أكد رئيس الامن القومي اليمني امتلاك اليمن لادلة تثبت الدعم الايراني للمتمردين الحوثيين في شمال اليمن الذي يقاتلون الحكومة منذ اغسطس اب وأشار أيضا الى ان لهم علاقة بتنظيم القاعدة السني. وتتهم صنعاء شخصيات دينية من ايران بتمويل المتمردين وان كانت لم تصل الى حد توجيه اتهام الى حكومة طهران. وقال علي محمد الأنسي رئيس جهاز الامن القومي اليمني ورئيس مكتب الرئاسة قال ان صنعاء لديها دليل على تورط ايران. وأضاف على هامش مؤتمر للامن في البحرين انه توجد علامات وأدلة على تدخل ايراني لكنه قال انه لا يمكنه ان يدخل في تفاصيل بشأن هذه المؤشرات وتفاصيلها مع وسائل الاعلام. وقال اليمن في اكتوبر تشرين الاول انه احتجز سفينة تحمل أسلحة مرسلة الى الحوثيين واعتقل طاقمها الايراني. وقالت ايران ان التقرير مختلق.وقال الانسي ان السفينة ايرانية وربما لها صلة باريتريا. وقال ان آخر سفينة كانت ايرانية وصلت الى ميناء ميدي بالقرب من منطقة ملاحيط القريبة أيضا من صعدة وانه توجد مؤشرات ايضا على انها جاءت من اريتريا. ولم يذكر تفاصيل أخرى، وقال أيضا ان القاعدة تدعم المتمردين. وقال الأنسي ان القاعدة لها علاقة بالحوثيين مضيفا ان متشددا سعوديا سلمه اليمن الى السعودية أدلى بتصريحات أيد فيها المتمردين الشيعة. ويتهم الحوثيون حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالسماح بهيمنة الوهابية في اليمن من خلال علاقاته الوثيقة بالسعودية. وتخشى الولايات المتحدة والسعودية من ان تنامي انعدام الاستقرار في اليمن يمكن ان يتحول الى خطر أمني كبير حيث تسمح الفوضى بأن تكسب القاعدة قوة في البلاد. وكان مسؤول أمريكي قال إنه ليس لديه اي دليل على ان ايران تدعم المتمردين الشيعة الذين استولوا على بعض الاراضي السعودية وهو موقف يتعارض مع ما يقوله اليمن بأن التمرد يحظى بالدعم من الايرانيين. وأضاف جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى في مؤتمر امني اقليمي في البحرين: «تحدث العديد من اصدقائنا وشركائنا الينا عن احتمال وجود دعم خارجي (للمتمردين) الحوثيين وسمعنا الافتراضات عن الدعم الايراني للحوثيين» وتابع: «لكي اكون صريحا ليست لدينا اي معلومات مستقلة عن هذا (الامر)». وقال فيلتمان: إنه يجب عدم المبالغة في الجانب الطائفي للصراع وحث جميع الاطراف على ابقاء القضية قاصرة على اليمن.وقال: وأضاف «يبدو ان الناس يجدون اسبابا لتوسيع الصراع عندما يكون من مصلحتنا الجماعية جميعا تضييقه».وقال : «أعتقد انه من الخطر المبالغة في الانقسامات (بين الشيعة والسنة)». من جانبه قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في نفس المؤتمر إن الضلوع الخارجي في الحرب ليس محل شك مضيفا ان المملكة مستعدة لمساعدة المملكة العربية السعودية. وعندما سئل عما اذا كانت البحرين مستعدة لإرسال قوات خاصة الى اليمن قال الشيخ خالد ان البحرين جاهزة للمساعدة. وكان موضوع ايران قد هيمن على أجواء مؤتمر «حوار المنامة» قبل انطلاقه رسميا مع تجدد الاتهامات الموجهة لطهران حول دعم التمرد الحوثي في اليمن وزعزعة استقرار دول عربية أخرى، لكن مراقبين يرون ان لهجة الاتهام أصبحت متحفظة. ورغم تأكيده على تدخل ايران في النزاع مع الحوثيين، اشار مدير وكالة الأمن الوطني ورئيس مكتب الرئاسة اليمني علي محمد الانسي، الى ان «هذه الحرب اندلعت بأجندة خارجية». ومن ناحيته، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن «تدريب الحوثيين يظهر ان لديهم دعما خارجيا». لكن المسؤولين اليمني والبحريني التزما لهجة متحفظة عن توجيه اتهام مباشر لإيران بدعم التمرد الحوثي في اليمن، وذلك في مناظرة تلفزيونية جمعتهما مع مساعد وزير الخارجية الامريكي جيفري فلتمان ونائب مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مأمون فندي ونظمتها «قناة العربية» السعودية قبل قليل من الافتتاح الرسمي للنسخة السادسة من «حوار المنامة» في العاصمة البحرينية. ووجه فندي اتهامات صريحة لايران في المناظرة قائلا ان «ايران تدعم الحوثيين» موضحا «علينا ان نتذكر تصريحات الملك عبدالله الثاني قبل سنوات عن الهلال الشيعي» وكذلك «تصريح الرئيس المصري حسني مبارك عن ولاء الشيعة العرب لإيران». وفي معرض نفيه للاتهامات بتورط بلاده في دعم المتمردين الحوثيين، نفى رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط التابع لوزارة الخارجية الايرانية حمدي دهقاني دعم ايران للمتمردين الحوثيين متسائلا بشيء من السخرية «اذا أردنا مثلا ارسال سلاح للحوثيين فهل سنرسله عبر الحدود السعودية؟». وأضاف: «اذا كانت هناك حرب ليست اسرائيل طرفا فيها فيجب ان تتوقف لأنها حرب بين إخوة». وترجم دهقاني الذي كان يتحدث بالعربية وسط ضحك الحضور في الندوة أبياتا من الشعر الفارسي «تدلل على محبة الايرانيين لليمن» قبل ان يعلق مأمون فندي ساخرا «ومن الحب ما قتل». وفي غمرة دفاعه عن اتهام بلاده بدعم التمرد الحوثي، قال دهقاني: إن «الشيخ خالد بن احمد هو من يمثل ايران في هذه المناظرة» مثيرا ضحك المنصة والحضور فيما رد وزير خارجية البحرين بالقول: «أنا مشارك في المؤتمر واذا كانوا راضين فلا مانع لدي». لكن باحثا سعوديا متخصصا في الشؤون الايرانية، أعلن في مداخلة له خلال المناظرة ان «المشروع الايراني ليس جديدا وكل ما شهدناه هو صعود للمحافظين في ايران» مضيفا «ان المحافظين يريدون حسم الصراع الداخلي عبر تصدير الثورة». لكن الباحث عادل الطريفي استدرك قائلا: «ليست هناك دلائل استخبارية على تورط ايران» موضحا ان «ايران حاولت جاهدة ان تغطي على كل الصراعات الداخلية» مضيفا «ان النخبة الايرانية منقسمة على نفسها». ولكن مدير وكالة الأمن الوطني اليمني علي محمد الانسي ورغم تمسكه باتهام ايران، فقد امتنع في تصريح لوكالة «فرانس برس» عن الكشف عن الادلة التي يملكها اليمن على الدعم الايراني للحوثيين مكتفيا بالقول «لم يحن الأوان للكشف عن هذه الأدلة». وقال الانسي«هناك دعم سياسي عبر خطب الجمعة ووسائل الإعلام الايرانية التي تحرض على استمرار الفتنة وتدعم التمرد».