قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان الوعود الكاذبة انتهت بعدما ظلت سياستنا مخنوقة لوقت طويل، وتعهد ببداية جديدة مع العالم الاسلامي، وترك العراق يحدد مصيره، خلال حفل تنصيبه الثلاثاء امام نحو 2 مليون أمريكي احتشدوا امام مبنى الكونجرس الامريكي في واشنطن للاحتفال بتنصيبه رئيسا جديدا للولايات المتحدة. واضاف أوباما الذي صارأول رئيس أسود "بالنسبة للعالم الاسلامي نسعى لنهج جديد للمضي قدما استنادا الى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل". وقال الرئيس الامريكي ان الولايات المتحدة "ستبدأ وبشكل مسئول بترك العراق لشعبه وارساء سلام في افغانستان". واكد الرئيس الامريكي ان الولايات المتحدة اختارت "الامل عوضا عن الخوف" مشددا على انها ستنهض لمواجهة التحديات الكثيرة، واضاف اوباما "نحن مجتمعون لاننا اخترنا الامل عوضا عن الخوف، ارادة العمل معا بدل النزاع والتفرقة". وصرح أوباما ان الاقتصاد الامريكي يحتاج الى عمل "جريء وعاجل" وتعهد بخلق الوظائف الجديدة وارساء اسس النمو، كما حذر المتطرفين في كل انحاء العالم من انهم لن ينجحوا في اضعاف الولايات المتحدة، مؤكدا ان بلاده "ستنتصر عليهم". وأدى باراك اوباما الثلاثاء اليمين الدستورية رئيسا جديدا للولايات المتحدة في حفل اقيم امام مقر الكونجرس الامريكي في واشنطن، واصبح بذلك الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة متعهدا باحترام دستور البلاد. وقد وضع يده اليسرى على الكتاب المقدس الذي ادى عليه ابراهام لينكولن اليمين، امام رئيس السلطة القضائية جون روبرتس رافعا يده اليمنى مرددا نص القسم ليخلف ذلك رسميا جورج بوش. وقال "انا باراك حسين اوباما اقسم انني سانفذ بامانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة, وساعمل باقصى ما لدي من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه". وعبر الشرق الأوسط، رحب كثيرون بوصول أمريكي إفريقي إلى البيت الأبيض، ولكنهم عبروا عن تحفظات حول ما إذا كان أوباما سيدخل تغييراً فعلياً على السياسة الأمريكية التي أثارت عداء شديداً للولايات المتحدة خلال عهد جورج بوش. وهذه الشكوك ازدادت قوة خلال الهجوم "الإسرائيلي" الأخير على قطاع غزة. ولكن أوباما لا يزال يلقى ترحيباً على نطاق واسع في الشرق الأوسط، حيث يرى كثيرون ان خلفيته المتعددة الأعراق والثقافات يمكن أن تجعله يتعامل مع المنطقة بطريقة أفضل من الرؤساء الأمريكيين السابقين. وقال صالح المحيسن، وهو سعودي يدير متجر مجوهرات، انه "ابتهج جداً" عندما انتخب أوباما رئيساً، وانه سيتابع حفل تنصيبه على التلفزيون". وقال: "أشعر بأن بإمكانه أن يفهم معاناة العرب". وأضاف المحيسن ان امتناع أوباما عن ادانة الهجوم "الإسرائيلي" على غزة جعله أكثر حذراً ازاء الرئيس الجديد، ولكن ليس إلى درجة تجعله يغير رأيه العام فيه. وقال: "أحترمه رغم صمته أشعر بأننا نتقاسم دماً واحداً". وفي العراق، تباينت المشاعر، حيث رأى البعض أن أوباما يمثل صفحة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة، بينما تساءل آخرون إلى أي مدى ستتغير السياسة الأمريكية في العراق؟ وقال علي سلام، وهو صاحب متجر للقرطاسية في بغداد: "اليوم هو يوم كبير لأمريكا لأن رئيساً أسود يتولى الحكم. هذه ديمقراطية حقيقية". وقالت منى عبد الرزاق، المدرسة في مدرسة ابتدائية في الموصل، ان العراقيين لديهم ذكريات سيئة عن الرئيس جورج بوش "الذي دمر العراق". وقالت: "نأمل ان يتحلى أوباما بمسؤولية أكبر". ولكن محسن كريم، المسؤول في وزارة النفط العراقية، قال "لا أتوقع تغييراً كبيراً في العراق، لأن أمريكا بلد مؤسسات، حيث لن تتاح لأوباما خيارات كثيرة لتغيير أي شيء". ولكن آخرين في الشرق الأوسط عبروا عن الأمل في أن يغير أوباما جوهرياً السياسة الأمريكية في المنطقة. وقال سائق التاكسي الأردني عبدالله حياري "الجميع يحبونه. آمل انه سيغير حقاً الأمور نحو الأفضل في المنطقة".