تضاربت الأنباء بشأن إطلاق سراح السياح الأجانب الذين اختطفتهم "عصابة" من الملثمين في منطقة الجلف الكبير، جنوب غربي مدينة أسوان على الحدود السودانية الليبية. وقال مسؤول مصري ليل أمس (ان الجهود ما زالت مستمرة لاطلاق سراح السياح الاوروبيين، نافياً بذلك ما أعلنه وزير الخارجية احمد ابو الغيط الموجود في نيويورك عن اطلاق سراح جميع المخطوفين المصريين والاوروبيين سالمين. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصدر مسؤول ان (الجهود والمساعي المصرية مستمرة لاطلاق سراح السياح المختطفين) وهم خمسة ألمان وخمسة ايطاليين وروماني. وأضاف (ان حادث الاختطاف عمل جنائي بحت ولا توجد به أية شبهة سياسية أو ارهابية). وكان مسلحون خطفوا 11 سائحا اجنبيا و8 مصريين يوم الجمعة الماضي على الحدود بين مصر والسودان ونقلوهم الى الاراضي السودانية وهم يطالبون بفدية لاطلاق سراحهم، كما افادت وزارة السياحة المصرية. وقالت الوزارة في بيان ان (اربعة اشخاص ملثمين ومسلحين) اختطفوا 11 سائحا هم خمسة المان وخمسة ايطاليين وروماني واحد اضافة الى 8 مصريين اثناء قيامهم برحلة سفاري في اربع سيارات دفع رباعي في منطقة كرك طلح على الحدود الجنوبية الغربية لمصر بين مصر والسودان). واوضح البيان ان (المصريين المختطفين هم مرشدان سياحيان واربعة سائقين واحد افراد الحراسة وصاحب الشركة السياحية المنظمة للرحلة (ايغيبوتس انترترافل). وقال وزير السياحة المصري زهير جرانة ان المختطفين (موجودون حاليا في الاراضي السودانية). وأضاف (المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بان المختطفين موجودون الان في الاراضي السودانية ولكن لا نعرف موقعهم تحديدا). وقال ان (الحكومة المصرية لا تتفاوض مع الخاطفين وانما تبحث عن المختطفين والاجهزة الامنية تحاول تحديد موقعهم).وتابع ان (الاتصالات مع الخاطفين تجري مع زوجة صاحب شركة السياحة وهو من بين المختطفين فهم يتصلون بها لابلاغها بمطالبهم). وأضاف ان زوجة صاحب شركة السياحة، وهي المانية الجنسية، على اتصال بالاجهزة الامنية المصرية التي تتابع الامر معها. وقال جرانة ان عملية الخطف (وقعت الجمعة الماضي ولم يتم العلم بها الا بعد اتصال صاحب شركة ايغيبتوس المنظمة للرحلة بزوجته لابلاغها بالفدية التي يطلبها الخاطفون لاطلاق سراح) الرهائن. ونفى ناطق باسم الحكومة المصرية ان تكون هناك اي اتصالات رسمية بين مصر والخاطفين. وقال ان (السلطات المصرية تجري اتصالات مع الجانب السوداني لاطلاق سراح المختطفين). ويصف بعض الخبراء والمراقبين وقائع الاختطاف المنظم للسائحين بكونها ظاهرة عالمية تواجه كل البلاد المتقدمة والنامية.ويشيرون الى عدة دوافع وراء هذه الظاهرة.. بعضها ذات دوافع سياسية مثل حوادث الاختطاف التي تحدث في الشيشان وروسيا والعراق وأفغانستان للضغط على قوات الاحتلال ، وحوادث أخرى قائمة على معتقدات دينية متشددة او (سياسية - دينية) تتمثل في مقاومة الوجود الاجنبي في منطقة ما على غرار حوادث اختطاف السياح بغرض القتل التي حدثت في بعض البلاد . ويرى بعض المحللين أن حوادث خطف السائحين تزايدت فى الدول العربية بعد ضرب أفغانستان والحرب على العراق سواء من قبل الجماعات المسلحة ، أوالأفراد ، وتشير الحوادث السابقة الى أنها قد تكون ذات أغراض مالية وليست بالضرورة سياسية كما يدعي الخاطفون عادة، والدليل على ذلك أن مطالب الخاطفين تقتصرغالبا على الفدية، التى صارت مصدرا لتمويل تلك الجماعات بعد الحرب التي يشنها عليها العالم برعاية الولايات المتحدة الأمريكية فيما يسمى ب"تجفيف منابع الإرهاب".