كشفت تصريحات سياسية لقيادات أحزاب اللقاء المشترك عن فوضى حزبية عارمة تتقاذف اليمن إلى مصير مجهول، بين من يقاطع احتفالات الوحدة مشترطاً مشاركة قيادات انفصال 94م، وواصفاً إياهم بالأبطال، وبين من يسخر منها ويدعوها للعودة إلى "غيبوبتها السياسية". ففي الوقت الذي استنكر الشيخ حميد الأحمر- رئيس ملتقى التشاور الوطني الذي اختتم أعماله الخميس- إقامة احتفالات الوحدة بغياب "البيض" و"العطاس"، ودعا إلى حضورهم في منصة الاحتفال، دعا الأمين العام للتنظيم الناصري ورئيس تكتل اللقاء المشترك سلطان العتواني اليوم السبت "علي سالم البيض" إلى «العودة إلى غيبوبته السياسية»، واصفاً حديثه الذي دعا فيه للانفصال بعد 15 عاما على إعلانه الأول ب«خطر». ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن العتواني القول: أن حديث البيض «لا يقل خطورة عن ممارسات السلطة، وسعي كليهما للإضرار بوحدة البلد» على حد تعبيره. وذكر العتواني أن «البيض فاق بعد خمسة عشر عاماً وعليه العودة إلى غيبوبته، فالوحدة لم يصنعها علي سالم البيض، بل صنعتها تضحيات ونضالات شعبنا في اليمن »، مشيراً إلى أن «من يتاجر بها فسيذهب مع الريح». التناقض بين الموقفين داخل كتلة أحزاب المشترك، والذي حدث في غضون ثلاثة أيام فقط، كشف الكثير من أسباب الفوضى السياسية التي تشهدها الساحة الداخلية اليمنية، وبما يؤكد أن المزاجية التي تبني بها أحزاب المعارضة مواقفها من القضايا الوطنية الحساسة والمصيرية لهو دليل على غياب الرؤية الإستراتيجية وبعد النظر في العملية السياسية القائمة، وبما ينبيء أن مثل هذه السياسات هي من يجر اليمن إلى حالة الفوضى. الشيخ حميد الأحمر يقاطع احتفالات الوحدة مشترطاً مشاركة "البيض"، والعتواني يدعو "البيض" للعودة إلى "غيبوبته"، وياسين نعمان لم يسمع بوجود دعوات انفصالية داخل اليمن ويتهم السلطة بادعائها بوجود تلك الدعوات "لضرب الوحدة"، والإصلاح يقول أنه اتفق مع علي ناصر على التغيير، وأن الأخير "علي ناصر" يعقد حالياً اجتماعات مع مستشاري أوباما في الامارات.. فيما اللقاء المشترك بعدن أدان اليوم السبت اعتقال من أحرقوا علم الجمهورية اليمنية، وهتفوا بتشطير اليمن ورفعوا أعلام "الجنوب العربي"، كما لو أنه لا يرى في كل تلك الممارسات انتهاكاً دستورياً ومساساً بالسيادة الوطنية.. ويبقى الشارع اليمني يتساءل: من سيترفع عن عصبيته الحزبية؟ ومن سيحمي اليمن من الابتزاز الحزبي؟