في أخر يوم لي قضيته في اليمن دعاني صديقي ناصر إلى منزله الذي يقع على مشارف صنعاء لتناول الغداء معاً، لقد كنا مجموعة منتقاة كان هناك اثنان من أبناء عم ناصر وطالبين جامعيين وطبيب قلب واثنين ممن كانوا في السلك العسكري ومدرس ومحامي عن حقوق الإنسان. بطبيعة الحال تحدثنا عن باراك أوباما وكان هذا الموضوع الذي سافرت من أجله اعتقدت أن هذه الطريقة الوحيدة التي لن أسمع فيها كثيراً عن أوباما في حال فوزه . وكما هي العادة السارية منذ القدم في التقاليد اليمنية يأكل الرجال معاً في غرفة الاستقبال والمرأة التي أعدت الوجبة اليمنية الرائعة المفضلة وهي السلته والوجبات الخفيفة الجميلة لا تختلط معهم . وبعد أن تناولنا وجبة الغداء نزلنا إلى غرفة المقيل وهي غرفة تعد خصيصاً لمضغ القات، فالقات نبات أخضر يمضغ ليعطي القليل من النشوة، أما النساء فلا يمضغنه، أنه يمضغ أيضاً من قبل الصوماليين والجيبوتيين لقد قمت بمضغه مرة واحدة قبل ثلاث سنوات فقد وجدت أن له مذاق مر للغاية ويمكن أن يبقى في فمي لبضع دقائق ثم أقوم بإخراجه ثم أشرب نصف لتر من الكولا لإبعاد ذاك الطعم. في اليمن ترى الناس جادون أوقات القات وترى كل رجل بعد الظهر في صنعاء في فمه ما يقارب كرة الجولف، لقد أخبرني ناصر أنه لا يجب علي أن أحكم على القات حتى أجرب تناوله فوافقت . أعطاني هو وآخرين حزمتين من القات أعلموني كيف أزيل الورق القاسية التي كانت قوية عند مضغها وأن أركز على الورق الصغيرة واللينة التي لها طعم جيد كما قالوا ، ثم أعطوني بعض الشاي الحلو وزجاجة كبيرة من المياه وبدأت أنا بالعمل، فقد بذلت جهداً في هذا الوقت وكنت أركز فعلاً على اختيار الأوراق المناسبة علٌ ذلك أن يساعدني وكان الجميع حولي يتحدثون باللغة العربية وبعد نصف ساعة مرت بدأ يحدث لي شيء غريب لقد بدأت أشعر بخفة في رأسي ثم اتكأت وشعرت بالاسترخاء وكان الجميع يضحكون على قصة طويلة يحكونها باللغة العربية وبدأت أنا بالضحك أيضاً وأمضغ أكثر فأكثر .. وأشرب الماء ولا أبصق بأي شيء سألني اثنين من الرجال عن الانتخابات الأمريكية وأجبت عليهم انتظرت، كان الأول يتحدث باللغة العربية وأنا لا أعرف أين أنا وظللت أمضغ القات واشعر أن الغرفة عائمة وأعطتني القصص الكثير من التسلية وبدأ المتكأ الذي أتكى عليه أكثر نعومة . حسنا،ً لكن شيء من هذا لم يحدث، وأنا أمضغ القات لأكثر من ساعتين لم يحدث لي الكيف ليس كالشرب حتى الثمالة ولم يحدث شيء من هذا القبيل سوى التهاب في الحنك وامتلأت المثانة بالماء والشاي ولم أستطع غسل مذاق القات من فمي لبضع ساعات لقد كانت متعة ما بعد الظهر واستمتاع بصحبة جميلة وشهر وكأني لا أزال أفقد هذه النقطة . وكما هو الحال، فإن القات عادة غالية جداً عند الفقراء ليس فقط في اليمن الفقيرة والأكثر جفافاً في العالم التي تعاني من نقص مزمن للمياه بل والأغنياء بل ايضا في دول مثل جيبوتي وغيرها ممن يتواجد عندهم القات . عندما التقيت مسئول وزارة المياه في اليمن في بداية رحلتي قال لي (93%) من إمدادات المياه تذهب لري القات فالقات يمتص هذا البلد الجاف. فالشيء الذي له تأثير هو أنه عندما يمضغ الرجل القات فإنه لا يعمل شيء فقد التقيت مجموعة من الرجال الذين قالوا انهم ينفقون الكثير على القات في اليوم أكثر من إنفاقهم على الطعام لأسرهم ، وقال المسئول يجب أن تعمل الحكومة اليمنية شيئاً حيال القات ، وقال إن الناس مدمنون عليه مثل المخدرات ، ولا نستطيع أن نضع قانوناً يحظره لأنه قد لا يكون خيار أفضل لقد أصبح جزء من الثقافة مثل الفودكا في روسيا فهو ليس له أي تأثير كتأثير الكحول ، فقد يبدأ الشباب بمضغه من سن صغيرة . المصدر/ Kansas City Star بقلم / SHASHANK BENGALI