نقلت مصادر مطلعة في القاهرة عن متحدث باسم رئاسة الوزراء المصرية أن هناك اتصالات بين جهات مصرية وسودانية لإطلاق سراح 11 سائحا أجنبيا وثمانية مصريين خطفهم أشخاصٌ ملثمون يعتقد أنهم من رجال القبائل في جنوب غرب مصر. وتقول مصادر أمنية إن السياح خطفوا أثناء قيامهم برحلة "سفاري" في منطقة الجرف الكبير الواقعة في المثلث الحدودي المصري السوداني الليبي.
وقالت مصادر حكومية إن اجتماعا حكوميا رفيع المستوى عقد لبحث وسائل علاج الأزمة، مشيرة إلى أن القوات المسلحة قامت بعمليات تمشيط في المنطقة النائية التي حدثت فيها عملية الخطف.
وقال وزير السياحة المصري زهير جرانة للجزيرة إن ما تم التقاطه من اتصالات لحد الآن يؤكد أن الخاطفين نقلوا الرهائن وهم خمسة ألمان وخمسة إيطاليين وروماني إلى خارج مصر "وبالتحديد في منطقة ما داخل الأراضي السودانية"، مشيرا إلى أن اتصالات تجري في مواعيد محددة بين صاحب الشركة التي نظمت الرحلة الصحراوية للسائحين وبين زوجته.
وأكد جرانة أن الحكومة المصرية لم تتلق بعد أي طلبات أو شروط من الرهائن، مضيفا أن صاحب الشركة اتصل بزوجته وأبلغها أن عدد الخاطفين أربعة وأنهم ملثمون، من دون أن يحدد جنسياتهم.
وتشير بعض التقارير إلى أن الخاطفين يطالبون بفدية تصل إلى ستة ملايين دولار لإطلاق سراح الرهائن.
وتقول مصادر أمنية مصرية إن الخاطفين ربما يكونون من السودان أو تشاد التي ينشط فيها متمردون تشاديون وسودانيون. وردا على ذلك نفى متمردون من دارفور أي علاقة لهم بالحادث.
وقال مسؤولون ألمان إن الرهائن كانوا في رحلة صحراوية بأقصى جنوب غرب مصر حين اختطفوا يوم الجمعة الماضي عندما كانوا ينصبون خيامهم في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية أن هناك خمسة إيطاليين بين المخطوفين. وأضافت أنها على اتصال بدول أخرى لها صلة بالأمر، لكنها لم تعط المزيد من التفاصيل.
وقال مكتب الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو إنه يتابع الموقف ببالغ القلق وإنه على اتصال وثيق بوزارة الخارجية لإطلاعه على التطورات.
وقال التلفزيون المصري إن بين المصريين المخطوفين ضابطا من قوات حرس الحدود.
وأكد مصدر أمني رفيع أن السياح خطفوا بعد أن بدؤوا في 16 سبتمبر/أيلول الجاري رحلة في الصحراء عند المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، ولكنه لم يحدد تاريخ عملية الاختطاف. وأضاف أن أحد السياح الإيطاليين المختطفين تمكن من الاتصال بزوجته عبر الهاتف وأبلغها أنه تم اختطافهم من قبل خمسة أشخاص ملثمين يتكلمون اللغة الإنجليزية بلكنة يرجح أنها أفريقية. ونقلت مراسلة الجزيرة لينا الغضبان عن مصادر أمنية استبعادها أن تكون أسباب سياسية وراء عملية الخطف، مشيرة إلى أن المنطقة تشهد عادة انتشارا أمنيا مكثفا وذلك للحفاظ على سلامة السياح الذين عادة ما تعج بهم المنطقة.
وكان من النادر في السنوات الأخيرة أن تقع هجمات تستهدف سياحا في مصر، لكن وقعت سلسلة من التفجيرات استهدفت سياحا في منتجعات بشبه جزيرة سيناء بين عامي 2004 و2006 واتهمت مصر مجموعة من البدو بالمسؤولية عن هجمات سيناء.