عزيز محمد - بينت دراسة حديثة طُبقت على عينة من طلاب وطالبات الجامعات اليمنية أن نسبة مئوية عالية من إجمالي العينة الكلية تعرضوا للإساءة الجسدية والجنسية بمختلف أشكالها عندما كانوا اطفالاً. وشملت الدراسة 1375 طالباً وطالبة من أربع محافظات هي أمانة العاصمة، عدن، تعز، الحديدة. وأجمعت العينة المبحوثة في الجامعات الأربع على تعرضها لشكل من أشكال الإساءة وبنسبة 100% . وأظهرت الدراسة ان 84% من المشمولين بالدراسة قد تعرضوا في طفولتهم لأحد أشكال الإساءة الجسدية . وحلت الاساءة الجنسية في المرتبة الثانية بنسبة 42% تلتها إساءة الإهمال والإساءة الانفعالية. ففي جامعة صنعاء (أمانة العاصمة) افاد حوالي (335) طالباً وطالبة بنسبة (94.4) بأنهم قد تعرضوا للعنف والإساءة الجسدية والجنسية في طفولتهم،.في حين لم جاءت نسبة بسيطة جداً لم تتعرض لأي عنف أو إساءة (حوالي 5.6%). ولا يختلف الحال كثيراً بحسب الدراسة في عينة الحديدة (جامعة الحديدة)؛ حيث بلغت الحالات التي ذكرت تعرضها للعنف أو الإساءة حوالي (339) من مجموع العينة وبنسبة (95.8) ذكوراً وإناثاً. وأظهرت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها وأعدها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف ان حد العنف والإساءة على عينة طلبة جامعة عدن ومجموعهم (300) طالب وطالبة بلغ ما نسبة (84%)، بنسبة اقل من جامعتي صنعاء والحديدة. وفي جامعة تعز التي كان مجموع العينة المبحوثة (320) طالباً وطالبة بلغ حد الإساءة حوالي (75%) لتكون بذلك تعز الاقل من حيث نسبة الإساءة بين الجامعات الاربع. وهدفت الدراسة الى رصد وتتبع وجودة ظاهرة الإساءة للأطفال، وبخاصة الإساءة الجنسية ومدى انتشارها، وذلك من خلال خبرات طلبة الجامعات اليمنية واسترجاعهم لأوضاعهم في الطفولة، وما قد تعرضوا له من إساءة في طفولتهم. وقد احتلت الإساءة الجسمية بحسب الدراسة المرتبة الأولى في الإجابات سواء عند الذكور أو الإناث مع بعض التباين الطفيف بحسب النوع، حيث بلغ إجمالي النسبة الكلية لكل العينات 84.4% توزعت على النحو التالي: في عينة جامعة صنعاء ذكر حوالي (328 بنسبة 92.3%) من مجموع العينة صنعاء ذكوراً وإناثاً تعرضهم للعنف الجسدي، وبحسب النوع فإن عدد الذكور الذين أشاروا إلى ذلك بلغ حوالي (158، بنسبة 98.8%)، وبالنسبة للإناث أشار إلى ذلك حوالي (178 بنسبة 97.1%) . جامعة الحديدة تركزت أيضاً الأعداد والنسب العالية عند العنف أو الإساءة الجسدية (في الجسم) بمقدار (339/ بنسبة 98.2%) . ولم يختلف الحال كثيراً في كل من جامعتي عدن وتعز؛ حيث احتلت الإساءة الجسمية أو العنف الجسدي المرتبة الأولى في الإجابات، ففي جامعة عدن بلغ عدد من ذكروا تعرضهم للعنف حوالي (252/ بنسبة 84%) من مجموع من تعرضوا للإساءة بشكل عام ذكوراً وإناثاً. أما في جامعة تعز فقد ذكر هذا النوع من العنف والإساءة حوالي (242) مفردة من مفردات العينة ذكوراً وإناثاً وبنسبة (75.6%). وبينت الدراسة ان الإساءة الجنسية للاطفال احتلت المرتبة الثانية في إجابات العينة الكلية، تكراراً ونسبة 591-42.9%. فمن عينة جامعة صنعاء ذكر حوالي (195) بنسبة (54.9%) ذكوراً وإناثاً تعرضهم للإساءة الجنسية (من مجموع الذين ذكروا تعرضهم للعنف والإساءة بشكل عام)، وكانت الاناث أكثر عرضة للعنف الجنسي بنسبة (58.9). ومن عينة جامعة الحديدة ذكر حوالي (167) بنسبة (41.7%) من مجموع العينة التي تعرضت للعنف والإساءة بشكل عام، تعرضهم للإساءة الجنسية . واشارت الدجراسة الى انه وبحسب النوع وجد اختلافاً بسيطاً بين الذكور والإناث، فالذين تعرضوا للإساءة الجنسية من الذكور حوالي (82) بنسبة (49.7%)، والإناث (85) بنسبة (45%). أما بالنسبة للوضع في عينة جامعة عدن فقد ذكر حوالي (117) بنسبة (39%) من الذكور والإناث تعرضهم للإساءة الجنسية (ولا يوجد تحديد بحسب النوع). واحتلت بحسب الدراسة الإساءة الجنسية درجة عالية في جامعة تعز؛ حيث أشار إلى ذلك حوالي (112) طالباً وطالبة بنسبة (35%) من جملة من تعرضوا للإساءة. وأوصت الدراسة بتوفير الحماية والمساعدة اللازمتين للأسرة كونها اللبنة الأساسية في المجتمع وتمكينها من القيام بدورها الاجتماعي والتربوي على أفضل وجه. كما اقترحت الدراسة إيجاد آليات مؤسسية وبرامج تنموية لتوفير الدعم المادي والمعنوي للأسر المفككة، والأُسر الفقيرة، من أجل تقوية الروابط والأواصر الأسرية. وطالبت الدراسة برفع وعي الأسرة وتبصيرها بخطورة وأهمية أدوارها في عملية التنشئة الاجتماعية، وحث الآباء والأمهات على إعادة النظر في أساليب التنشئة الاجتماعية للأبناء القائمة على العنف والقسوة أو التمييز بسبب النوع أو الجنس . واوصت الدراسة بمراجعة وتطوير منظومة التشريعات والقوانين المتعلقة بالطفل وحماية الطفولة والمتصلة بقضايا الأسرة ومسائل الأمومة والطفولة، وجعلها مسايرة لمنظومة القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتصلة بحقوق الطفل. ودعت الى الاهتمام إعلامياً ببرامج الأسرة وخاصة تلك التي تتصل بمسائل التنشئة الاجتماعية، ودور الأُسرة في حماية أطفالها والاستعانة بالخبرات العلمية والأكاديمية في إعداد برامج الأسرة وبرامج الأطفال، وخاصة البرامج التي تتضمن توجيهات في أساليب التنشئة الاجتماعية الجيدة. وحثت الدراسة على اشراك أولياء الأمور والمعلمين والمربيين في الدورات التدريبية والندوات والحلقات النقاشية التي تعقد في مجال قضايا الطفولة العامة وقضايا العنف والإساءة للأطفال . كما أوصت بتشجيع البحث العلمي في المجالات المتصلة بقضايا الطفولة وبخاصة القضايا التي يقع عليها العنف وتتعرض للإساءة. وطالبت الدراسة بدعم مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في مجال الطفولة والدفاع عن حقوق الطفل، وتشجيعها على أدوارها وتقديم التسهيلات لها، والعمل على تكريم التي تحقق إنجازات في مجال حماية الطفولة وذلك في مناسبات وأعياد الطفولة والأسرة.