نظمت مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية القطرية بالتنسيق مع مكتب وزارة الصحة والسكان بمحافظة حضرموت (شرق اليمن ) مؤخرا المخيم الطبي الثاني لجراحة الأنف والأذن والحنجرة الذي أقيم بمدينة المكلا ، حيث تم تقديم الخدمات الطبية العلاجية لحالات مرضي الأنف والأذن والحنجرة لاسيما حالات مرضى الصم والبكم وأمراض الأذن وتشخيص حالاتهم بدقة. واستفاد من المخيم الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام (390) مريضا ومريضة اشرف عليها البريفسور مازن محمد الهاجري استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المستفيدين من تلقي العلاج (8) حالات أجريت لهم عمليات قوقعة الكترونية من قبل، حيث تم ضبط سماعات الأذن لهم، كما تم إحالة عدد (75) حالة لإجراء عمليات لهم، منها (30) عملية قوقعة الكترونية، و (45) عملية أخري ما بين عملية ترقيع لطبلة الأذن وعملية تركيب عظيمة الركاب وغيرها . وقال علي بن عبدالله السويدي مدير عام مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية لالوطن أن الهدف من تنظيم وإقامة مثل هذه المخيمات الطبية واستضافة أطباء من ذوي الخبرة والكفاءة والاختصاص هو المساهمة والدعم في علاج المرضي وتسهيل أمر الفحص والمعاينة وإجراء العمليات لغير القادرين عليها، مبينا أن هذا الباب من أعظم أبواب البر والخير والإحسان والنفع للمسلمين. ويعتبر المخيم الطبي الثاني لجراحة الأنف والأذن والحنجرة امتدادا للمخيم الطبي الأول الذي أقيم وأنجز العام الماضي، وقد أسر البروفيسور مازن الهاجري قلوب جميع المرضي وذويهم بدماثة أخلاقه وخبرته وتمكنه من مهنته الطبية وبشاشة وجهه وحسن تعامله مع المرضي حيث كانت ثمار ذلك العطاء واضحة جلية مرتسمة علي وجوه ومحيا الجميع من المرضي ومرافقيهم من الأهل والأصدقاء. من جهته أكد الدكتور مازن الهاجري أن الهدف الأول من إقامة المخيم هو محاولة مساعدة الناس وخاصة المحتاجين وبالأخص فئة الصم البكم الذين لا يسمعون منذ الولادة لأن بعضهم قد تكون المشكلة عنده بسيطة وعلاجها سهل ، وقال د.الهاجري أن نتائج عملية زراعة القوقعة تتوقف علي أمور كثيرة وكثير من هذه الأمور والمتطلبات لا تتوفر وتحتاج إلي دعم كبير خاصة في اليمن . وأضاف د. الهاجري أن الطفل بعد العملية يسمع الأصوات فيستفيد مباشرة من أمور كثيرة فهو يستطيع أن يلعب في الشارع بكل راحة ويسر لأنه يسمع صوت السيارات من حوله ويستطيع أن يحدد ويدرك جهة الخطر، وكذا يسمع صوت من يناديه أو يطرق عليه الباب ،أي أنه تتغير حياته بأمور بسيطة، لكن بالنسبة لفهم الكلام والتكلم مع الآخرين فهذا يحتاج إلي عدة أمور منها: إنه يحتاج وقتا طويلا من سنتين إلي ثلاث سنوات لأنه بعد بعد إجراء عملية الزراعة له يسمع الأصوات لكنه لا يفهمها، فوجود الأهل بالقرب من المدينة وحرصهم علي تعليم وتأهيل الطفل يعد من أقوي الأسباب إلي النجاح، فدورنا انجاز خطوة هامة علي طريق الشفاء والتمكن من المعايشة الطبيعية مع الوقت ومساعدة الأهل، ولا شك أن الدول التي فيها تأهيل جيد وإمكانات عالية تكون النتائج أفضل وأسرع. وعن نتائج المخيم أوضح الطبيب لبيب محفوظ أحد الأطباء المشاركين بالمخيم أننا رأينا حالات ممن تمت لهم زراعة قواقع في المخيم الأول ومنهم طفلة صغيرة قد أصبحت بفضل الله تسمع وتنطق وأظنها لو تكلمت لابتدأت بعد شكر وحمد الله بشكر من اشتري لها هذه القوقعة وساهم في علاجها. الجدير بالذكر أن الدكتور الطبيب مازن بن محمد جاسم الهاجري استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو زميل الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا، زميل الكلية الملكية للجراحين بأدنبرة، وحاصل علي دكتوراه بدرجة فيلسوف في الطب من ايرلندا في أورام الحنجرة، استشاري وأستاذ مساعد في جراحة الأنف والأذن و الحنجرة وأورام الرأس والرقبة.