ذكرت مصادر الوطن ان مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب فشل في إقناع صنعاء وجهة النظر الأمريكية حول دوافع عدم ارسال المعتقلين اليمنيين في غوانتاناموا وعددهم نحو 96 معتقل الى اليمن مباشرة وتفضيل انتقالهم الى بلد ثالث . وتسلم الرئيس على عبدالله صالح يوم الاثنين رسالة خطية من الرئيس باراك اوباما نقلها جون برينان مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب الذي وصل اليمن في زيارة رسمية . السفارة الأمريكية بصنعاء قالت أن زيارة السيد جون برينان لصنعاء جزء منها للحوار المستمر بين اليمن والولايات المتحدة فيما يتعلق ببقية المعتقلين اليمنيين في جوانتاناموا، وجزء منها لمناقشة التعاون المستمر بين الولايات المتحدة الأمريكية واليمن في مجال مكافحة الإرهاب. وفيما ذكرت وكالة الانباء اليمنية أن رئيس الجمهورية خلال استقباله المسئول الأمريكي جدد مطالبة بلادنا بتسليمها المعتقلين اليمنيين في غونتانامو، مشيرا إلى ما تقوم به بلادنا من تحضيرات لإعادة تاهيليهم فكريا ومهنيا ولإدماجهم في المجتمع . اكد بيان للسفارة الامريكية بصنعاء ان مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب خلال لقائه مع رئيس الجمهورية عبر عن قلق حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من عودة المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو مباشرة إلى اليمن. ويبدو مصير المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو محل خلاف في وجهات النظر بين الطرفين نتيجة اصرار الجانب الأمريكي بإدارته الحالية على انتقال غالبية المعتقلين اليمنيين الى بلد ثالث ، وهو ما ترفضه صنعاء . وكانت انباء تحدثت عن أن واشنطن تدرس فكرة إرسال عدد من المعتقلين اليمنيين في معسكر غوانتانامو، إلى السعودية، وذلك لإشراكهم في برنامج إعادة تأهيل العناصر المتشددة الذي تطلق الرياض عليه اسم "المناصحة." وذكر مصدر دبلوماسي أميركي مطلع الاسبوع ، أن الولايات المتحدة طرحت المقترح على صنعاء والرياض، في وقت رفضت فيه وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الأمر، واكتفى الناطق باسمها، غوردون دوغيد، بالإشارة إلى وجود "نقاشات مع عدد من الأصدقاء والحلفاء حول العالم" لمعالجة قضية المعتقلين. وتأتي هذه الأنباء بعد أن سبق للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن تعهد بالعمل على إغلاق معسكر غوانتانامو الواقع في جزيرة كوبا خلال عام، وقد كانت صحيفة "وول ستريت" أول من أورد تقريراً تناول هذا الملف، أشارت فيه إلى أن اليمنيين الذين سيقع الاختيار عليهم يتحدرون من عائلات ترتبط بصلات أسرية مع عائلات سعودية. وتحتجز واشنطن في معتقل غوانتانامو 240 سجيناً، بينهم قرابة مائة يمني، وتنتظر اليمن وصول 15 منهم بعد ان وافقت الادارة الامريكية مؤخر على ارسالهم الى اليمن مباشرة، في حين ينتظر عدد مماثل تقديمه للمحاكمة قريباً، اما مصير البقية فرهن للحوار الدائر حول دولة ثالثة يرحلو اليها. ورغم تجنّب نائل الجبير، الناطق باسم السفارة السعودية في واشنطن، الحديث عن موضوع المعتقلين اليمنيين، مكتفياً بالقول إن الرياض "تدرس مع واشنطن سبل إعادة كافة المعتقلين السعوديين." اوضحت اليمن على لسان مصدر مسئول رفضها القاطع فكرة إرسال مواطنيها إلى أي دولة باستثناء اليمن،" مضيفاً أن السلطات اليمنية تدرس وضع برنامج تأهيل محلي على غرار النموذج السعودي. كما شدد على أن صنعاء مصممة على التعامل مع "مشكلة الإرهاب" ضمن حدودها. علماً أن الرئيس ، علي عبدالله صالح، سبق له التلميح إلى عزمه مواجهة اقتراح من هذا النوع، حيث تعد مسألة معتقلي غوانتانامو مسألة سياسية بالنسبة للرئيس صالح. وكان خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز كارنيغي للسلام، كريس بوسيك، اشار في تصريحات إلى احتمال أن يكون للرياض دافع خفي يزيد من اهتمامها بالمقترح الأميركي المفترض، يتمثل في وجود فرصة لاستجواب المعتقلين المرسلين إليها عن صلات لهم مع جماعات مسلحة في السعودية أو مع معتقلين سابقين.