق الحاكم بعد رفض لحود توقيع مرسوم دعوة الناخبين لانتخابات فرعية لاختيار خلف للنائب بيار الجميل الذي اغتيل يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني، لأنه مقترن بتوقيع "رئيس وأعضاء حكومة مفتقرة إلى الشرعية".. وكانت رئاسة الحكومة أرسلت المشروع مرتين إلى رئيس الجمهورية ليوقعه. ويحدد المرسوم 14 يناير/كانون الثاني موعدا لإجراء الانتخابات. مع العلم أن الدستور اللبناني ينص على وجوب إجراء انتخابات فرعية لدى خلو مقعد معين بمجلس النواب ضمن فترة ستين يوما.