كشف مصدر مطلع أن السعودية تدخلت من أجل إنهاء الاشتباكات التي تطورت في لبنان على إثر إضراب المعارضة. وأكدت المصادر أن اتصالا من الرياض بالحكومة الإيرانية حضّها على إظهار تعاونها في المنطقة، وهو ما سبق ووعدت به طهران من قبل، وذلك من أجل الحد من تدهور الوضع الخطير. وأضافت أن إيران طلبت من حزب الله أمس إنهاء الإضراب الذي تسبب في محاصرة بيروت وارتفاع التوتر بين الأطراف المتنازعة. وفي إطار البحث في حل للأزمة اللبنانية أوفد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز امس إلى طهران الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني لمقابلة المرشد الأعلى علي خامنئي لمحاولة الوصول إلى اتفاق تقبله الحكومة والمعارضة في لبنان. وشهد البلدان اتصالات مكثفة بحيث سبق أن زار رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر لاريجاني السعودية ثلاث مرات خلال الفترة القصيرة الماضية، إحداها كانت بعد زيارة سرية قام بها لاريجاني لسوريا. في الوقت نفسه، قال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس ان اضراب الثلاثاء اثبت ان المعارضة قادرة على اسقاط الحكومة في اي لحظة، مشيرا الى ان التحرك المقبل للمعارضة سوف يتخذ شكلا تصاعديا. وقال نصرالله في كلمة امام حشد من مناصريه ان المعارضة يمكنها -لو ارادت- ان تسقط الحكومة في الشارع غدا او بعد غد، لكن الذي حال حتى الان دون سقوط الفريق المتسلط ليس الدعم الدولي بل حرص المعارضة على السلم الاهلي وعدم الانزلاق الى حرب اهلية او تقاتل داخلي. واكد ان مشهد الاضراب اكد وحدة المعارضة وقوتها وتماسكها ومدى التزام قواعدها تجاه قيادتها وقدرتها على قيادة حركة اضراب كبرى مع التدرج في التصعيد، موضحا ان مناصري المعارضة الذين قطعوا الطرق لم يعتدوا على الاملاك الفردية والعامة. وفي هذه الأثناء وصل السنيورة الى مطار لوبورجيه شمال باريس في طائرة خاصة آتيا من بيروت، حيث عادت الحركة الى طبيعتها بعد إضراب الثلاثاء الذي دعت اليه المعارضة التي تريد الاطاحة بالحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ويشارك السنيورة اليوم الخميس في مؤتمر« باريس 3» المخصص لدعم لبنان والذي تشارك فيه حوالي أربعون دولة وعدد من المؤسسات المالية الدولية، ومن ابرز المشاركين في المؤتمر الذي يرأسه شيراك، وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويواجه لبنان إحدى أخطر الأزمات السياسية والاقتصادية في تاريخه. ويرى خبراء أن «باريس 3» يشكل الفرصة الأخيرة حتى لا يعجز لبنان عن تسديد مستحقات ديونه في الفترة المقبلة ويرزح لبنان تحت عبء ديون كبيرة تقدر بحوالى 41 مليار دولار،ويشكل الدين أكثر من «180%» من اجمالي الناتج الداخلي. وقال فؤاد السنيورة في مؤتمر صحفي عقده في باريس على هامش زيارته للمشاركة في مؤتمر «باريس- 3»: لا يمكن تعديل الدستور عندما نشاء، يجب أن تتم الأمور في وقتها، في هذا الجو المحتقن لا يمكن أن تتم انتخابات تؤدي إلى مزيد من التشنجات. كما وصف ما رآه من مشاهد أثناء توجهه إلى مطار بيروت الدولي صباح الأربعاء بأنها مناظر مؤلمة ذكرت بالحروب والاجتياح الإسرائيلي عام 1982م، مضيفا: أن المؤلم هو قيام لبنانيين بهذا الأمر. واعتبر مراقبون سياسيون تعليق حزب اللة للإضراب بوساطة إيرانية دليل على مدى النفوذ الإيراني في المنطقة والدول العربية وفي مقدمتها لبنان والعراق.