خلافا لما هو معتاد مع هكذا فعالات يحضرها ابرز علماء اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح –رئيس جامعة الإيمان - فوجئ منظمو تظاهرة خصصت الثلاثاء للاحتجاج على الحصار الجائر على قطاع غزة بحضور متواضع ، جعل الشيخ صادق الأحمر يعلن عن آسفة لذلك ، حين قال كنت أتوقع حضور عشرات الآلاف والله لو كان حفلا لمغنية لما وجد الناس مكانا للجلوس. هذا الموقف المعلن من القيادي الإصلاحي ونجل الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر كان له مايبرره لانه اعتاد على المشاركة في مهرجان مناصرة للقضية الفلسطينية تفوق المنظمة في كل البلدان العربية بدون استثناء لاسيما بحضور الشيخ الزنداني المعروفة عربياً وعالمياً والذي اعتاد جماهير غفيرة لا بسط فعالية جماهيرية يكون حاضرا فيها. المهرجان الذي كان فرسانه هم طلاب جامعة الإيمان وعدد قليل من المتضامنين وربما المتفرجين ، طالب الدول العربية بفك الحصار عن غزة وفتح معبر رفح بشكل مستمر لدخول الإمدادات التموينية والطبية والوقود والحاجات الأساسية وخروج المرضى والمسافرين حتى يتمتع أبناء قطاع غزة كغيرهم من البشر بحق الحياة والتنقل والعلاج. وأعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني عن التحضير لإرسال سفينة إنقاذ من اليمن محملة بالغذاء والدواء إلى المحاصرين الفلسطينيين في قطاع غزة وطالب التجار ورجال الخير بالتبرع لهذه المهمة. الغياب الواضح للمناصرين للقضية الفلسطينية الذي ربما كان مرده الاستياء الذي يعم الشارع اليمني جراء حالة الاقتتال والخلاف بين الفصائل الفلسطينية وتمترس حماس في إدارة قطاع غزة وفتح على بقية أجزاء فلسطين المحتلة ، دفع الحاضرين للتساؤل عن ذلك الغياب الإصلاحي الذي خذل الشيخ ، بقدر ما خذل القضية الفلسطينية ، مرجعين ذلك للتقارب الكبير الذي تنتهجة قيادات الاصلاح الحالية مع الادارة الامريكية وقنواتها الاستخباراتية المختلفة. ففي حين كان التجمع اليمني للإصلاح أكثر المتفاعلين مع مهرجانات نصرة فلسطين واحد المنظمين لها فإن أنصاره وقواعده غابو عن هذه الفعالية المناصرة لفرعهم الاخواني في غزة رغم انهم سيروا الخميس الفائت مسيرة انتخابية تفوق المنظمة لصالح فلسطين اليوم بكثير. ولم تقتصر ردة الفعل من حالة الصراع الفصائلي في فلسطين على حجم المشاركة في الفعاليات الشعبية بل تعداه إلى تراجع حجم الدعم المالي الذي كانت تجمعه مؤسسات يمنية من المواطنين اليمنيين لصالح القضية الفلسطينية . وكان رئيس جمعية كنعان لفلسطين يحيى محمد عبدالله صالح اعلن السبت عن تجهيز طائرة محملة بمئات الأطنان من المواد الإغاثية والطبية والمستلزمات الأخرى للأشقاء في قطاع غزة فلسطين . وثمن رئيس جمعية كنعان في مهرجان جماهيري أقامته الجمعية بمحافظة ذمار قرار وزراء الخارجية العرب الذي قال أنه يجسد روح الإخاء والتضامن العربي الحقيقي تجاه إخواننا في فلسطين،. وتم على هامش المهرجان التوقيع على اتفاقية أنشاء معهد الصالح للعلوم الزراعية بجنين والبالغ كلفته مليار دولار. وكان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري دعا في بيان صدر عن دورة لجنتة المركزية الاعتيادية السابعة التي عقدت أمس الأول كافة الفصائل الفلسطينية إلى العودة إلى طاولة الحوار ، دون الاستجابة للضغوط الإقليمية والدولية والعمل على توحيد الجهود بما يعزز استمرار المقاومة وضرب المخططات الصهيونية الأمريكية الرامية إلى تمزيق الجبهة الوطنية الفلسطينية خدمة للأهداف التوسعية الصهيونية . وحذر الحزب الناصري من فقدان منظمة التحرير لوظيفتها الأساسية وتحويلها إلى غطاء لتمرير المواقف التي تتعارض مع الغاية من إنشائها من خلال جعلها هيكلاً أجوف بعيد الصلة عن الحقائق السياسية الجديدة على الأرض . وفي حين حيت اللجنة المركزية صمود أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة تجاه الحصار الغاشم والاعتداءات الصهيونية الآثمة حذرت من الارتهان للولايات المتحدة والأنظمة العربية التابعة لها للضغط على الكيان الصهيوني للحصول على مكاسب سياسية في الوقت الذي لم تحصد فيه سوى الوهم والسراب وتآكل رصيدها النضالي . واسف ناصريو اليمن لمواقف الأنظمة العربية وصمتها المشين إزاء محاصرة شعب عانى ويعاني من الاحتلال والتدمير وكل أصناف التعذيب والمهانة وطالبوا كل الأنظمة العربية والإسلامية بفك الحصار وإدخال المساعدات للمحاصرين في غزة اقتداءاً بالمبادرات التي تقوم بها بعض منظمات المجتمع المدني الغربية.