قال امين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله، ان المعارضة اللبنانية قادرة على إسقاط الحكومة غدا، لكن ما حال دون ذلك حتى الان هو حرصها على السلم الأهلي . وأضاف نصرالله في كلمة امام حشد من مناصريه مساء امس الأربعاء ان :المعارضة يمكنها لو أرادت ان تسقط الحكومة في الشارع غدا او بعد غد، لكن الذي حال حتى الان دون سقوط الحكومة ليس الدعم الدولي بل حرص المعارضة على السلم الأهلي وعدم الانزلاق الى حرب أهلية او تقاتل داخلي . وأكد الأمين العام لحزب الله ، ان مشهد الاضراب يوم أمس الأول اكد وحدة المعارضة وقوتها وتماسكها ومدى التزام قواعدها تجاه قيادتها وقدرتها على قيادة حركة اضراب كبرى مع التدرج في التصعيد، موضحا ان مناصري المعارضة الذين قطعوا الطرق "لم يعتدوا على الأملاك الفردية والعامة". ودعا نصرالله بنبرة ساخرة مؤيدي الحكومة الى اعلان الإضراب المفتوح"،وقال :اذا نجح معكم فنحن مستعدون لتسليمكم كل شيء في البلد . في هذه الاثناء قررت المعارضة اللبنانية تعليق إضرابها العام بعد يوم واحد من المواجهات الدامية بين أنصارها ومؤيدي الحكومة والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة حوالي 130 اخرين . وجاء في بيان المعارضة الذي نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية مساء أمس الثلاثاء "إن المعارضة تعتبر أنها حققت الغاية المرجوة من دعوتها للإضراب وعكست نجاحا واضحا في التعبير الاحتجاجي عن موقفها الذي تعتبره في سياق التصعيد الذي وعدت به حتى تحقيق مطالبها المعلنة في بيانها الاخير وأضاف البيان ان المعارضة اللبناينة تعلن لكل اللبنانيين أنها استكملت اليوم (أمس الاول) خطوتها التصعيدية في هذه المرحلة بنجاح كبير، وإنها سوف تعتمد أشكالا أخرى من الاحتجاج أشد تأثيرا مما اعتمدته حتى اليوم ونقلت وكالة فرنس برس عن مصدر أمني لبناني قوله ، إن الجهود العربية التي بذلت خلف الكواليس أدت إلى حمل المعارضة على وقف الإضراب الذي كانت قد أقرته لمدة يوم واحد والذي أدى إلى أعمال عنف وإغلاق الطرق الرئيسية. وكانت المعارضة اللبنانية نفذت الثلاثاء إضرابا عاما تخلله قطع طرق رئيسية وفرعية في بيروت والمناطق، وذلك تصعيدا لاعتصام مفتوح في وسط بيروت بدأته في اول ديسمبر بهدف إسقاط الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. حيث تخلل الإضراب مواجهات بين أنصار المعارضة والحكومة في العديد من المناطق اللبنانية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو 130 آخرين. من جهته جدد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة دعوته الى نقل الخلافات من الشارع الى المؤسسات عبر اصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب والدعوة الى الالتئام من اجل انقاذ لبنان حسب تعبيره. وقال السنيورة في كلمة القاها من السرايا الحكومية ونقلها التلفزيون اللبناني يوم امس الاول، ان إضراب المعارضة تحول ممارسات وتحرشات تجاوزت كل الحدود وذكرت بازمنة الفتنة والحرب والوصاية". وأضاف ان "مسؤوليتنا الوطنية كحكومة وواجبات الجيش اللبناني لا تسمح بالتساهل في الصالح العام والسلم الاهلي واحترام القانون. واستطرق قائلا : اننا نؤكد ان عقولنا منفتحة وايدينا ممدودة للحوار وصولا الى اتفاق يقودنا الى تجديد الثقة وبناء الوحدة" ،في اشارة الى جلسات الحوار والتشاور التي جمعت الأقطاب اللبنانيين اعتبارا من مارس 2006 ولم تؤد الى نتيجة. بدورها حذرت جامعة الدول العربية مجددا من خطورة الأوضاع في لبنان وطالبت في الوقت نفسه الأطراف اللبنانية بتغليب "لغة التهدئة والتعقل" بدلا من "لغة التصعيد". وقال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية :إن هناك تخوفات كثيرة من أن تنزلق الامور في لبنان لما هو أخطر من ذلك وإلى ما لا يحمد عقباه". وأضاف في تصريح له امس الأربعاء أن امين عام الجامعة عمرو موسى ناشد القوى اللبنانية الحرص على المصلحة الوطنية وتغليب المصلحة العليا للشعب اللبناني ووضعها فوق كل اعتبار وهذا ما تأمل الجامعة العربية أن تقوم به القوى اللبنانية لان "الامور تتسم بالخطورة الشديدة". وأشار يوسف إلى أن موسى سيلتقي غدا على هامش مؤتمر "باريس 3" رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة للتشاور حول تطورات الاوضاع في لبنان والخطوات اللازمة للخروج من هذه الازمة. الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، من جهته أعرب عن أسفه واستيائه تجاه "الأحداث الأليمة" التي شهدتها الساحة اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي ، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص وجرح أكثر من 130 آخرين. ودعا الأمين العام في بيان صحفي أمس الأربعاء كافة الأطراف اللبنانية إلى التحلي بالحكمة وإدراك المخاطر التي تهدد مستقبل لبنان والشعب اللبناني . وطالب أوغلي الأطراف ببذل كل الجهود من أجل إعادة الهدوء إلى كافة المناطق اللبنانية وتوفير الأجواء المناسبة للعودة إلى طاولة الحوار. جدير بالذكر ان المعارضة اللبنانية تنظم اعتصاما منذ أول كانون أول/ديسمبر من العام الماضي في وسط بيروت للمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي وصلت إلى الحكم في انتخابات جرت عقب انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005م، على ان تحل محلها حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بالثلث الضامن. وكالات الانباء