أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال افتتاح فعاليات مؤتمر باريس 3 الخميس على ضرورة الوصول إلى حل جذري للمشاكل التي يتخبط فيها لبنان، وإلا فإن المخاطر التي تُحدق به ستتطور مستقبلا، وشدد الرئيس الفرنسي في كلمته على أن استقرار لبنان مهمٌ جدا لاستقرار المنطقة. وقال شيراك الذي يترأس المؤتمر إن هذا المؤتمر جاء لدعم لبنان الذي هو في حاجة ماسة للمساعدة، ودعا الدول المشاركة في المؤتمر إلى تقديم دعم مالي كبير وفوري. من جانبه، قال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة إن "دعم المجتمع الدولي أساسي للنمو" في لبنان, موضحا أن هذا الدعم "يجب أن يكون عازما وشاملا وليس مجتزءا وغير متردد". وقال السنيورة إن "القضايا الاقتصادية والسياسية متشابكة" مؤكدا أن لبنان "على شفير انكماش اقتصادي عميق بسبب العدوان الإسرائيلي" خلال الصيف الماضي الذي الحق دمارا كبيرا في البنى التحتية اللبنانية. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية في كلمتها إن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيطلب من الكونغرس تقديم 770 مليون دولار على شكل قروض فورية، وقالت إن بلادها ستقدم مليون دولار التي وعدت بها في مؤتمر استوكهولم، وقالت إنه يجب دعم القطاع الخاص في لبنان لتنجح الغاية من هذه المساعدات، وأكدت رايس ان المساعدات الأمريكية ستعمل على دعم استقرار لبنان، وطالبت رايس بتطبيق جميع القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ولاسيما قرار 1701 الذي صدر مع توقف الحرب التي وقعت بين إسرائيل وحزب الله في يوليو/ تموز الماضي. وعبر وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل عن أمله أن يساعد المؤتمر في انقاذ لبنان من إخراجه من حالة الاضطراب التي يعيشها وطالب الاطراف اللبنانية على احتواء الخلافات الداخلية حفاظا على وحدة البلاد. وقال إن بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في لبنان واعتبر أن المبادرة العربية تعتبر الأحل الأمثل للأزمة اللبنانية، وطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من مزارع شبعا ووضعها تحت الحماية الدولية لحين ترسيم الحدود اللبنانية السورية. وقال سعود الفيصل إن بلاده ستقدم مساعدة للبنان مليار و100مليون دولار، مشيرا إلى أن هناك اعباء كبيرة على الحكومة اللبنانية نتيجة الديون المتراكمة على لبنان مما يستدعى من الدول الصديقة والمؤسسات المساهمة في مساعدة لبنان عن طريق القروض الميسرة والمنح وطالب الحكومة اللبنانية الاستمرار في برنامج الإصلاح الاقتصادي بعيدا عن التجاذبات السياسية. وكانت مصادر في الاممالمتحدة قد ذكرت لقناة "العربية" أن مجموع الدعم الذي سيقدم في هذا المؤتمر يقارب تسعة مليارات دولار، ويعقد مؤتمر "باريس 3" في وقت يواجه فؤاد السنيورة ضغوطا متزايدة من المعارضة التي يقودها حزب الله المدعوم من سوريا وإيران وعدد من التنظيمات والأحزاب الموالية لسوريا, من أجل إسقاط حكومته. وهدد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مجددا مساء الأربعاء الحكومة بتصعيد جديد بعد أن نفذت المعارضة الثلاثاء اضرابا عاما تخلله قطع طرق ومواجهات اسفرت عن ثلاثة قتلى و133 جريحا.