قال مسئولون أمريكيون إن اليمن حقق بعض النجاح في قتاله للقاعدة بدعم من الولايات المتحدة لكن التنظيم المتطرف يواصل انتشاره في مناطق أخرى ولديه أكثر من 20 جماعة فرعية في شتى أنحاء العالم. وخلال جلسة استماع للكونجرس يوم الأربعاء رسم مسئولون أمريكيون صورة للتهديد المتغير من جانب القاعدة وهي تمتد من أفغانستان إلى العراق وشبه الجزيرة العربية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا. وقال الاميرال اريك اولسون قائد العمليات الأمريكية الخاصة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي "يصعب تعريف القاعدة الآن. "أكثر من 24 جماعة ذات صلة...أوجدت لنفسها موطئا في العراق وشبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي ومنطقة الصحراء وبلاد المغرب بشمال أفريقيا وغرب أفريقيا وجنوب شرق أسيا وهناك العديد من الجماعات المختلفة التي تعمل الآن في أفغانستان وباكستان وانطلاقا منهما." وصرح بأن قوات القاعدة يدعمها جزئيا متطرفون احتجزوا من قبل ثم أفرج عنهم لينضموا الى جماعات متشددة. وذكر اولسون ان المسئولين يقدرون أن خمس المحتجزين المطلق سراحهم "عادوا بشكل ما إلى أنشطة...ضد مصالحنا." واشار منتقدو خطة الرئيس الامريكي باراك أوباما لإغلاق السجن الحربي الأمريكي في خليج جوانتانامو بكوبا الى انضمام محتجزين سابقين الى جماعات متشددة كمبرر للاحتفاظ بالمنشأة. وفي وقت سابق صرح روبرت موللر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي بأن القاعدة عازمة على مواصلة مهاجمة الولايات المتحدة. وقال أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ "نحن أيضا نواجه تهديدات من أفراد يسافرون الى الخارج الى معسكرات تدريب الارهابيين حتى يرتكبوا أعمالا ارهابية في الخارج أو ليعودوا لمهاجمة أمريكا." وجاء ذلك بعد تقرير أصدرته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جاء فيه أن بعض الامريكيين المشتبه في تلقيهم تدريبات في معسكرات القاعدة في اليمن ومن بينهم عشرات ممن اعتنقوا الاسلام في السجن ربما يمثلون تهديدا خطيرا للولايات المتحدة. وذكر التقرير أنه يتخوف بشكل خاص من مجموعة من 36 من المجرمين الامريكيين السابقين اعتنقوا الاسلام في السجن ووصلوا الى اليمن العام الماضي ظاهريا من أجل تعلم اللغة العربية. وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي لواشنطن بوست ان بلاده لم تتلق بعد أي معلومات عن هؤلاء الأمريكيين الوارد ذكرهم في تقرير مجلس الشيوخ. وقال القربي لواشنطن بوست ان اليمن سيغير إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول وان ذلك سيتطلب موافقة سفاراته في الخارج لا استصدارها من المطار. وقال مسؤول حكومي ووسائل إعلام باليمن يوم الخميس ان السلطات ستلغي منح التأشيرات للأجانب عند وصولهم لمنع المتشددين من دخول البلاد. وأضاف المسؤول أن هذا القرار سيؤثر على السائحين الأجانب في المقام الاول بما في ذلك السائحون من الولايات المتحدة وكندا واوروبا الذين كانوا يحصلون على التأشيرات عند الوصول الى المطار. وأبلغ مسئولون أمريكيون الكونجرس انه تحقق بعض النجاح في اليمن ضد القاعدة وذكروا أن اليمن صعد من قتاله ضد متشددي القاعدة استجابة للضغط الأمريكي لكن الفساد والبيروقراطية يمكن أن يعوقا الجهود الأمريكية الرامية إلى تصعيد القتال. وأصبح اليمن أكبر مصادر القلق الأمني لدى مسئولي الولايات المتحدة منذ المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية. وقال المتهم النيجيري بمحاولة التفجير للمحققين انه حصل على القنبلة والتدريب من متشددي القاعدة في اليمن. وأعلن المسئولون عن بعض النجاح المبدئي في الحرب على القاعدة في اليمن حيث زادت واشنطن من دعمها ووعدت بملايين الدولارات كمساعدات خلال العام القادم بهدف التغلب على القاعدة. وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الادنى أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان واشنطن ليست "غافلة " عن الحكومة اليمنية. وقال ان قدرة اليمن على تقديم الخدمات واستيعاب المساعدات "محدودة ببيروقراطية ضعيفة وفاسدة في الغالب وتفتقر الى المصادر." كما قال فيلتمان ودانيل بنجامين منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية أمام الشيوخ ان رغبة اليمن في التصدي للقاعدة في الماضي كانت "متقلبة." وأشارا الى أن جهود اليمن تشتت في تمرد قبلي في الشمال واضطراب في الجنوب وأقرا بأن اليمن لا يعتبر القاعدة المصدر الاول للقلق. وقال فيلتمان ان اليمن أصبح "أولوية عليا" لادارة أوباما منذ توليها الحكم وقال "لكنني أود أن أشير الى أنه على مدار الشهر الماضي أو الاسابيع الستة الماضية كان هناك تركيز بشكل أكبر من جانب حكومة اليمن على التهديد الذي تمثله القاعدة وهذه علامة مشجعة."