عاودت عمليات الاختطافات والتقطعات القبلية وغيرها في أمانة العاصمة ومحافظات أخرى في اليمن في الآونة الأخيرة لتلقي بضلالها على الواقع الأمني ، وسط اتهامات نواب في البرلمان لوزارة الداخلية بالانفلات والتقصير. وأكدت الداخلية اعتقال 17 شخصاً من مديرية بني ضبيان بمحافظة صنعاء على خلفية جريمة إختطاف رجل الاعمال عبدالملك الخامري التي وقعت مطلع الأسبوع الجاري بأمانة العاصمة من قبل مسلحين لذات القبيلة ، وتنفيذ حملة امنية لمنطقة حرف سفيان وذلك لضبط الأشخاص المتورطين بأعمال القطاعات القبلية والإفراج عن السيارات المحتجزة لديهم. فيما استنكار الشيخ ناصر احمد السالمي أحد مشائخ خولان بني ضبيان عملية الاعتقالات الواسعة لبني ضبيان، موضحا ان من قاموا باختطاف رجل الأعمال الخامري هم من الخارجين عن القانون بسبب خلاف بينهم والخامري. واستنكر الشيخ الدماني في تصريح تلقته" الوطن" عملية الاختطافات وظاهرتها بشكل عام ، مدينا ما تمارسه الاجهزة الامنية من مداهمات ، قال أنها طالت منزله اكثر من مرة في امانة العاصمة على مدار يومين الاحد والاثنين الماضيين وتم اعتقال ابنه خولان وبعض من اقاربه. معتبرا تلك المداهمات والاعتداءات على منزله هي مؤامرة تهدف الى احداث مشكلة بينه وبين الاجهزة الامنية دون أي ذنب أقترفه في الوقت الذي يعتبر نفسه أول المتعاونين مع الاجهزة الامنية في اعادة عدد من المخطوفين خلال الفترة الماضية. ودعا الشيخ الدماني مشائخ خولان بصفة خاصة ومشائخ وقبائل اليمن عامة الى استنكار ما تعرض له منزله من مداهمات تستهدفه شخصيا و مطالبة الاجهزة الامنية والرسمية التوقف عن تلك الممارسات التعسفية التي تمارس من خلال الحملات العسكرية ضد المشائخ الذين لهم مكانتهم وحصانتهم القبلية المتعارف عليها في أوساط المجتمع اليمني – حد قوله. وطالب أيضا من الاجهزة الامنية المعنية عدم ممارسة حملة الاعتقالات الواسعة ضد أبناء قبيلة بني ضبيان وايداعهم السجون لأجل ذنب هم لم يقترفوه وأن لا يؤخذون بجريرة غيرهم ظلما وعدوانا طالما والاجهزة الرسمية على علم واطلاع بمكان ومن هم الخاطفين. وكان النائب المؤتمري نبيل باشا إلى إمهال وزارة الداخلية حتى السبت القادم للكشف عما اتخذته حيال بقية الرهائن الأجانب الذين اختطفوا الشهر الماضي بمحافظة صعدة ومعرفة خاطفيهم ومصيرهم. والمختطفين المتبقين والذين لا يزال يلف الغموض مصيرهم هم مهندس بريطاني وأسرة ألمانية مكونة من خمسة بينهم ثلاثة أطفال أكبرهم خمس سنوات ، كانوا ضمن طاقم طبي مكون من 9 يعملون في مستشفى السلام بصعدة في نطاق عمل الهيئة العالمية للخدمات الطبية والتي تعمل في صعدة منذ 35 عاماً ، وتم اختطافهم في 12 يونيو الماضي وقد قُتل ثلاثة رهائن، ألمانيتين وكورية جنوبية، وعُثر على جثثهم في منطقة جبلية بصعدة، وذلك بعد يومين من عملية الخطف. وطالب البرلمان في جلسة امس الثلاثاء بمساءلة الداخلية بشأن القضية التي وصفها بالجريمة النكراء والمسيئة لأصدقاء اليمن وسمعتها. وعلى ذات المنوال توجه النائب من صعدة عبدالسلام زابية باستيضاح لوزير الداخلية حول عمليات الاختطافات والتقطعات برزت بالآونة الأخيرة متسائلا عن جدوى وزارة الداخلية إذا كانت تلك العمليات تتم على مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية. من جهتها أكدت الداخلية اعتقال 17 شخصاً من مديرية بني ضبيان بمحافظة صنعاء على خلفية جريمة إختطاف رجل الاعمال عبدالملك الخامري التي وقعت مطلع الأسبوع الجاري بأمانة العاصمة. وأوضحت – وفقا مركز الإعلام الأمني- أن اللواء الركن مطهر رشاد المصري وزير الداخلية وعقب وقوع الجريمة وجه بإغلاق كل المنافذ المؤدية إلى بني ضبيان وفرض حصار أمني عليها إلى أن يتم الإفراج عن المواطن المختطف ، مشيرة أنها أغلقت المنافذ إلى المديرية وفرضت طوق أمني عليها لإجبار الخاطفين على إطلاق سراح المواطن الخاوي. مؤكدة بأنها ستعمل كل ما في وسعها لإلقاء القبض على الخاطفين, ولم تستبعد الأجهزة الأمنية إستخدام القوة إذا ما أستدعى الأمر ذلك. وكان نجل توفيق الخامري شقيق المختطف تعرض للاختطاف العام الماضي بسبب ذات القضية وبعده تم اختطاف طفل من بوابة مدرسة كان الخاطفون يعتقدون انه نجل نبيل الخامري ليتبن انه طفل (علي محمد عبدالله العديني ) يتيم مكث قرابة شهر لدى الخاطفين في بني ضبيان ليفرج عنه بعد ذلك بوساطة قبلية . وقضت الشعبة الابتدائية بالمحكمة الجزائية في صنعاء امس الثلاثاء بسجن أربعة متهمين من بني ضبيان 20 عاما بحق كل منهم ، أدينا باختطاف الطفل العديني والذي لا يتجاوز التاسعة من عمره. من جهة أخرى ذكرت الأجهزة الأمنية بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران أن حملة أمنية مكونة من ثمانية أطقم مسلحة قد تحركت إلى منطقة ذو بشاري والأعقاف بناءً على أوامر من رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة, وذلك لضبط الأشخاص المتورطين بأعمال القطاعات القبلية والإفراج عن السيارات المحتجزة لديهم. وقالت الأجهزة الأمنية في سفيان أن رجال الأمن قاموا بمحاصرة منازل المتقطعين من ذو بشاري الذين تبادلوا إطلاق النار مع المتهمين. موضحة أن الحملة الأمنية مازالت تحاصر منازل المتقطعين إلى أن يقوموا بتسليم أنفسهم, وكذا سيارات المواطنين المحتجزة لديهم. مشيرة إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار تنفيذ توجيهات قيادة وزارة الداخلية لمكافحة القطاعات القبلية بمحافظة عمران وإلقاء القبض على المتورطين بهذه الأعمال الخارجة عن القانون وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.