وصف القيادي المعارض سلطان العتواني حديث علي سالم البيض أول من أمس والذي جدد من خلاله الدعوة للانفصال بعد 15 عاما على إعلانه الأول، وصفه بحديث «خطر»، مطالباً إياه ب «العودة إلى غيبوبته السياسية». وشذ الأمين العام للتنظيم الناصري ورئيس تكتل اللقاء المشترك المعارض سلطان العتواني عن قاعدة الصمت المطبق الذي ساد الأوساط السياسية اليمنية حيال تصريحات البيض «الانفصالية» ونقلت صحيفة البيان الاماراتية يوم السبت عنه القول أن حديث البيض «لا يقل خطورة عن ممارسات السلطة، وسعي كليهما للإضرار بوحدة البلد» على حد تعبيره. وذكر العتواني أن «البيض فاق بعد خمسة عشر عاماً وعليه العودة إلى غيبوبته، فالوحدة لم يصنعها علي سالم البيض، بل صنعتها تضحيات ونضالات شعبنا في اليمن »، مشيراً إلى أن «من يتاجر بها فسيذهب مع الريح». بدوره، أكد القيادي الاشتراكي محمد المقالح في تصريحاتٍ مماثلة ل«البيان» أنه كان «يفضل ألا يظهر البيض مجدداً»، معتبراً أن «التاريخ يعيد نفسه بصورة مضحكة». ومن جهته، أفاد الأمين المساعد السابق للحزب الاشتراكي ورفيق البيض عند إعلان الانفصال العام 1994 سالم صالح محمد ل«البيان» أن الوحدة «منجز عظيم وعمل تاريخي لا يجب تحميله الأخطاء المرتكبة من قبل بعض الأشخاص مهما كانت مواقفهم». وأوضح صالح محمد أن «الوحدة والوطن هو الأفضل والتشطير والتمزق هو الأسوأ». وطالب القيادي الاشتراكي السابق «القيادات الوطنية بالحفاظ على هذا المنجز الوحدوي العظيم»، كما حض الأحزاب السياسية على «صيانة الوحدة والتوجه بروح 22 مايو التاريخي نحو الحوار الجاد والبناء لمعالجة كافة الأمور المطروحة وكافة الاختلافات وإطلاق مسيرة الحكم المحلي كامل الصلاحيات وإصلاح النظام الانتخابي بما يعزز النهج الديمقراطي». ورداً على سؤال بخصوص قرار السلطات العمانية إسقاط الجنسية عن البيض، رأى صالح محمد أن هذا الإجراء «هو تحصيل حاصل لقرار منحه الجنسية العمانية والذي اشترط بموجبه على البيض بألا يمارس أي عمل سياسي أو يقوم بنشاطاتٍ معادية لليمن». وعلى صعيدٍ متصل، شدد المحلل السياسي ورئيس «منتدى التنمية السياسية» علي سيف حسن على أن عودة نائب الرئيس السابق إلى مربع السياسة «وضع اليمنيين أمام خياراتٍ مرة وفرض على كافة الأطراف إعادة ترتيب أوراقهم وأولوياتهم». وقال سيف حسن أنه «وبقدر ما تعزز تصريحات البيض تطلعات الانفصال لدى الحراك الجنوبي، إلا أنها أثارت الخوف والقلق على الوحدة لدى الأطراف السياسية سواءً في الداخل أو في المنطقة»، مضيفاً أنه «يجهل قراءة البيض للأحداث التي دفعته للخروج عن صمته والعودة إلى مزاولة السياسة». وفي السياق، أعرب رئيس «منتدى التنمية السياسية» عن خشيته مما سماه «وحي مظلل» يقف وراء كلام نائب الرئيس اليمني الأسبق، داعياً إلى الانتظار لمدة ستة شهور مقبلة لأنها «المدى الزمني الذي يستطيع أن يتحمله البيض متشبثاً بموقفٍ واحد».