القبس - لم تكد الفنانة اللبنانية المقيمة في القاهرة هيفاء وهبي تستوعب حجم القضية التي رفعها ضدها أكثر من اربعين محام مصري، بتهمة الاساءة الى اهل النوبة، والسخرية منهم في اغنيتها الجديدة «بابا فين»، التي ارادتها هيفاء اغنية للاطفال، فجاءت تصفية حسابات بين النوبيين وتاريخ طويل من القهر والعنصرية، حتى وجدت الحل الانسب للتخلص من ورطتها بالدخول على خط الحرب المصرية الجزائرية لكسب رضا البلد الذي تنتظر الحصول على جنسيته بعد اشهر قليلة. هيفاء التي ارادت ان تقدم فروض الولاء والطاعة للمصريين لمحو صورة العنصرية التي رسمتها اغنية لم تكن تعي المعاني المخفية بين سطورها، شنت هجوماً غير مسبوق على الشعب الجزائري، على خلفية المباراة التي جمعت بينه وبين شقيقه المصري في الخرطوم، متهمة الجزائريين بأنهم ارهابيون، داعية من اثارت كلمة «القرد النوبي» غضبه ان يبحث عن حقه لدى الجزائريين، في مناسبة رأت فيها خشبة خلاص على قاعدة «مصائب قوم عند قوم فوائد». لم تهتم هيفاء بصب الزيت على نار الخلافات العربية-العربية التي اشعلتها مباراة كرة قدم، بل عمدت الى توجيه اسوأ العبارات لتصف الشعب الجزائري، في برنامج «دائرة الضوء» الذي تعرضه قناة النيل للرياضة، مبدية عدم اهتمامها بالغناء في الجزائر، حيث خاضت هيفاء على ما يبدو معركتها بأقل خسائر، فليس في الجزائر مهرجانات موسيقية ضخمة تحلم بالغناء فيها، ولا سينما تطمح إلى دخولها من الباب العريض، ولا فضائيات منتشرة عربياً ترجو ان تحل ضيفة عليها. في معركتها، ارادت هيفاء ان تمحو عن نفسها صفة العنصرية التي اتهمها النوبيون بها، فلم تزدد التهمة سوى التصاقاً بها، حيث نطقت بما عجز عنه رجل الشارع المعبّأ اعلامياً، مستخدمة ابشع الالفاظ العنصرية ضد الجزائريين، معلنة رفضها الغناء في بلد يستخدم ابناؤه السكاكين للتعبير عن انفسهم. هيفاء اكدت انها سعيدة لكشف حقيقة الجزائريين السيئة أمام الجميع، داعية مصر الى ضرورة تحصيل حقوق أبنائها التي انتهكت في السودان على يد الجزائريين. وتساءلت هيفاء «لماذا لم يلحظ السودانيون أن الجزائريين فقط يشترون الأسلحة البيضاء؟ أم كانوا سعداء برواج التجارة»؟ في اهانة جديدة للشعب السوداني الذي وصفته ببائع السلاح الابيض، وختمت هيفاء حربها من خلال اعلانها لتلفزيون «الجرس» انه لا يشرفها الغناء في الجزائر بلد الارهاب والسكاكين. نانسي على خط المواجهات بدورها لم تقف الفنانة صاحبة اغنية «انا مصري» نانسي عجرم موقف الحياد من حرب داحس والغبراء الكروية، بل دخلت على خط الصراع بعد اعلانها عن تأييدها المنتخب المصري، لتحصد هجوماً جزائرياً عنيفاً لم تكن تتوقعه. فرداً على تشجيعها للمنتخب المصري، اشيع ان نقابة الفنانين الجزائريين سوف تصدر قراراً بمنع الفنانة نانسي عجرم التي اعلنت انها لم ولن تغني مطلقا فى بلد يطالب بمنعها من الغناء فيه، وردت على ما دعت اليه بعض الصحف الجزائرية من منعها من الغناء في الجزائر قائلة إنه «أمر لا يعنيها كثيرا». نانسي قالت إنها لن تغير موقفها من تضامنها مع الفريق المصري، وأكدت أنها ترفض تجاوزات مشجعي الجزائر ضد المصريين وتعتبره مهزلة بكل المقاييس، معتبرة ان الجزائريين حولوا المباراة الى حرب من دون مبرر. من جهة ثانية، اصدر منير الوسيمي نقيب الموسيقيين المصريين قراراً بقطع العلاقات نهائياً مع الجزائر، ومنع الفنانين المصريين من السفر الى الجزائر، ومنع الفنانين الجزائرين بمن فيهم الفنانة القديرة وردة من الغناء في مصر بأي شكل من الاشكال، كما اعلن الفنانان شريف منير واحمد السقا عزمهما على ارجاع الجوائز التي حصلا عليها من الجزائر، عبر سفارتها في القاهرة في اقسى رد فعل على ما اعتبروه اهانة للجمهور المصري. فإذا كان ثمة ما يبرر رد فعل الفنانين المصريين، فما الذي يبرر انحدار الفنانين اللبنانيين الى مستوى تلك المهاترات الاعلامية؟ ولماذا لم يتعظوا من الفنانة فيروز التي غنت في دمشق في احلك ايام الازمة السورية اللبنانية رغم اعتراضات البعض من السياسيين اللبنانيين على خطوة اعتبروها استفزازية، بينما رأت فيها الفنانة الكبيرة محاولة لتقريب ما باعدت بينه السياسة؟ ام ان الحرب الاعلامية كانت مناسبة لتسجيل نقاط في مباراة الفائز فيها يسجل مقاعد اضافية في هوليوود الشرق؟