أعلن وزير النفط والمعادن أمير سالم العيدورس أن بدء تدشين مشروع الغاز الطبيعي المسال البالغ تكلفته أربعة مليارات دولار، سيتم منتصف يونيو القادم، استعدادا لتصدير أول شحنة غاز للعالم الخارجي. جاء ذلك خلال حفل تكريمي يوم السبت للعاملين بوزارة النفط والمعادن والوحدات التابعة لها، مؤكدا ان اليمن سيبدأ بعد عدة أسابيع من التدشين تصدير أول شحنة غاز مسال للعالم الخارجي والدخول في خارطة الدول المصدرة للغاز. مبينا ان العام 2009م سيكون عام الغاز- حد قوله. واعتبر وزير النفط والمعادن مشروع الغاز الطبيعي المسال اكبر مشروع في تاريخ اليمن المعاصر، ويضاف إلى المكتسبات التنموية التي تحققت للجمهورية اليمنية، لافتا إلى ان مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال يعطي انطباع بان اليمن ساحة وارض خصبة للاستثمارات الكبيرة. ومن المتوقع ان تنطلق ناقلة غاز محملة بالغاز الطبيعي المسال من بلحاف في محافظة شبوة بجنوب اليمن، وذلك في النصف الثاني من حزيران/يونيو المقبل مبدئيا. ومن المفترض ان تحمل هذه الناقلة 120 الف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال اليمني الى السوق الكورية الجنوبية. وتضاعف الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تمثل شركة توتال النفطية الفرنسية المساهم الاساسي فيها (40%)، الجهود حاليا من اجل انهاء اعمال الانشاء في هذا المعمل، وهي اعمال متاخرة لبضعة اشهر عن الجدول الزمني المحدد مسبقا. وبدء الانتاج في المعمل سيشكل تتويجا للمشروع الذي اطلق في تشرين الاول/اكتوير 2005 وبلغت قيمته اربعة مليارات دولار ليكون بالتالي اكبر مشروع في تاريخ اليمن الذي يعد من افقر دول العالم. ومع بدء الانتاج في ثاني وحدة تسييل في المعمل، اي نهاية العام الحالي تقريبا، ستبلغ صادرات اليمن من الغاز الطبيعي المسال 6,7 مليون طن سنويا، اي ما يوازي 180 الف برميل من النفط يوميا. ويتم نقل الغاز عبر انبوب من حقل صافر بالقرب من مأرب (350 كلم شمال غرب بلحاف)، حيث تقوم توتال حاليا بانتاج 43 الف برميل من الخام يوميا، بحسب متحدث باسم الشركة الفرنسية العملاقة. وقال المدير العام للشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال جويل فور لوكالة فرانس برس ام ان "اليمن لاعب جديد" في سوق الغاز العالمي. الا ان احتياطات الغاز في اليمن صغيرة نسبيا وتقدر ب259 مليار متر مكعب، بحسب فور الذي وصف هذه الاحتياطات بانها "مهمة" وانما "هامشية مقارنة بقطر". وتقدر احتياطات قطر ب25 الف مليار متر مكعب، وهي في المرتبة الثالثة عالميا بعد روسيا وايراني. الا ان مجرد تحول اليمن لمصدر للغاز المسال يرتدي بعدا بغاية الاهمية. ويقول مسئولون في الحكومة ان معدل انتاج اليمن من النفط العام الماضي كان ما دون 300 الف برميل يوميا، وان هذا المعدل ينخفض سنويا بين 5 و6% على ان تتضاءل الاحتياطات بشكل كبير بحدود العام 2020. واكدوا ان "الغاز سيعوض عن انخفاض انتاج النفط" مذكرا بان عائدات النفط تمثل حاليا 70% من العائدات في الموازنة. وكتب على لوحة جدارية في معمل بلحاف انه "بحسب التقديرات، ستحصل الحكومة اليمنية على ما بين 30 و50 مليار دولار خلال 20 الى 25 سنة بفضل العمليات" في المشروع. وذكر فور ان المشروع "ليس الحل لمشاكل اليمن" الاقتصادية، واشار الى ان المشروع يمكن ان يستمر اكثر من 25 عاما اذا تم اكتشاف حقول غاز جديدة. وابرز المساهمين في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال هم الفرنسية توتال (39,62%) وفرع لوزارة النفط اليمنية (16,73%) اضافة الى المجموعة النفطية الاميركية هانت والشركات الثلاث من كوريا الجنوبية "اي كي كوربوريشن" و"كوغاز" و"هيونداي". وسبق لشركة "كوغاز" ان طلبت شراء 30% من الغاز الطبيعي المسال الذي سينتج في المشروع على مدى السنوات العشرين المقبلة لامداد سوق كوريا الجنوبية. اما الباقي فسيتم بيعه لشركتي "جي دي اف سوييز" و"توتال غا اند باور" الفرنسيتين، وسيخصص لسوق اميركا الشمالية. وذكر فور ان مشروع "بلحاف" هو "واحد من اكبر مشاريعنا". وسجلت توتال العام الماضي ارباحا قياسية بلغت 13,9 مليار دولار، وهي اكبر ارباح سنوية تسجلها مجموعة فرنسية.