رسمت الأحداث الجارية في محافظة لحج وسواها من محافظات اليمن الشرقية والجنوبية خط مواجهة بين الحزب الحاكم وأحزاب المشترك المعارضة قبيل بدء الحوار بين الطرفين بعد تمديد فترة البرلمان لعامين بموافقة المؤتمر والمشترك. المشترك وفي الوقت الذي تفصح قيادات جنوبية عن مشروعها الانفصالي مع بدء أولى معاركها المسلحة صوب تحقيق الحلم في محافظة لحج حمل على السلطة بشدة رغم تعبيره عن قلق بالغ إزاء تطورات الأحداث في المحافظات الجنوبية. التكتل المعارض دان في بيان له صدر الخميس ونشر مساء الجمعة في وسائل إعلام اهلية قبل اعلام المشترك استخدام السلطات الأمنية والعسكرية للقوة والعنف المفرط ضد المواطنين واستنكر أحداث الشغب التي طالت الممتلكات الخاصة والعامة كما انه دعا السلطة إلى الكف عن اللجوء إلى العنف وأعمال القمع والملاحقات والاعتقالات وعسكرة الحياة المدنية. ورغم ان قيادات ما يسمى بالحراك اعلنت رفضها اية حوار مع السلطة وحددت الانفصال كمطلب وحيد لها الا ان بيان احزاب المشترك دعا السلطة مجددا إلى التعاطي مع القضية في إطارها الوطني وعبر أساليب الحوار وحل مختلف جوانبها وأبعادها تحت سقف الوحدة والديمقراطية. الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام احمد عبيد بن دغر رفض في حديث لقناة الجزيرة الجمعة الحديث عن حوارٍ مع العناصر التخريبية، قائلاً: المعتدون على المصالح العامة، وعلى المواطنين، وعلى المؤسسات لا يمكن الحوار معهم. هناك معارضة لها الحق أن تمارس نشاطها، وأن تخرج إلى الشارع متى تُريد، أما هؤلاء –يقصد العناصر التخريبية- فهم مجموعة خارجة على السلطة، والمعارضة، وعلى البلد وعلى الدستور والقانون. حسن باعوم احد قادة ما يسمى "الحراك الجنوبي" اكد انهم لا يعترفون بالوحدة اليمنية، واعتبر في حوار مع الجزيرة نت أن جنوب اليمن يرزح تحت ما أسماه "الاحتلال" من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية. وذكر أنهم يناضلون نضالا سلميا لاستعادة "دولة الجنوب"، ولكنه لم يستبعد اللجوء إلى السلاح إذا فرض عليهم ذلك، ودعا كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج إلى "تبني قضية وطنهم ونضال شعبهم". ويأمل المؤتمر الشعبي الحاكم من المشترك بأحزابه الدينية والأممية والقومية بموقف واضح وصريح من ما يجري بعد الإعلان من قبل قادة الحراك عن رؤيتهم للحل . وعلى الرغم من أن الامين العام المساعد للمؤتمر احمد عبيد بن دغر لا يرى أن المعارضة، على الأقل في برامجها، لا تناصر الانفصال، إلا أنه لا يستطيع أن يعطي هذا الاعتراف للمشترك بصورة مطلقة وكاملة، ويقول: "هناك داخل قيادات أحزاب المعارضة من هو انفصالي ويعلن عن انفصاليته، وهناك من هو ضد الوحدة ويعلن أنه ضدها، وهناك من هو مع الحراك الذي يؤدي إلى الانفصال ويعلن عن هذا بوضوح"، وهو ما يفسر ظهور احزاب المشترك المعارضة بموقف متضاربة وغير واضحة حيال ما يجري من على الواقع من ممارسات مسلحة للعناصر الانفصالية. السلطة المحلية بمحافظة لحج التي تدور فيها اشتباكات مع مجاميع مسلحة وفدت من محافظات أخرى استغربت في بيان لها مع أسف لما أسمتها المغالطات الواردة في البيان الصادر عن أحزاب اللقاء المشترك حول تلك الأعمال التخريبية في منطقة ردفان والتي شوهت حقائق الأحداث".. واعتبر البيان ما جاء في بيان المشترك اتهامات باطلة للسلطة ستعمل على تشجيع تلك العناصر التخريبية على التمادي في أعمالها وأنشطتها الهدامة . وقال بيان محلي لحج انه كان حريٌ بتلك الأحزاب أن تضطلع بمسئوليتها الوطنية في مواجهة تلك العناصر الخارجة على الدستور والقانون وإدانة أعمالها التخريبية والفوضوية المثيرة للفتنة والضارة بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والمتمثلة في قطع الطرقات الآمنة واحتجاز سيارات المواطنين أثناء سيرها في الطرق والاعتداء على أبناء الوطن الواحد وفرزهم بالهوية الشخصية تنفيذاً لتلك المخططات المستهدفة النيل من الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وعرقلة مسيرة التنمية والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين". . وناشد محلي لحج رغم حدة لهجته أحزاب اللقاء المشترك استشعار مسئوليتها الوطنية والابتعاد عن المكايدات الضارة بالوطن خاصة في مثل هذه الظروف التي تحتاج إلى تضافر جهود كافة الأحزاب والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية والاصطفاف الوطني الواسع في مواجهة كافة التحديات والمخططات التي تحاول النيل من الوطن ووحدته واستقراره وانجازاته وعلى مختلف الأصعدة. رفع المشترك سقف انتقاداته للحزب الحاكم بعد شهر عسل كان نتاج التوافق على تأجيل الانتخابات وتوجيه المؤتمر انتقادات مماثلة لقيادات في المشترك كان اخرها امين عام الوحدوي الناصري ورئيس كتلة الاشتراكي في البرلمان هل هي بداية معركة حول اجندة الحوار المرتقب ام فاتحة لشراكة افرزتها الظروف في الجنوب وكثيراً ما نادى بها المشترك . ربما ليس من المنطقي ان يصعد الطرفان لهجة الخصام في وقت يقرع طرف ثالث طبول الحرب ويعتبر الاثنين خصومه الذي سيبني مشروعه على انقاض عقدين من حكمهما معاً وفرادى. ويبدو ان احزاب المشترك ستنتظر اشتعال المعركة لتفرض على الحزب الحاكم تقديم تنازلات كما حصل في حرب 1994 حين حصل الاصلاح مقابل اشتراكه في الحرب على "الاشتراكي" جبهة الانفصال حينهاعلى صفقة دخل بموجبها كشريك في الحكم.