أكد الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية" أن اليمن دفعت ثمنا باهظا على الصعيد البشري والمادي في مواجهة الإرهاب سواء ما كان متعلقا بالتكلفة الأمنية لمواجهة الإرهاب، أو ما نجم عن العمليات الإرهابية التي قامت بها عناصر القاعدة والجهاد الإسلامي والمتمردين في صعدة وادت الى خسائر اقتصادية مما كلف الحكومة اليمنية ما يزيد عن ملياري دولار وأعاق تنفيذ برامج التنمية وجهود الحكومة في الحد من الفقر وانعكس على كافة مناحي حياة المواطنين". وقال في كلمة اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاثنين "تابعتم دون شك العمل الإرهابي الذي استهدف السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء والذي تمكنت قوات الأمن اليمنية من إجهاضه ، ونحن إذ نقدر ما صدر من إدانة وتنديد دوليين بما فيها إدانة مجلس الأمن له، لنرحب باستعداد العديد من الدول للعمل مع اليمن لمواجهة الإرهاب ". واعرب القربي عن أمل اليمن في أن تترجم تلك المواقف إلى دعم حقيقي يعزز من برامج التنمية البشرية وتحديات الفقر وقدرات قوات الأمن اليمنية بما يمكنها من أداء دورها بفاعلية مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب واستئصال شأفته. مؤكدا اهمية الحاجة لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية على المستوى الدولي لكي تسد الثغرات التي أتاحت للإرهابيين الاستمرار في نشاطهم المدمر الخرج عن قيم الأديان السماوية والأخلاق الإنسانية. مطالبا في هذا السياق الدول المانحة والمنظمات الدولية وشركاء اليمن في مكافحة الإرهاب بتقديم الدعم السخي للنهوض ببرامج التنمية والحد من الفقر باعتبارهما من المكونات الهامة في مواجهة الإرهاب "خاصة وان الإرهابيين يستغلون الفقر والحاجة والجهل لاستقطاب عناصرهم". وفيما قال "ان الحرب على الإرهاب أخذت أشكال متعددة" ، اكد القربي ان "البعض اتخذ من هذه الحرب ذريعة للتعبئة الخاطئة ضد الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والحوار والتسامح. واضاف" وفي هذا الصدد فان الجمهورية اليمنية تدعم وتؤيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بشأن الحوار بين الأديان والتي حظيت بقبول واسع في مؤتمر مدريد ، كما نؤكد على الحاجة الملحة لمواجهة ظاهرة الإرهاب في العالم وضرورة إعادة النظر في آلية مكافحته حتى لا تؤدي الحرب على الإرهاب إلى الأضرار بحياة المواطنين الأبرياء أو لانتهاكات في حقوق الانسان. وأشار الدكتور القربي إلى النهج الديمقراطي في اليمن، مذكرا برابع انتخابات برلمانية تشارك فيها كافة الأحزاب، والتي ستجرى في مطلع العام المقبل. وقال "ان الجمهورية اليمنية وهي من الدول الأقل نموا تمضي في نهجها الديمقراطي المتمثل في التعددية السياسية وحرية الرأي وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني ومبدأ التداول السلمي للسلطة وتعمل على الانتقال من نظام الإدارة المحلية الى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات تحقيقا لمزيد من اللامركزية والشراكة في الحكم ". وأضاف" ان اليمن سيشهد بداية عام 2009 رابع انتخابات برلمانية في اليمن تشارك فيها مختلف الاحزاب السياسية" ، مؤكدا في هذا الصدد ان اليمن سيلتزم بكافة الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات والالتزام بالمعايير الدولية لإجرائها مع الترحيب بمشاركة المراقبين الدوليين فيها. وتطرق وزير الخارجية إلى الحديث عن القضايا الدولية التي تشغل العالم، وفي مقدمتها أزمة الغذاء وارتفاع أسعاره عالميا، وارتفاع أسعار الطاقة، وتداعيات هذه الأزمة على اقتصاديات الدول الفقيرة، مما ضاعف من عدد الجياع في العالم. مؤكدا " أن تجاوز هذه الصعوبات أمر مرهو بتعزيز التعاون والتضامن الدولي واستشعار الدول الاقتصادية الكبرى في العالم وكذلك الدول المنتجة للطاقة والغذاء لمسئولياتها تجاه الدول الأكثر فقرا ومساعدتها على تحقيق التنمية وأهداف الألفية التي أقرها هذا المحفل في العام 2000". وتناول الدكتور القربي عددا من القضايا العربية، وذكر على رأسها القضية الفلسطينية، واستمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وما وصفه بالعبث الإسرائيلي المقدسات الإسلامية في القدس الشريف. ومن فلسطين إلى العراق، التي أشار إلى التطورات الإيجابية على أرضه، وتحسن الوضع الأمني. كما أشار أيضا إلى التطورات الإيجابية على الساحة اللبنانية. وقال الدكتور أبو بكر القربي عن السودان: "إن الجمهورية اليمنية تنظر بقلق إلى محاولات التدخل في الشأن السوداني الداخلي، وتؤكد مجددا على تمسكها بوحدة وسلامة السودان واحترام سيادته واستقلاله، وتدعو المجتمع الدولي إلى النهوض بمسئولياته تجاه عملية السلام في إقليم دارفور وتشجيع الحوار بين الحكومة السودانية والفصائل المختلفة، واعتبار أي طرف لا يقبل بالحوار والمصالحة وينزع إلى اسلوب العنف حركة ارهابية تهدد الأمن والاستقرار". وحذر وزير الخارجية من التأثيرات الخطيرة لانعدام الأمن في الصومال ، مشيرا الى ان انعدام الاستقرار في الصومال قد ألقى بظلاله وآثاره السلبية على كافة دول المنطقة، وهدد سلامة وأمن الملاحة في المياه الدولية نتيجة انتشار ظاهرة القرصنة. كما تحدث عن موجات اللجوء إلى اليمن والتي يتوقع زيادتها مع حالة المجاعة التي تهدد الملايين في الصومال والقرن الأفريقي، مطالبا بالمزيد من الدعم الدولي لليمن. واختتم وزير الخارجية اليمني كلمته بالتأكيد على ضرورة الاستمرار في إصلاحات الأمم المتحدة.