يدفع الحراك التجاري والاستثماري الذي يشهده اليمن منذ سنوات عدداً من الشباب والشابات إلى الانخراط في أعمال لم تكن مألوفة لكثيرين. وبات لافتاً تخصص شبان في نشر قصص رجال المال والأعمال. وهو عمل يجمع ما بين الدعاية والصحافة. وإضافة الى إطلاق صحف إعلانية ومجلات ونشرات تزعم أنها اقتصادية فيما يغلب طابع الدعاية على مواد معظمها، بدأ أخيراً عدد من الشبان إصدار أدلة تحوي قصص شخصيات بارزة في مجال المال والأعمال. وبدا أن بعض هؤلاء الشباب يتجه الى جعل هذا النوع من العمل مهنة دائمة له. في الدور الخامس من عمارة في شارع الكويت في صنعاء يقع مكتب شبكة الصحافة المتخصصة «برس إن»، ويعمل الفريق المكون من تسعة شبان وشابة، بينهم صحافيون ومترجمون، على جمع معلومات حول الشخصيات العاملة في الحقل الاقتصادي ونشرها في إصدارات دورية باللغتين العربية والانكليزية. وضم الإصدار الثاني الذي حمل عنوان»محركو الاقتصاد اليمني» سيَراً مختصرة لثمانين شخصية ناشطة في المجال الاقتصادي معلومات حول الشركة التي تملكها كل شخصية. وأوضح رئيس التحرير عبد العالم بجاش أن المجموعة ستطلق قريباً موقعها على شبكة الانترنت www.press.in.net كما تعتزم تحويل القصص التي احتوتها الأدلة إلى شريط تلفزيوني سيبث على حلقات عبر قناة السعيدة الفضائية. وأشار إلى أن الشبكة تخطط أيضاً لإصدار مجلة دورية متخصصة في الإدارة الحكومية. وقال بجاش، الذي ينسب الى نفسه فكرة هذا العمل، إن من شأن ما تقوم به الشبكة تحريك مبدأ الشفافية في مجال المال والأعمال اليمني الذي تغلب عليه التقليدية ويعاني من ضعف في المعلومات والترويج الخارجي. ويقول الشبان القائمون على الشبكة أنهم يسعون إلى محاكاة النمط الأميركي في هذا المضمار ومن ذلك إطلاق مشروع شخصية سنوية في مجال المال والأعمال. ولم يستبعد بجاش أن تتمكن مجموعته في المستقبل من إطلاق قناة تلفزيونية في المال والأعمال. بيد أن هناك من يقلل من إمكان نجاح مثل هذه المشاريع. لا سيما ان مثل هذه الأعمال ما زال يغلب عليها الطابع الفردي. وتفتقر الى مبادئ الشراكة المساهمة. ويعمل أعضاء فريق بجاش من دون عقود قانونية. وبعضهم التحق بالعمل نتيجة لمشاكل واجهها مثل وليد البوكس نائب رئيس تحرير الدليل الذي التحق بالعمل اثر مشاكل مالية أدت إلى توقفه عن مواصلة دراساته العليا في ماليزيا اختصاص إدارة مؤسسات إعلامية والعودة إلى البلد. وكان القطاع الخاص سعى إلى احتواء انتقادات الصحافة له من خلال الإعلان وإطلاق الجوائز ورعاية بعض الفعاليات الإعلامية. ويعتقد بجاش وزملاؤه أن ارث اعتبار الصحافة مناوئة للكمبرادور ما زال يشوش النظرة إلى ما يقومون به، لكنهم يؤكدون أن عملهم التخصصي هذا ينأى بهم عن أجواء البيروقراطية وشوائب السياسة التي تغشى عمل المؤسسات الإعلامية الحكومية والحزبية. وإضافة إلى المكتبات العامة يتركز توزيع إصدارات الشبكة على السفارات العربية والأجنبية في صنعاء وعلى السفارات اليمنية في الخارج وذلك بالتعاون مع كل من وزارة الخارجية اليمنية والهيئة اليمنية العامة للاستثمار. وكان لافتاً خلو الإصدار الأول والثاني من شخصيات نسائية عاملة في المجال الاقتصادي، إلا أن البوكس قال أن الإصدار الثالث سيتضمن قسماً خاصاً بسيدات الأعمال.(الحياة اللندنية)