أعلنت بريطانيا عن عزمها بدء حوار مع "حزب الله"، بعد توقف الاتصالات الرسمية بين الجانبين قبل نحو أربعة أعوام، بعدما سارت الحكومة البريطانية على خطى نظيرتها الأمريكية، وأدرجت الجناح العسكري لحزب اللبناني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وكشف وكيل وزارة الخارجية البريطانية، بيل راميل، أن هذا التحول في موقف لندن تجاه حزب الله، يأتي بعد "التطورات الايجابية التي شهدها لبنان"، في إشارة إلى مشاركة الحزب في حكومة الوحدة الوطنية، في يوليو/ تموز الماضي، مما خفف من حدة الصراع السياسي بين "الفرقاء" اللبنانيين. وقال راميل أمام البرلمان البريطاني الأربعاء: "لقد قررنا إعادة النظر في موقفنا، بعد التطورات الإيجابية التي شهدها لبنان، ولهذا السبب قررنا السير في طريق إقامة اتصالات مع الحزب"، فيما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن ناطق باسم الخارجية قوله إن لندن ستتعامل فقط مع "الجناح السياسي" لحزب الله. وكشف وكيل وزارة الخارجية أن وفداً من نواب المعارضة من حزب "المحافظين" البريطاني، كان قد أجرى مؤخراً مباحثات مع أعضاء إحدى لجان البرلمان اللبناني، بينهم نائب عن حزب الله، مشيراً إلى أن السفيرة البريطانية لدى بيروت، فرانسيس غاي، كانت ضمن الحضور. وعن الهدف من هذا التحول في موقف الخارجية البريطانية، أوضح راميل قائلاً: "نحن نرغب في إجراء مزيد من النقاشات، أما هدفنا الرئيسي فهو الضغط على الحزب للعب دور أكثر إيجابية، وخاصة على صعيد التخلي عن نهج العنف"، على حد تعبيره. وكانت لندن قد أعلنت في أوائل يوليو/ تموز الماضي أنها أضافت الجناح العسكري لحزب الله على لائحتها للمنظمات "المحظورة"، كما رفضت إجراء حوار مع أي من أجنحة الحزب، سواء العسكري أو البرلماني، وكذلك المنظمات الأخرى العاملة في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية. وقال وزير الداخلية البريطاني، طوني ماكنتلي، في بيان آنذاك، إن القرار، الذي يتوجب إجازته من البرلمان ليصبح قانوناً، "يبعث برسالة واضحة أننا ندين عنف حزب الله ودعمه للإرهاب"، إلا أنه أضاف أن أنشطة الجماعة السياسية والاجتماعية والانسانية لن تتأثر بالقرار. من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، إن قرار الإدراج على قائمة الإرهاب يأتي بعد ظهور "أدلة جديدة" على تورّط حزب الله بممارسات من هذا النوع في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة، داعياً الحزب إلى "إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية اللبنانية أسوة بسائر الأحزاب." بالمقابل، رد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مؤتمر صحفي عقده عبر شاشات التلفزة من موقعه غير المعروف في بيروت، بالقول: "علمنا قبل ساعات بقرار الحكومة البريطانية وضع ما قالت إنه جناحنا المسلح على لائحة الإرهاب، وأنا أعتبر أن القرار غير مفاجئ، بل وطبيعي عن دولة شاركت بتأسيس الكيان الصهيوني واقتلاع الشعب الفلسطيني." يُشار إلى أن الولايات المتحدة تدرج "حزب الله"، الذي تربطه بالعديد من الهجمات الإرهابية ضد مواطنيها وأهداف غربية أخرى، ضمن قائمة الإرهاب الخاصة بها، كما وصفت وزارة الخزانة الأمريكية قناة "المنار" الفضائية، التابعة للحزب، بأنها "كيان إرهابي عالمي. CNN
