تذهب كافة المعطيات الميدانية لساحة المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردون "الحوثة" بشمال غرب اليمن ،إلى عدم الالتزام بثبيت وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية المشروط بخمس نقاط والذي دخل سريانه منذ ظهر السبت وفقا لقرار هو الثالث للحكومة منذ بدء المواجهات قبل أكثر من شهر ،وجميعها لم يصمد بضعة ساعات من سريانها وسط تحجج المتمردين بعدم اساعف الوقت لإبلاغ القرار بعض جماعاتهم في مواقع عدة. وفيما جدد الرئيس صالح في خطاب عشية عيد الفطر دعوة المتمردين الى عدم تفويت الفرصة الجديدة المعلنة من الحكومة ،أكد مصدر مسؤول بالقوات المسلحة وأخر في اللجنة الرئاسية المكلفة بالإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بأنه وعلى الرغم من التزام الجيش بالقرار ، غير ان العناصر "الحوثية" قامت السبت بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي سبق ان أعلنت بأنها سوف تلتزم به ، كما نفى مصدر عسكري مسئول صحة ما بثته العناصر المتمردة من صور زعمت بأنها لمواطنين قتلوا نتيجة قصف جوي في منطقة (العادي) بسفيان . الرئيس صالح كان قد عبر في خطاب عشية عيد الفطر المبارك ،عن أمله بأن لا تلقى المبادرة الاخيرة التي اعلنتها الحكومة السبت بالوقف المشروط للعمليات العسكرية في صعدة لتحقيق السلام ، بما قوبلت به المبادرات السابقة من قبل المتمردين من تعنت وغي ومزيد من التصعيد للأعمال الإجرامية من خطف وقتل للمواطنين الأبرياء وجعلهم دروعاً بشرية وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة. وجدد الدعوة لتلك العناصر الاستجابة لصوت العقل والجنوح للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة أمامها للعودة لجادة الصواب وأن يكونوا مواطنين صالحين مثل سائر المواطنين في الجمهورية وسوف تقوم الحكومة بمعالجة كافة الآثار الناتجة عن تلك الفتنة وإعادة إعمار ما خلفته الحرب ولما فيه تحقيق المصلحة العامة. وكان قرار الحكومة امس الجمعة مشروط بخمس نقاط لوقف للعمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في المنطقة الشمالية الغربية بصعدة ومنطقة سفيان، مع تثبيت وقف إطلاق النار ابتداءً من الساعة ال 12 من ظهر السبت . وجاء ذلك القرار الحكومي " بناءً على توجيهات القيادة السياسية العليا وبمناسبة حلول عيد الفطر المبارك واستجابة لمطالبات المواطنين في محافظة صعدة وكافة النداءات الموجهة للحكومة وفي مقدمتها نداء الامين العام للامم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية من اجل إيصال المواد التموينية للمواطنين والمساعدات للنازحين نتيجة الفتنة التي أشعلتها العناصر التخريبية المتمردة الخارجة على النظام والقانون". وحدد قرار الحكومة اشتراطاتها بخمس نقاط هي " الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق-الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية- إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية- إطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين- الالتزام بالدستور والنظام والقانون". من جانبه قال مصدر مسؤول بمكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن عناصر التخريب والتمرد لم تلتزم حتى الآن بقرار وقف إطلاق النار حيث استمرت في اعتداءاتها على القوات المسلحة والأمن في قطاعي الملاحيظ وسفيان وباقم على الرغم من إعلانها الالتزام بالقرار الذي أعلنته الحكومة حول إيقاف العمليات العسكرية . وذكر المصدر" إن ادعاءات تلك العناصر بأنها تدافع عن نفسها كاذبة وغير صحيحة حيث تقوم هي بالاعتداء والهجوم على أفراد القوات المسلحة والأمن وهي في مواقعها ". كما أعلن رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بالإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار فارس مناع أن العناصر "الحوثية" قامت السبت بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي سبق ان أعلنت بأنها سوف تلتزم به. وقال رئيس اللجنة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية " لقد قامت العناصر الحوثية وبعد ظهر السبت بإطلاق عدة قذائف على مدينة صعدة استهدفت عدد من المساكن والمنشآت، كما قامت بالاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن في قطاعي الملاحيظ وسفيان". وطالب مناع العناصر الحوثية الالتزام بقرار وقف إطلاق ا لنار وبما يكفل تثبيته وتحقيق السلام والتفرغ لجهود البناء ومعالجة الآثار الناتجة عن الفتنة وطبقا لما أكدته الحكومة في بيانها الصادر يوم الجمعة حول إيقاف العمليات العسكرية. من جانب آخر نفى مصدر عسكري مسئول صحة ما بثته عناصر التمرد" الحوثية" من صور ومقاطع زعمت بأنها لمواطنين قتلوا نتيجة قصف جوي في منطقة (العادي) بسفيان . وقال المصدر في بيان "لقد دأبت تلك العناصر على التضليل والفبركة, وما بثته من صور هي لعناصر إرهابية متمردة قتلت أثناء المواجهات العسكرية مع وحدات الجيش والأمن والمتعاونين من المواطنين الشرفاء, وبعضها تم فبركته بطريقة مفضوحة ". وأضاف المصدر " إن تلك العناصر ظلت تتخذ من المواطنين دروعا بشرية أثناء قيامها بالاعتداءات على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين المتعاونين مع الدولة وتستخدم القوة والعنف لمنع المواطنين من الانتقال إلى مناطق آمنة, كما حدث في منطقة مران قبل أيام حيث منعت المواطنين من النزوح وارتكبت جريمة قتل ثمانية منهم لرفضهم الانصياع لها " ونوه المصدر إلى توجيه القيادة السياسية بالتحقق من مزاعم تعرض مواطنين في منطقة (العادي) بسفيان لقصف جوي، وهو ما يتم حاليا.