قال مسؤولون أمريكيون خلال جلسة استماع للكونجرس إن اليمن صَعَد من قتاله ضد متشددي القاعدة استجابة للضغط الأمريكي لكن الفساد والبيروقراطية يمكن أن يعوقا الجهود الأمريكية الرامية الى تصعيد القتال. وأصبح اليمن أكبر مصادر القلق الأمني لدى مسؤولي الولاياتالمتحدة منذ المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية. وقال المتهم النيجيري بمحاولة التفجير للمحققين انه حصل على القنبلة والتدريب من متشددي القاعدة في اليمن. ورسم مسؤولون أمريكيون يوم الاربعاء صورة للتهديد المتغير من جانب القاعدة بينما تتمدد خارج أفغانستان والعراق استجابة للضغط العسكري الامريكي وعودتها الى تنظيم صفوفها في مناطق مثل باكستانواليمن والقرن الافريقي. وقال روبرت موللر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي ان القاعدة عازمة على مواصلة مهاجمة الولاياتالمتحدة. وقال أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ "نحن أيضا نواجه تهديدات من أفراد يسافرون الى الخارج الى معسكرات تدريب الارهابيين حتى يرتكبوا أعمالا ارهابية في الخارج أو ليعودوا لمهاجمة أمريكا." وجاء ذلك بعد تقرير أصدرته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيخ جاء فيه أن بعض الامريكيين المشتبه في تلقيهم تدريبات في معسكرات القاعدة في اليمن ومن بينهم عشرات ممن اعتنقوا الاسلام في السجن ربما يمثلون تهديدا خطيرا للولايات المتحدة. وقال التقرير انه يتخوف بشكل خاص من مجموعة من 36 من المجرمين الامريكيين السابقين اعتنقوا الاسلام في السجن ووصلوا الى اليمن العام الماضي ظاهريا من أجل تعلم اللغة العربية. وأعلن المسؤولون عن بعض النجاح المبدئي في الحرب على القاعدة في اليمن حيث زادت واشنطن من دعمها ووعدت بملايين الدولارات كمساعدات خلال العام القادم بهدف التغلب على القاعدة. وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان واشنطن ليست "غافلة " عن الحكومة اليمنية. وقال ان قدرة اليمن على تقديم الخدمات واستيعاب المساعدات "محدودة ببيروقراطية ضعيفة وفاسدة في الغالب وتفتقر الى المصادر." كما قال فيلتمان ودانيل بنجامين منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية أمام الشيوخ ان رغبة اليمن في التصدي للقاعدة في الماضي كانت "متقلبة." وأشارا الى أن جهود اليمن تشتت في تمرد قبلي في الشمال واضطراب في الجنوب وأقرا بأن اليمن لا يعتبر القاعدة المصدر الاول للقلق. وقال فيلتمان ان اليمن أصبح "أولوية عليا" لادارة أوباما منذ توليها الحكم وقال "لكنني أود أن أشير الى أنه على مدار الشهر الماضي أو الاسابيع الستة الماضية كان هناك تركيز بشكل أكبر من جانب حكومة اليمن على التهديد الذي تمثله القاعدة وهذه علامة مشجعة." وهدد التركيز المتزايد على اليمن وعلى محاولة التفجير بتشتيت الرئيس الامريكي باراك أوباما عن برنامجه الداخلي الذي يتضمن خفض نسبة البطالة التي بلغت عشرة بالمئة وإقرار خطة اصلاح الرعاية الصحية. كما أعاق هدف الرئيس بسرعة غلق السجن الامريكي في القاعدة العسكرية في خليج جوانتانامو بكوبا وسط مخاوف من أن المحتجزين المفرج عنهم قد حملوا السلاح مرة أخرى ضد الولاياتالمتحدة في اليمن وفي أماكن أخرى. وقال فيلتمان وبنجامين ان التدخل الامريكي الاخير كانت له نتائج ايجابية لكن مع ضرورة التركيز على جهود اليمن لمكافحة الفساد وتقوية الحكم الرشيد. وقال بنجامين "أعتقد أننا نحتاج حقا الى التمسك بذلك." واقترح الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الامريكية مضاعفة المساعدات العسكرية المقدمة الى اليمن العام القادم لتصل الى حوالي 150 مليون دولار. وتأتي هذه المساعدات العكسرية اضافة الى مساعدات تنموية تتضمن أيضا مساعدات لقوات الامن اليمنية وتصل الى ما يقرب من 63 مليون دولار في السنة المالية الجارية. وقال ريتشارد لوجار عضو مجلس الشيوخ البارز عن الحزب الجمهوري لفيلتمان وبنجامين ان الولاياتالمتحدة تحتاج الى "التزام لا لبس فيه من جانب الحكومة اليمنية لمحاربة القاعدة." وقال بنجامين ان الحكومة تشعر أنها داومت على الارتباط الامريكي الذي ساعد على "تحول" الحكومة اليمنية وأدى بالمسؤولين اليمنيين الى ادراك ما يواجهون. وشنت قوات الامن اليمنية بتدريب ودعم من الولاياتالمتحدة سلسلة من الهجمات ضد القاعدة في الاسابيع الاخيرة. وقال بنجامين "لا شك أن الحكومة تواجه عددا من التحديات الامنية الخطيرة جدا لكننا نشعر أن ذلك أساس جيد للعمل عليه... اذا نظرت الى السنوات الست أو السبع الماضية فنحن في مكان أفضل مما كنا عليه لفترة طويلة."