قالت مصادر استخباراتية في باكستان إن حوالي 50 شخصا، يُشتبه بأنهم مسلحون ينتمون لحركة طالبان، قد قُتلوا في هجومين منفصلين نفذتهما طائرات أمريكية بدون طيار واستهدفا معسكرا لتدريب عناصر الحركة وقافلة عربات في إقليم جنوب وزيرستان الواقع بالقرب من الحدود مع أفغانستان. فقد ذكر مسؤولون محليون ل بي بي سي أن ما يُعتقد بأنها طائرات أمريكية بدون طيار هاجمت معسكر تدريب تابع لطالبان يقع وسط الغابات في جنوب وزيرستان، الأمر الذي أسفر عن مقتل 10 مسلحين على الأقل. هجوم صاروخي وأضاف المسؤولون قائلين إن حوالي 40 مسلحا قُتلوا أيضا في هجوم وقع بعد ساعات فقط من الهجوم الأول، إذ استهدفت خمسة صواريخ قافلة عربات تابعة للمسلحين كانت تسير في المنطقة المذكورة. وقد وقع الهجومان شمال شرق "وانا"، كبرى مدن الإقليم، وذلك بعد يوم واحد من غارة مماثلة أسفرت عن مقتل 16 مسلحا محليا وأجنبيا في جنوب وزيرستان، معقل بيت الله محسود، زعيم حركة طالبان باكستان. كما قال مسؤولون محليون إن الصواريخ الخمسة أُطلقت على قافلة عربات كانت تقل مسلحين، وذلك أثناء توجهها على الطريق الرئيسي من مدينة لادها إلى مدينة ساراروغا الواقعة في المنطقة. وأضاف المسؤولون قائلين إن جميع العربات التي كانت تسير ضمن القافلة دُمِّرت بالكامل، وأن معظم القتلى الذين سقطوا في الهجوم هم من حركة طالبان، بالإضافة إلى مسلحين ينتموم لمنظمات وجماعات محظورة أُخرى تتخذ من إقليم البنجاب الباكستاني مقرا لها. يوم دموي وذكرت التقارير أن الحصيلة المرتفعة للقتلى قد جعل اليوم الأربعاء من أكثر الأيام دموية بالنسبة للمسلحين منذ أن بدأ استهدافهم بحملة الطائرات الأمريكية بدون طيار منذ شهر أغسطس/آب الماضي. وفي هجوم منفصل، ذكرت التقارير أن مولانا فضل الله، وهو أحد أبرز قادة طالبان، قد أُصيب بجروح خلال الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني في منطقة وادي سوات. يُذكر أن الجيش الباكستاني قد بدأ هجوما واسع النطاق ضد مسلحي طالبان في إقليم سوات منذ حوالي شهرين، وذلك بعدما كانت الحركة قد أحكمت قبضتها على الإقليم. حالة قلق وقد أدَّى أمر سيطرة الحركة على الإقليم حينذاك إلى حالة من القلق لدى السلطات الباكستانية وحلفائها الذين يتخوفون من تصاعد نفوذ طالبان في باكستان وأفغانستان التي تسيطر طالبان على أجزاء كبيرة منها. وبعد أن شن الجيش الباكستاني عمليته الواسعة في سوات، عاد ليستهدف حاليا بيت الله محسود الذي يُعتقد أنه وأنصاره يتحصنون في إقليم جنوب وزيرستان. وتقول السلطات الباكستانية إن محسود، الذي خصصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان تواجده أو يسلمه، يُعتبر الرأس المدبر لأكثر من 90 بالمئة من الهجمات المسلحة في باكستان. وحددت إسلام آباد بدورها كذلك مكافأة بقيمة 615 ألف دولار لكل من يدلي بمعلومات عن محسود او يسلمه. BBC