قالت إنغريد كيرتشر، مسؤولة الشؤون الإنسانية بمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن، أن الأوضاع الصحية للواصلين الجدد من اللاجئين الافارقه رديئة جداً وأن "أهم مشاكلهم الصحية تتضمن آلام عامة في الجسم بسبب اضطرارهم للجلوس مطولاً دون أية حركة لمدة يومين أو ثلاثة نظراً لشدة ازدحام المراكب، بالإضافة إلى عدم حصولهم على أي طعام أو شراب". ووفقاً لكيرتشر، ترتبط أوجاع الواصلين عادة بالإجهاد والتوتر النفسي والاجتماعي الناتج عن معاينتهم لغرق أقاربهم أو معارفهم. وأضافت أن العديد من القادمين الجدد يعانون من الصدمة الناتجة عن الضرب الذي يتلقونه على المركب. كما قالت أنهم "يتعرضون للضرب بالعصي ولجروح بالسكاكين تكون بليغة أحياناً. كما يعاني بعضهم من مشاكل جلدية بسبب الظروف غير الصحية واضطرارهم في بعض الأحيان للجلوس في بقع البول". وتوفر منظمة أطباء بلا حدود الدعم الطبي للمهاجرين في محافظاتي أبين وشبوة (جنوب شرق اليمن ) منذ شهر سبتمبر/أيلول 2007، وفقاً لكيرتشر، التي أوضحت أن المنظمة قدمت حتى حدود شهر أبريل/نيسان 2008، الدعم لأكثر من 6,000 شخص. من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 18,000 مهاجر خلال العام الجاري وصلوا إلى اليمن وان وأكثر من 400 لقوا حتفهم في البحر. وتأتي تلك التصريحات في وقت لا يزال خليج عدن يشكل مصيدة قاتلة للمهاجرين الأفارقة الذي يخاطرون بكل شيء من أجل الالتحاق بمراكب مهترئة تقلهم إلى اليمن. وقد تسبب سوء الأحوال الجوية مؤخراً في العديد من الحوادث الفتاكة، حسب تصريح القنصل الصومالي في عدن، حسين حاجي. فإلى الآن، لقي عشرات المهاجرين الأفارقة حتفهم خلال شهر يونيو/حزيران وهم يحاولون الوصول إلى السواحل اليمنية التي يبلغ طولها حوالي 2,500 كلم، وفقاً لحاجي الذي نقلت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عنه القول اليوم الخميس "أن مركباً محملاً ب 120 مهاجراً – نصفهم من الصوماليين والنصف الآخر من الإثيوبيين – بقي عالقاً في المياه الدولية بين الصومال واليمن في 8 يونيو/حزيران". فقد تسبب "عطل في محرك القارب في بقائه عالقاً لعدة أيام إلى أن قامت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية بإنقاذه". وأفاد حاجي أنه لم يكن لدى المسافرين أي طعام أو شراب مما أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص. وأضاف أن "السفينة الأمريكية أقلتهم إلى منطقة بالقرب من بوساسو وسلمتهم لسلطات بونتلاند". وفي حادثة أخرى، غرق 40 إثيوبياً وصومالياً أثناء محاولتهم السباحة إلى الشاطئ يوم 6 يونيو/حزيران، كانوا من بين 120 مهاجراً إفريقياً تم تهريبهم خارج مدينة بوساسو. ووفقاً لحاجي، أجبر المهربون المهاجرين على القفز من على ظهر المركب، "ولم ينج من الحادثة سوى 80 شخصاً، بعضهم سبح لثلاث ساعات وبعضهم وصل إلى الشاطئ بعد أربع ساعات". وأضاف أنه لم يتم العثور بعد على جثت الغارقين.