تلقى الاقتصاد اليمني يوم السبت بتدشين تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من منطقة بلحاف محافظة شبوة على الساحل الجنوبي للبلاد، جرعة انتعاش كبيره بعد ان كان يقترب من غرفة الإنعاش بسبب تراجع أسعار النفط والإنتاج وتجدد المواجهات في صعده والتي كلفت خزينة الدولة الكثير من النفقات. وسيضخ المشروع اكثر من ملياري دولار الى خزينة الدولة بحسب توقعات بأن يجني اليمن نحو 50 مليار دولار خلال العقدين القادمين ليعوض بذلك عائدات النفط التي هوت بسبب تراجع كمية الإنتاج والأسعار . مشروع الغاز الذي كلف نحو 5 مليار دولار دشن اليوم وسط بهجة حكومية انتظرت طويلا ولادة المشروع الذي اعترضت طريقه صعوبات ليست بالهينة تجاوزت حدود اليمن الجغرافية. وكان الرئيس علي عبد الله صالح تزعم اليوم البهجة الحكومية بتدشين تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى كوريا عبر سفينة كورية سعتها 149 ألف متر مكعب تليها بعد أربعة أيام شحنة ثانية على السفينة اليمنية (أروى )وبكمية 160 ألف متر مكعب . وزير النفط والمعادن أمير سالم العيدروس اعتبرالمشروع الأكبر من نوعه في تاريخ اليمن المعاصر حيث سيمثل رافداً حقيقياً للتنمية والاقتصاد الوطني . واستغل العيدروس الفرصة للرد على انتقادات دولية لقصور المؤسسات اليمنية في استيعاب تمويلات كبيرة مؤكداً على ان اليمن بيئة استثمارية واعدة تزخر بالخيرات وقادرة على استيعاب التمويلات والمشاريع الإستراتيجية الكبيرة . وتحدث العيدروس عن أمال كبيرة وعريضة بتوسيع رقعة الاستثمارات في قطاعات النفط والمعادن معتبراً المشروع الانطلاقة الحقيقية للإستثمارات الاستراتيجية في اليمن" . وبدأت مراحل انتاج الغاز من محطة صافر بمحافظة مأرب ومن ثم ايصاله إلى بلحاف في محافظة شبوه عبر خط انابيب بطول 320 كيلومتر وصولاً إلى ميناء خليج عدن . ويقوم المشروع على أساس ضخ الغاز الطبيعي المسال من منشآت المنبع في القطاع 18 في صافر مأرب وعبر أنبوب يصل طوله 320 كيلومترا وصولا إلى محطة التسييل في بلحاف . ويصل الطاقة الاجمالية للمشروع إلى 7ر6 مليون طن من الغاز المسال سنويا، وتملك توتال 62ر39 في المئة من اسهم المشروع البالغ قيمته 5ر4 مليار دولار وهو اكبر واضخم مشروع اقتصادي استثماري يشهده اليمن. وستقوم الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بتصدير الكميات المنتجة بواقع 30 بالمئة الى السوق الكورية الجنوبية و70 بالمئة الى السوق الامريكية ضمن ثلاثة عقود طويلة المدى ولفترة 20 عاما مع شركة توتال الفرنسية للغاز والطاقة وشركة جي دي إف سويز لسوق امريكا الشمالية وشركة كوجاز للسوق الكورية. وتساهم الشركة اليمنية للغاز في المشروع بنسبة 73ر16 في المئة مقابل 22ر17 في المئة لشركة هنت اويل و55ر9 في المئة لشركة اس.كيه انريجي الكورية الجنوبية، و(5%) للهيئة العامة اليمنية للتأمينات الاجتماعية والمعاشات، فيما المؤسسة الكورية للغاز – «كوغاز» (6%)، وشركة «هيونداي» (5.88%). مدير عام الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال فرانسوا رافاننيابة استعرض مراحل المشروع التي تضمنت التفاوض على اتفاقيات بيع الغاز لتمويل هذا الاستثمار ومد الأنابيب مرورا بصحراء مأرب وشبوه وبناء معمل تسييل عال التقنية وإنشاء ميناء جديد وبناء أسطول يتكون من 12 ناقلة غاز طبيعي مسال. وقال" تفتخر الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بأنها سلمت أول شحنة من الغاز اليمني إلى السوق العالمية وبهذا تكون اكملت رحلة دامت 15 عاما لنقل الغاز من حقل مأرب العملاق إلى الأسواق الأسيوية والأمريكية" بمساهمة يمنية وفرنسية وأمريكية وكورية" . وأضاف" من الآن فصاعدا في هذا العام 2009 ستصدر اليمن الغاز إلى كل من كوريا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2010 ستكون الصين وربما أوروبا ومناطق أخرى من العالم ضمن الوجهات الجديدة للغاز اليمني". وتحدث عن تامين إيرادات طويلة المدى للوطن من خلال مبيعات الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال لفترة 25 عاما قادمة، وستكون مساهمة الشركة في الميزانية العامة للدولة كبيرة. وقال "نعبر عن التزامنا الكامل نحو إنتاج وتسويق ونقل الغاز عالي الجودة عبر المحيطات وبأقل تكلفة ممكنة مقابل أفضل سعر بيع ممكن" . وأعتبر تصدير الغاز هي عملية ايجابية للإنتاج النفطي ذلك لان عملية ضخمة لإنتاج الغاز يؤمن ازدهارا لصناعة النفط والغاز في اليمن ويؤمن استمرارية إنتاج الحقول المنخفضة في الإنتاج بفضل الإيرادات الإضافية من مبيعات الغاز. من جانبه اعتبر رئيس الاستكشافات والإنتاج، عضو اللجنة التنفيذية بشركة توتال ايفس لويس داريكريري تصدير اول شحنة من مشروع الغاز اليمني ضمن سلسلة شحنات يبلغ قوامها نحو 2500 شحنة خلال الخمس والعشرين عاما القادمة علامة بارزة في تاريخ اليمن. وأشار إلى أنه سيتم تحميل نحو 100 ناقلة غاز طبيعي مسال كل عام من ميناء بلحاف مما يعني ضمان رفد خزينة الدولة بإيراد منتظم وكبير لمدة خمس وعشرين عاما. وأشار إلى عدم استقرار العالم ونشؤ تهديدات جديدة تؤثر على الأمم والصناعة و القرصنة في المياه الدولية خير مثال على ذلك حيث تهدد الملاحة الدولية داعياً السلطات اليمنية إلى توفير الأمن وحماية الاستثمارات . وأعتبر زيادة الطلب على الطاقة حول العالم فرصة لدفع اليمن إلى الاستمرار في عمليات الإستكشاف والبحث عن حقول جديدة للنفط والغاز.
