أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي الأمريكية غير الحكومية وشملت سبع دول عربية حول رأي مواطني هذه الدول في نظام الحكم الديمقراطي وموقفهم من السياسات الأمريكية ، أن الالتزام الأمريكي من أجل الديمقراطية بالأسلوب الذي مارسه الرئيس جورج دبليو بوش من خلال حملته في العراق، لا يحظى في الدول العربية، ومثلما هو متوقع، بتقبل يذكر، لكن هذا لم يؤثر بشكل أساسي على سمعة الديمقراطية كنظام حكم، بل على العكس فهذا النمط من الحكم يتمتع، استناداً إلى الدراسة، بشعبية في المنطقة وذلك على الرغم من انعدام الديمقراطية في أجزاء كثيرة من العالم العربي. ووفقا لموقع (دويتشه فيله الألماني) الذي نشر نتائج الدراسة فقد اعتبر أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع في الدول العربية السبع التي شملتها الدراسة أن نظام الحكم الديمقراطي على الرغم من مشاكله المحتملة، هو أفضل من أنماط الحكم الأخرى، وأتى التأييد الأكبر من المغرب فقد وصلت النسبة إلى 92 في المائة، هذا في بلاد للملك الكلمة النهائية في القضايا السياسية الحاسمة، على الرغم من وجود برلمان منتخب بشكل حر وهيئات مجتمع مدني يزداد نشاطها باستمرار. وفي لبنان يجد 82 في المائة الديمقراطية أفضل أنواع الحكم، وهو البلد الذي توزع السلطة السياسية فيه من خلال انتخابات حرة من حيث المبدأ، لكن وفق نظم محاصصة دقيق بين الطوائف الدينية ، الأمر الذي يعطل في الغالب العملية السياسية. وفي الكويت تصل نسبة المؤيدين لنظام الحكم الديمقراطي إلى في المائة وفي الجزائر 69 في المائة، اما في اليمن، فأيد 63 في المائة من الذي سئلوا،عن نظام الحكم الديمقراطي. وفي الوقت نفسه سلط ذات الموقع الضوء على نتائج استطلاع أجرته شبكة البحوث العربية الأمريكية "البارومتر العربي" Arab Barometer والتي أظهرت وجود تأييد كبير للعنف ضد الأمريكيين. ففي الجزائر والكويت والمناطق الفلسطينية يجد نصف الذين سئلوا أن ما يوصف ب"العمليات المسلحة" ضد الولايات المتحدة، بسبب دورها في المنطقة، هو أمر "مبرر" وتصل هذه النسبة في لبنان مثلا إلى 37 في المائة. غير أن الدراسة لا تبين ما إذا كان المقصود هنا ب"العمليات المسلحة" هو فقط العنف ضد أهداف عسكرية أم ما إذا كان يشمل أيضاً مدنيين أمريكان، لكنها تكشف عن كون الذين سئلوا يجدون هذا العنف مبرراً "في كل مكان". ومن المؤكد أن هذه النتيجة ستشغل الرئيس الأمريكي الجديد على صعيد السياسة الأمنية.