تقرير - ارتفع عدد ضحايا فيضانات الامطار التي شهدتها اليمن خلال اليومين الماضيين نتيجة تأثيرات العاصفة الاستوائية التي ضربت سواحلها الشرقية والمناطق الجنوبية الى 48 شخصا ، فضلا عن تشريد عشرات الآلاف ، وخسائر كبيرة في الممتلكات طبقا للمعلومات الأولية الواردة إلى غرف العمليات في كل من محافظات حضرموت والمهرة وتعز. ووفقا لتلك المعلومات الاولية التي اوردتها وكالة الانباء اليمنية فأن 41 شخصا هي حصيلة أولية للمفقودين والمتوفين في حضرموت، في حين تم حصر خمس وفيات في محافظة المهرة، وتسجيل وفاة شخصين بصواعق رعدية في منطقة مقبنة بمحافظة تعز. وحسب تلك المعلومات بلغ عدد المنازل التي تهدمت نتيجة تدفق السيول وهطول الامطار الغزيرة 221 منزلا، بالإضافة الى حدوث اضرارا وخسائر مادية كبيرة سواء في مشاريع البنية التحتية والخدمات، او في الممتلكات الشخصية للمواطنين بما في ذلك جرف السيارات والمركبات وغرق القوارب فضلا عن جرف الأراضي الزراعية وطمر الآبار ونفوق عدد كبير من المواشي والأغنام، وخلايا النحل"النوب"، ومحلات بيع الأخشاب وبسطات الباعة المتجولين". حضرموت والمهرة محافظتين منكوبة ويشرف الرئيس على عبدالله صالح في محافظة حضرموت ميدانيا وبصورة مباشرة على جهود الانقاذ والاغاثة المقدمة للمواطنين الذين تضرروا او تقطعت بهم السبل نتيجة تدفق السيول . ووجه فخامته الجهات المعنية بسرعة تقديم المساعدات والإنقاذ واصلاح الاضرار جراء تدفق السيول والامطار في محافظتي حضرموت والمهرة والمناطق المتضررة نتيجة لذلك بالاضافة الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب اي اضرار جديدة جراء تدفق السيول الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة الناتجة عن المنخفض الجوي الشديد الذي تشهده المنطقة . وفيما تواصل فرق الإنقاذ الميدانية مساعدة المتضررين و حصر تلك الأضرار اولا باول، أعلنت اللجنة العليا للطوارئ والإنقاذ في اليمن , محافظتي حضرموت والمهرة منطقة منكوبة في ضوء الخسائر البشرية و ما لحق ببنيتها التحتية من أضرار جسيمة جراء هطول الأمطار الغزيرة والسيول الناجمة عنها خلال اليومين الماضيين. وقالت اللجنة في بيان انها وقفت برئاسة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء أمام المعلومات الواردة اليها تباعا من اللجان الفرعية وقيادة السلطات المحلية في المحافظتين والمديريات الاخرى والتي بينت جسامة الاضرار التي اصابت المنطقة الشرقية عامة واشتملت على الحاق الاضرار البشرية وتهدم اجزاء من البنية التحتية من الطرق والجسور وشبكة الاتصالات والكهرباء، فضلا عن اتلاف المزروعات والانعام والمناحل وغيرها . واضاف البيان انه لخطورة الاوضاع على الحياة البشرية وحركة الاتصالات والمواصلات فإن اللجنة تعلن محافظتي حضرموت والمهرة منطقة منكوبة تتطلب كل اشكال الاغاثة والعون والمساعدة من كافة الاجهزة الحكومية والمواطنين المقتدرين . وسجلت اللجنة شكرها وتقديرها لكافة الوحدات العسكرية والامنية والسلطات المحلية والتنفيذية على مبادرتهم الوطنية في تقديم المساعدة العاجلة والقيام بعمليات الانقاذ والاسعافات الاولية . الخطر من الشرق إلى الشمال واطلق المركز الوطني للإرصاد تحذيرا جديدا من حالة عدم الإستقرار للاحوال الجوية في عدد من المحافظات الساحلية والجبلية خلال ال 12 ساعة القادمة نتيجة تحول العاصفة الاستوائية حيث توقع استمرار تأثر المناطق الشرقية لليمن بالعاصفة البحرية امتداد للمرتفعات الجبيلية خلال الساعات القادمة , وقال أن العاصفة الاستوائية تتمركز على خط عرض (10.100) شمالاً وخط طول (53.00) شرقاً على بعد أكثر من (200) كيلو متر تقريباً من جنوب أرخبيل سقطرى . وأهاب المركز بالمواطنين وسائقي المركبات في محافظات ( المهرة، حضرموت، شبوة، البيضاء، الضالع، مأرب، والجوف ) بأخذ الإحتياطات اللازمة من تدفق السيول في الوديان والمنحدرات الجبلية ومن تدني الرؤية الأفقية أثناء هطول الأمطار. كما حذر الصيادين وربابنة السفن ومرتادي البحر من سوء الأحوال الجوية والإضطراب الملحوظ في البحر العربي وخليج عدن خلال ال 12 ساعة القادمة. وحسب النشرة الجوية للمركز الوطني للإرصاد فإن تحليل خرائط الطقس المختلفة وصور الأقمار الإصطناعية الخاصة بالغلاف الجوفي تبين استمرار التدفق الكثيف لبخار الماء القادم من البحر العربي وهو ما يجعل الأجواء مهيئة لهطول الأمطار خلال الساعات القادمة في عدد من المحافظات. و لا تزال تشهد عدد من المحافظات اليمنية حاليا هطول أمطارا غزيرة منذ عدة أيام ما يرجح تزايد حدوث خسائر بشرية ومادية ويعد هطول الأمطار في اليمن في الشتاء من التغيرات المناخية غير المسبوقة في اليمن اذ لم يسبق أن شهد اليمن أمطارا بهذه الغزارة التي تستمر لعدة أيام أو أن تسقط أمطارا في فصل الشتاء وتشمل معظم محافظات اليمن بما في ذلك المناطق الساحلية رغم أن تلك المناطق لها فترات طويلة لا يهطل الأمطار في موسمها المعتاد في اليمن. وفي العادة تسقط الأمطار في اليمن في موسمين الأول خلال فصل الربيع ( مارس - أبريل)، والثاني في الصيف ( يوليو - أغسطس ) وهو موسم أكثر مطراً من فصل الربيع وتتباين كمية الأمطار الساقطة على اليمن تبايناً مكانياً واسعاً فأعلى كمية تساقط سنوي تكون في المرتفعات الجنوبية الغربية كما في مناطق إب - تعز والضالع ويريم حيث تتراوح كمية الأمطار الساقطة هنا ما بين 600 -1500 مم سنوياً وتقل كمية الأمطار الساقطة في السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة والمخا بالرغم من تعرضها للرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي العابرة البحرالأحمر نتيجة لعدم وجود عامل رفع لهذه الرياح الرطبة إلا أن متوسط المطر السنوي يزداد مع الارتفاع من 50 مم على الساحل إلى نحو1000مم على سفوح الجبال المواجهة إلى البحر الأحمر.