رويترز - يتجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى تحقيق انتصار مُدَو في الانتخابات يوم الخميس بعد ان أشارت إحصائيات رسمية للإقبال على التصويت الى استجابة محدودة لنداءات المعارضة بمقاطعة الانتخابات. لكن تفجيرات قنابل في مركز اقتراع شرقي العاصمة أدت الى إصابة شرطيين بجروح وأكدت على التحديات التي يواجهها بوتفليقة في محاولاته للقضاء على بقايا تمرد إسلامي. وفوز بوتفليقة (72 عاما) الذي قاتل في حرب استقلال الجزائر عن فرنسا لم يكن أبدا موضع شك لكن العديد من المحللين توقعوا ان يؤدي ضعف الإقبال على التصويت الى الإضرار بشرعية الرئيس في عيون شعب الجزائر الذي يبلغ تعداده 34 مليون نسمة. وحث خصوم بوتفليقة ومن بينهم زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الناخبين على البقاء في منازلهم محاولين اللعب على احساس بعض الناخبين بأن الانتخابات لن تفعل شيئا لتخفيف الفقر والبطالة المنتشرين على نطاق واسع. وأغلقت مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة مساء (1900 بتوقيت جرينتش) وتتوقع وزارة الداخلية اعلان النتائج الاولية يوم الجمعة. وقال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني انه بحلول الساعة 6.00 مساء الخميس كان 62.18 في المئة من الناخبين قد أدلوا بأصواتهم وهي نسبة تتجاوز ما استهدفته حملة بوتفليقة عند 58.1 في المئة للذين صوتوا في انتخابات الرئاسة السابقة. وقال زرهوني الذي نظمت وزارته الانتخابات ان هذه الارقام غير عادية. ومهد نواب البرلمان وغالبيتهم موالون لبوتفليقة الطريق امام اعادة انتخابه حين ألغوا اواخر العام الماضي قيودا دستورية على فترات الرئاسة. ويقول منتقدون ان هذا سيسمح لبوتفليقة برئاسة الجزائر مدى الحياة. وقال اسماعيل معارف استاذ العلوم السياسية لرويترز ان المشاركة المرتفعة في الانتخابات رسالة فيما يبدو الى اولئك الذين كانوا يأملون في ان يضر الاقبال الضعيف على التصويت بمصداقية الانتخابات. لكنه تساءل ان كان هذا الاقبال الجيد سيغير من الموقف الاجتماعي والاقتصادي في البلاد. ويهتم العالم الخارجي بأن يكون لدى بوتفليقة القدرة على الاحتفاظ بشرعيته في أعين مواطني الجزائر في بلاده عضو الاوبك التي تحتل المركز الخامس عشر في قائمة أكبر احتياطي نفطي في العالم كما تشكل صادراتها 20 في المئة من واردات الاتحاد الاوروبي من الغاز. وتخشى الحكومات الاوروبية من ان يؤدي تجدد الصراع او انهيار الاقتصاد الجزائري الى تدفق اللاجئين على دول الاتحاد بينما تحتاج الولايات المتحدة الى دعم بوتفليقة في حربها العالمية ضد القاعدة. ويقول مؤيدون ان بوتفليقة يستحق ثقة الشعب لانه أعاد الاستقرار الى الجزائر المنتجة للنفط والغاز بعد حرب أهلية في التسعينات أودت بحياة 150 ألفا. ووعد بوتفليقة بانفاق 150 مليار دولار على مشروعات التنمية وخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل لانعاش الاقتصاد الجزائري الذي تشكل صادرات الطاقة 96 في المئة من حجمه لكن القطاعات الاخرى تعاني من الروتين وقلة الاستثمارات. وقال عبد الوهاب زياني العامل البالغ من العمر 42 عاما وهو يدلي بصوته في وسط العاصمة "أعطيت صوتي اليوم لبوتفليقة لاني أعتقد انه يحتاج لان يواصل برنامجه. نحتاج السلام والنمو الاقتصادي من أجل خلق الوظائف." لكن قطاعات عريضة من السكان يشعرون بخيبة امل ازاء العملية السياسية ويبلغ معدل البطالة بين الشبان 70 في المئة. ويقول محللون ان ذلك يساعد في تغذية تمرد اسلامي محدود المستوى. وقال مسؤولون في قرية مغنين شرقي الجزائر العاصمة لمراسل لرويترز في الموقع ان ضابطي شرطة أُصيبا حين انفجرت قنبلتان في مدرسة تستخدم كمركز اقتراع. ولحق بالمبنى ضرر محدود واستأنف الناخبون التصويت في وقت لاحق. والمنطقة لها احتجاجات مناهضة للحكومة. ولم يكن الاقبال الكبير على التصويت مرئيا في اماكن اخرى. وقال مسؤولون في مركز اقتراع في تيزي وزو انه حتى منتصف يوم الخميس لم يتوجه سوى 61 ناخبا فقط للتصويت من بين 2002 ناخب مسجل. وقالت سيدة تدعى ولد الحاج وهي واحدة من المسؤولين "لم أدهش لهذه النتيجة ولا اتوقع حضور الناس." وقالت "هذا تقليد في البلدة."