اكد الامين العام للامم المتحدة الاثنين وجود فرصة لتحقيق "سلام طويل الامد في المنطقة" وذلك اثر اول اجتماعات عقدها في بيروت التي وصلها للبحث مع المسؤولين في انتشار قوة دولية معززة في جنوب لبنان حيث لا يزال وقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله. وقال انان للصحافيين اثر اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري "لدينا الكثير لنقوم به". واضاف انان "دخلنا مرحلة اعادة البناء ولدينا فرصة للتوصل الى وقف اطلاق النار طويل الامد". واوضح ان البحث تناول "ما بعد فترة الحرب وما بعد الحرب وتطبيق القرار 1701". وقال "تريد المجموعة الدولية ان تعمل بشكل يؤمن تطبيق القرار (1701) حتى اخره ونريد سلاما طويل الامد في المنطقة". من ناحيته وصف بري جولة الاجتماعات بانها كانت "مفيدة للغاية". واوضح "ان التركيز تم على موضوع الحصار (الاسرائيلي) للبنان وبالتالي خرق القرار 1701 بالنسبة للمطار والمرافىء البحرية". وقال "عرضنا له كل الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701 في وقت قام به لبنان منذ اليوم الاول باحترامه وتطبيق موجباته". واشار الى ان البحث تناول "ضرورة تحسين العلاقات السورية اللبنانية في سبيل الوصول الى الغاية المنشودة اكثر فاكثر" بدون ان يعطي تفاصيل اضافية. وكان انان التقى اثر وصوله الى بيروت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بدون ان يدلي اثر الاجتماع باي تصريح. ويعود انان للقاء السنيورة بحضور اعضاء الحكومة ومسؤولين امنيين ليعقد لاحقا مؤتمرا صحافيا كما افاد مصدر حكومي. من جانبه اطلق الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحذيرا الاثنين من احتمال عودة الحرب في لبنان..ودعا الرئيس الفرنسي الى تكثيف الجهود الدبلوماسية في الشرق الاوسط معتبرا ان غياب الحل السياسي الشامل يمكن ان يؤدي الى "عودة القتال في لبنان". ودعا شيراك الى عقد مؤتمر دولي مخصص لتقديم المساعدات الى لبنان للتعبير عن "حركة تضامن واسعة" مع هذا البلد الذي لحقت به اضرار هائلة بسبب العملية العسكرية الاسرائيلية التي استمرت حوالى شهر. وتنظم السويد الخميس مؤتمرا للدول المانحة من اجل اعادة اعمار لبنان. واشار الى وجود فرق فرنسية حاليا في لبنان "تقوم على الارض باصلاح البنى التحتية الاساسية والاضرار البيئية اضافة الى تقديم المساعدة الانسانية". وطلب الرئيس الفرنسي من اسرائيل انهاء حصارها البحري والجوي الذي تفرضه منذ شهر ونصف الشهر لعزل كما سبق وفعل الجمعة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وقال شيراك امام السفراء الفرنسيين الذين يعقدون اجتماعهم السنوي في باريس "ادعو اسرائيل الى رفع الحصار الذي يضر بشدة بالاقتصاد اللبناني ويحول دون التقدم في اتجاه اعادة الوضع الى طبيعته". واعلنت اسرائيل انها ستبقي الحصار على لبنان طالما ان الجيش اللبناني والقوة الدولية لم يمنعا "تهريب الاسلحة" الى حزب الله. وتعهدت دول الاتحاد الاوروبي تقديم اكثر من 7000 رجل في قوة الاممالمتحدة العاملة في لبنان (يونيفيل) المعززة لتقوية الهدنة بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني. وستشارك فرنسا ب2000 رجل في هذه القوة التي ستتولى قيادتها حتى شباط/فبراير 2007 قبل ان تنتقل القيادة الى ايطاليا. وقال شيراك "الاكتفاء بالوضع القائم هو المخاطرة بحصول دوامة عنف تفلت من اي سيطرة". واضاف "الخيار في لبنان هو ما بين عودة المعارك التي قد تقيم هوة لا يمكن جسرها بين الشعبين الجارين وما بين الخيار السياسي لحل دائم وثابت". وراى ان القرار 1701 لمجلس الامن الذي وضع حدا للمعارك في 14 اب/اغسطس "يرسم آلية ستؤدي الى نزع سلاح الميليشيات وتسوية المسائل الحدودية بما فيها مسألة مزارع شبعا" التي تقع على الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل وتشكل احد اسباب الخلاف بين البلدان الثلاثة بحسب شيراك. واعتبر ان على سوريا التي تدعم حزب الله ان "تخرج من منطق الانعزال" في وقت من المقرر ان يتوجه امين عام الاممالمتحدة كوفي انان الخميس الى دمشق في اطار جولته الشرق اوسطية التي ستقوده السبت الى ايران وهي من داعمي حزب الله التقليديين. ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى "اجتماع سريع للجنة الرباعية" الدولية حول الشرق الاوسط لتحريك العملية السياسية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. واشار الى حق اسرائيل بالعيش بامان وحق الفلسطينيين بالعيش ضمن دولة لها حدود امنة وقابلة للاستمرار مشددا على ان "ضمان حقوق الفلسطينيين المشروعة لا يمكن ان يبرر حرمان اسرائيل من حقها في الوجود ولا اللجوء الى الارهاب".