سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليمن يدعو إلى تشريعات دولية تجرم الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية وترحب بمشاركة مراقبين دوليين للرقابة على الانتخابات القادمة في كلمة ألقاها القربي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة :
دعت الجمهورية اليمنية الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تبني قرارات من شأنها حماية المقدسات والرموز الدينية على اختلافها وتجريم النيل أو الإساءة أو التقويض لأي منها. جاء ذلك في كلمة اليمن التي ألقاها أمس وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي أمام الدورة 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في مقر المنظمة الدولية بنيويورك .. وتطرق الدكتور القربي إلى جهود اليمن في مواجهة الإرهاب وإحباط عدد من الأعمال الإرهابية والتي كان آخرها العمل الذي استهدف السفارة الأمريكية بصنعاء. مقدراً ماصدر من إدانات وتنديد دوليين بذلك العمل الإرهابي بمافي ذلك إدانة مجلس الأمن وما أعلنته العديد من الدول من مواقف تنديد وتضامن وتأكيد استعداداً للعمل مع اليمن لمواجهة الإرهاب . وأعرب عن أمله في أن تترجم تلك المواقف إلى دعم حقيقي يعزز من برامج اليمن للتسريع بوتائر التنمية البشرية ومواجهة تحديات الفقر وتعزيز قدرات أجهزة الأمن اليمنية بمايمكنها من أداء دورها بفاعلية مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، إلى جانب تنمية التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي في مواجهة الإرهاب. وقال الدكتور القربي: كانت اليمن من أوائل الدول المتضررة من آفة الإرهاب على الصعيدين البشري والمادي سواء ماكان متعلقاً في التكلفة الأمنية لمواجهة الإرهاب أم مانجم عن العمليات الإرهابية والإجرامية التي قامت بها العناصر الإرهابية وعناصر التمرد في بعض مناطق صعدة من خسائر اقتصادية مما كلف الحكومة اليمنية مايزيد عن ملياري دولار وأعاق تنفيذ برامج التنمية وجهود الحكومة في الحد من الفقر وانعكس على كافة مناحي حياة المواطن. وطالب الدول المانحة والمنظمات الدولية وشركاء اليمن في مكافحة الإرهاب بتقديم الدعم السخي لليمن للنهوض ببرامج التنمية والحد من الفقر باعتبارهما من المكونات الهامة في مواجهة الإرهاب .. لافتاً إلى أن الإرهابيين يستغلون الفقر والحاجة والجهل لاستقطاب عناصرهم .. ونوه إلى أن الحرب على الإرهاب أخذت أشكالاً متعددة، واتخذ البعض من هذه الحرب ذريعة للتعبئة الخاطئة ضد الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال والحوار والتسامح .. مؤكداً تأييد اليمن لمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بشأن الحوار بين الأديان .. ودعا إلى إعادة النظر في آليات مواجهة الإرهاب في العالم حتى لاتؤدي الحرب على الإرهاب إلى الإضرار بحياة المواطنين الأبرياء أو انتهاكات حقوق الإنسان .. وأكد وزير الخارجية حرص اليمن على مواصلة المضي في النهج الديمقراطي المتمثل بالتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني ومبدأ التداول السلمي للسلطة والعمل على الانتقال من نظام المجالس المحلية إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات للوصول إلى اللامركزية والشراكة في الحكم.. وأشار الدكتور القربي إلى التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية الرابعة المزمع إجراؤها في أبريل القادم والحرص على إجرائها بمشاركة مختلف الأحزاب السياسية وفقاً للمعايير الدولية لضمان نزاهتها .. مرحباً في ذات الوقت بمشاركة مراقبين دوليين للرقابة على الانتخابات .. ولفت وزير الخارجية إلى أن الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد في ظل ظروف دولية صعبة ومؤشرات تنذر بعودة العالم إلى حقبة الحرب الباردة بكل تأثيراتها السلبية على أمن واستقرار العالم، طارحاً رؤية اليمن في أن يكون هذا المحفل الدولي الهام أداة لمعالجة كافة القضايا والتداعيات على الصعيد الدولي والوقوف أمام التحديات الكبيرة التي تواجه الجميع . وشدد أن انتهاج الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام مصالح الجميع هو الوسيلة لمنع العودة إلى حقبة التحالفات؛ كون عالمنا اليوم في حاجة للتعاون الدولي في إطار التعددية والشراكة بدلاً من زرع بذور التوتر والاستقطاب.. وأشار الدكتور القربي إلى أن تعدد جوانب التغيرات التي تشهدها الساحة الدولية ومن أهمها الأوضاع الاقتصادية الدولية فرضت جملة من التحديات التي لم نعهدها من قبل وفي مقدمتها الأوضاع الخطيرة الناتجة عن شحة الغذاء وارتفاع أسعاره عالمياً وكذا ارتفاع أسعار الطاقة . وبين أن ما تنذر به هذه الأزمة من تداعيات على اقتصاديات الدول الفقيرة ضاعفت من عدد الجياع في العالم وزاد من تأثيرها توجه الدول الصناعية الكبرى نحو استخدام الوقود الحيوي ، معتبراً استخدام ذلك الوقود أمراً يشكل خطراً على مخزون الغذاء العالمي المتاح للبشر .. وقال وزير الخارجية : مع اتفاقنا مع الرأي القائل بأن الوقود الحيوي يسهم في تخفيف الضرر الناتج عن الاحتباس الحراري، وما نتج عنه من تغيرات مناخية مدمرة إلا أن المعادلة التي بين أيدينا تتغير كلياً إذا ما نظرنا إلى آثاره على شريحة كبيرة من بني البشر وتعرضهم لخطر الموت جوعاً، مؤكداً أن إنتاج الغذاء يجب أن يكون لصالح البشرية بالدرجة الأولى .. وأكد الدكتور القربي أن التنمية البشرية تشكل التحدي الأكبر الذي يواجه الدول الفقيرة خاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، مشيراً إلى أنه كلما لاحت بوارق الأمل أمام الدول النامية في قطع أشواط نحو تحقيق أهداف الألفية واجهتها صعوبات تعيقها من الوصول إلى غاياتها. وشدد أن تجاوز هذه الصعوبات مرهون بتعزيز التعاون التضامن الدولي واستشعار الدول الاقتصادية الكبرى في العالم وكذلك الدول المنتجة للطاقة والغذاء لمسؤولياتها تجاه الدول الأكثر فقراً ومساعدتها على تحقيق التنمية وأهداف الألفية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2000م . وعبر وزير الخارجية عن القلق البالغ لاستمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني بشكل جسيم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن سياسات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي غير المشروع على الأراضي الفلسطينية والسورية واقتطاع أجزاء منها نتيجة جدار الفصل العنصري يعيق مسيرة السلام في الشرق الأوسط.. ودعا جميع الأطراف بما فيها الرباعية للعمل على خلق المناخات الكفيلة بإعادة الثقة بين الأطراف المعنية بالعملية السلمية والسير بها نحو تحقيق السلام الشامل والعادل ووضع حد لسياسة المماطلة والتسويف التي تتبعها إسرائيل.. وحذر وزير الخارجية من مخاطر استمرار سلطات الاحتلال في التطاول والعبث بالمقدسات الإسلامية في القدس الشريف الذي يعتبر أحد أهم المقدسات الإسلامية، بالإضافة إلى تأثيرها على العملية السلمية .. منبهاً إلى أن استمرار ذلك سيقود إلى ردود فعل لا يمكن التنبؤ بها.. وفي الشأن العراقي قال وزير الخارجية : إننا لننظر ببالغ السرور إلى التطورات الإيجابية على أرض العراق الشقيق وتحسن الوضع الأمني، ونتطلع إلى مزيد من الاستقرار السياسي في هذا البلد الشقيق، ونبارك جهود الحكومة الساعية إلى تحديد موعد لإنهاء تواجد قوات التحالف على الأراضي العراقية كخطوة تعيد للعراق سيادته وأمنه واستقراره وتحمي هويته العربية وتعزز وحدته الوطنية ودوره في المنطقة.. وعلى الصعيد اللبناني أشاد وزير الخارجية بالتطورات الإيجابية التي أسهمت فيها المجموعة العربية برعاية دولة قطر الشقيقة، وبالتوافق الذي تم بين كافة الأطراف اللبنانية وبين حكومتي سوريا ولبنان، واعتبر هذه التطورات عنصراً هاماً في تحقيق رخاء ورفاهية الأشقاء في لبنان. وعبر وزير الخارجية عن قلق الجمهورية اليمنية من محاولات التدخل في الشأن السوداني الداخلي، مجدداً التأكيد على التمسك بوحدة وسلامة السودان واحترام سيادته واستقلاله، ودعا المجتمع الدولي إلى النهوض بمسؤولياته تجاه عملية السلام في إقليم دارفور وتشجيع الحوار بين الحكومة السودانية والفصائل المختلفة، واعتبار أي طرف لا يقبل بالحوار والمصالحة وينزع إلى أسلوب العنف حركة إرهابية تهدد الأمن والاستقرار.. وقال الدكتور القربي: نؤيد الجهود العربية والأفريقية التي تسعى لحل مشكلة دارفور ووضع حد للتأثيرات السلبية التي نتجت عن قرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، مؤكداً رفض تسييس قرارات المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية أو توظيفها للمساس بسيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية. وأشار وزير الخارجية إلى الآثار السلبية لانعدام الاستقرار في الصومال على كافة دول المنطقة وتهديده سلامة وأمن الملاحة في المياه الدولية نتيجة استشراء ظاهرة القرصنة، لافتاً إلى معاناة اليمن من موجات اللجوء من القرن الأفريقي.. وقال: يقدر عدد اللاجئين من القرن الأفريقي الذين نزحوا إلى اليمن بحوالي 500 ألف لاجئ.. مبيناً أن حالة المجاعة التي تهدد الملايين في الصومال والقرن الأفريقي ستزيد من أعداد اللاجئين ومن الأعباء التي تتحملها الحكومة اليمنية.. وطالب وزير الخارجية بالمزيد من الدعم الدولي لليمن لمواجهة تنامي تدفق موجات اللاجئين ودعم قوات خفر السواحل اليمنية لتتمكن من أداء دورها في مكافحة ظاهرة القرصنة.. وقال: إن الأوضاع في الصومال تستدعي من المجتمع الدولي وقفة جادة لتحقيق الأمن والسلام للشعب الصومالي، وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.. وأبدى الدكتور القربي ترحيب اليمن بإعلان إثيوبيا استعدادها لسحب قواتها من الصومال.. مؤكداً أهمية إحلال قوات دولية لإعادة الاستقرار هناك وتقديم الدعم اللازم لضمان نجاح مهامها.. ودعا كافة الأطراف الصومالية دون استثناء لرأب الصدع وإنهاء الخلاف والحرص على مصلحة الشعب الصومالي الشقيق، كما دعا جميع الأطراف الخارجية إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الصومالي. وأكد أهمية الاستمرار في إصلاحات منظمات الأمم المتحدة والتزام اليمن بالمساهمة بفاعلية في هذه العملية بالتعاون مع بقية دول العالم إيماناً من اليمن بأهمية هذه الإصلاحات وحتمية تضافر الجهود لنجاحها.. وقال: نؤكد أهمية إصلاح مجلس الأمن الذي يجب أن لا يقتصر على توسيع عضويته بل يجب أن يتعداه إلى ترشيد استعمال حق الفيتو حتى لا يصبح استعماله وسيلة لوقف القرارات التي توافق عليها غالبية أعضاء المجلس.