استنكر احد رجال الدين المتشددين في اليمن الهجمة الشرسة التي تشنها بعض الصحف اليمنية على مبادرة مجموعة من العلماء لإقامة جهاز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد ، معتبرا "تهجم الصحف على أهل العلم مخالف لشرع الله وأن الاستهزاء بالله أو برسوله أو بآياته أو بعباده المؤمنين وعلى رأسهم العلماء، كفر كما جاء ذلك في القرآن الكريم". وقال بيان صدر عن مكتب الشيخ عبدالمجيد الريمي، رئيس مجلس أمناء مركز الدعوة العلمي بصنعاء وأرسل إلى شبكة "الإسلام اليوم" : "ما تقوم به الكثير من الصحف اليمنية من تهجم على الدين وأهله هذه الأيام أمر مخل بالشرع لا ينبغي السكوت عنه". وأوضح الشيخ الريمي أن "مجموعة من الصحف اليمنية قامت بشن هجمة شعواء حول مشروعية إقامة هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اليمن". وفند البيان أقوال بعض الصحف اليمنية والعربية التي تهاجم مبادرة العلماء لإنشاء جهاز "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ، وقال الشيخ الريمي في بيانه : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الواجبات القطعية المعلومة من الدين بالضرورة في الجملة، فهو وظيفة الأمة وقد قال تعالى : ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر))، وقال صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». وأشار إلى أن الأمر بالمعروف "هو وظيفة العلماء، وهو أعظم واجبات الدولة، وقد أجمع علماء المسلمين على كفر من أنكره أو رفضه أو استهزأ به، وعليه فإن ما ينشر هذه الأيام في بعض الصحف اليمنية من مقالات تسخر منه ومن حملته هو ردة عن دين الله، وكفر من قائله، وعليه أن يتوب إلى الله، إذ يمكن أن يكون جاهلاً، ومن كان عالمًا بالحكم رافضًا له يستتاب فإن تاب وإلا قتل قضاءً مرتدًا كافرًا بالله العظيم لاشك في ذلك عند علماء المسلمين" حسب قوله. وتشهد الساحة السياسية اليمنية منذ ايام, جدلا واسع النطاق بعد تسرب معلومات عن سعي عدد من العلماء الى تأسيس »(هيئة للفضيلة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر) لمكافحة الرذيلة وما يحدث في الفنادق من بث للقنوات المشفرة والتصريح بالخمور ونحوه. ورأى اولئك العلماء انهم اذا صمتوا وغضوا الطرف فانهم سيواجهون غضب الله ما حدا بهم الى توجيه رسالة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومقابلته لوضع هذه الظاهرة امامه واقتراح انشاء الهيئة. وتتكون الهيئة التي يسعى العلماء اليمنيون الى تشكيلها من خمسة وعشرين عالما, ويعتبرون انشاءها مثله مثل انشاء هيئات لمكافحة الفساد المالي والاداري وهيئات لحقوق الانسان. وهذه الهيئة وفقا للعلماء هي عبارة عن اداة لتنبيه الاجهزة الرسمية بواجبها المنوط بها ويرون انه لايحق لوزارة الداخلية او وزارة السياحة ان ترخص لاستيراد الخمور وان بعض الاجهزة الرسمية تقصر في واجبها وان الهيئة ستقوم ببرامج توعية عبر الندوات والحلقات التلفزيونية لتحصين الشباب والامة فيما اعتبروه »اختراقا في مجال الاخلاق«. ويرى هؤلاء العلماء ان الهيئة تحتاج الى توعية وقناعة على مستوى الافراد ويردون على معارضي انشائها بالقول ان بعض الذين هاجموا العلماء ربما يكونون على صلة بتلك المؤسسات وان قيام مثل هذه الهيئة سيفوت عليهم اشياء ومصالح. وفي الوقت الذي يعتبر البعض قيام مثل هذه الهيئة المزمعة كنشاط متشدد يتناقض مع وجود اليمن في الحلف الدولي للحرب على الارهاب, فان الشيخ الذارحي عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح احد العلماء المطالبين بانشاء الهيئة الى جانب الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضو الهيئة العليا للاصلاح –رئيس جامعة الايمان ، يعتبر ان وجود الهيئة سيسحب البساط من تحت من اسماهم ب ̄ (الشباب الطائش والمتهور) معتبرا ان عدم وجودها سيؤدي الى التطرف والارهاب. وفي المعسكر المقابل والمعارض لانشاء هيئة للفضيلة في اليمن فان هناك عددا كبيرا من الساسة والمثقفين والادباء والصحافيين ونشطاء حقوق الانسان ومن ابرزهم نقيب الصحافيين اليمنيين الاسبق عبدالباري طاهر الذي يرى ان المجتمع اليمني به عشرات المآسي مثل تجارة الاطفال والثأر والحرب والاختطاف والقتل في كل مكان والمجاعة والفقر. ورأى ان الفقر هو (الكفر) الحقيقي وانه مع ذلك يريدون تكوين هيئة رقابة دينية... معتبرا ان الشيء الفاجع ان اليمن يدخل صراعا دينيا طائفيا ويراد قمع الحريات العامة والاحتجاجات في المحافظات الجنوبية ويراد تحالف سياسي لمواجهة الحرب في صعدة ومن جديد هناك توجه الى جر حزب الاصلاح المعارض الى ما اسماه(بيت الطاعة) بوساطة تيار داخله وبالتالي شق تكتل احزاب اللقاء المشترك المعارض , واضاف انه يراد ايضا الزج باليمن في حرب طائفية. من جانبه يقول طارق الشامي رئيس دائرة الفكر والاعلام في المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن في تصريحلت صحفية ان (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) كمبدأ هو مهمة جميع المسلمين دون استثناء لكن الدولة هي المعنية بمحاسبة الناس من خلال مؤسساتها.