لم تكتمل فرحة ثلثي السكان في اليمن -اسر فقيرة تكافح من أجل البقاء- بعيد الاضحي المبارك بسبب إنفاق أكثر من 65% من ميزانيتها لمواجهة احتياجاتها اليومية من الغذاء . فمع استمرار حالة الارتفاع أسعار السلع الأساسية في السوق اليمنية رغم الانخفاض الملحوظ في أسعارها على المستوى العالمي، والذي وصل إلى 50 % في بعض السلع مقارنة بما كان عليه الوضع منذ مطلع العام الجاري ، وارتفاع أسعار الاضاحي من الأغنام والعجول هذا العام بشكل اكبر من سابقيه ، اتجهت تلك الاسر الي استبدالها بالدجاج والاسماك. وارتفعت أسعار الأضاحي هذا العام إلى اكثر من40 الف ريال(200 دولار) أي بنسبة 150% ل(الكبش) المستورد من أثيوبيا والأراضي الصومالية وبنسبة 170% عن العام الماضي للأضاحي المحلية، نتيجة لقلة العرض وزيادة الطلب عليها. وعزا بعض تجار المواشي تلك الزيادة السعرية إلى قلة الإنتاج المحلي لقطاع الثروة الحيوانية نتيجة تقلص المراعي ومن جانب آخر نفوق الثروة الحيوانية من الماعز (الأغنام) في حضرموت إثر الكارثة المناخية التي حلت بها الشهر المنصرم والتي أدت إلى نفوق أكثر من نصف الثروة الحيوانية التي كانت تغطية السوق المحلية في عدد من محافظات اليمن. ومع تراجع حجم الاقبال علي اللحوم الحمراء ، ارتفع خلال اليومين الماضيين علي اللحوم البيضاء كالدجاج والاسماك التي تشكل بديلاً للفقراء رغم ما تشهده اسعار السمك من ارتفاع مؤخرا نتيجة الاقبال الزائد عليها لاسيما في المحافظات الساحلية . وشهدت اسواق الاسماك ومذابح الدجاج اقبالا كبيرا في العاصمة صنعاء وعدن وفقا لمراسلي الوطن ، وعبر عدد من مرتاديها عن حالة من الحسرة من عدم قدرتهم على توفير أضحية ، وتحول العيد إلي "عبء لا يطاق" بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعيشها معظمهم بحيث لا يتجاوز متوسط دخل الاسرة 550 دولار في السنة بحسب البيانات الرسمية.