اعترف مهدي كروبي، احد ابرز قادة المعارضة الايرانية، أمس الاثنين بمحمود احمدي نجاد "رئيسا" لايران لاول مرة منذ انتخابات حزيران/يونيو 2009، بحسب ما جاء في تصريحات ادلى بها نجله حسين كروبي. وقال كروبي بحسب ما صرح نجله "ما زلت اعتقد ان الانتخابات (الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو) تخللتها عمليات تزوير كثيفة، لكن بما ان مرشد (الجمهورية الاسلامية علي خامنئي) صادق عليها، فاني اعتقد ان احمدي نجاد هو رئيس الحكومة، اي رئيس ايران". وكان رئيس البرلمان الاصلاحي السابق يرد بواسطة نجله على سؤال حيال موقفه من احمدي نجاد بعدما ذكرت وكالة فارس الايرانية في وقت سابق انه اقر بنتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران/يونيو. وكان مهدي كروبي، المرشح الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الرئاسية الايرانية في 12 يونيو، رفض حتى الان الاعتراف بصحة هذه الانتخابات مؤكدا ان عمليات تزوير شابتها، شانه في ذلك شان شخصيات اصلاحية معتدلة اخرى في النظام. وسبق ان دعا رجل الدين الايراني المتشدد احمد خاتمي الى جلد مهدي كروبي بسبب ادعاءاته المثيرة للجدل بشان تعرض عدد من الذين جرى اعتقالهم في التظاهرات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية للاغتصاب والتعذيب في السجن. كما حظرت السلطات الايرانية صدور صحيفة "اعتماد ملي" التابعة لكروبي بعد ان نشرت مزاعم بحدوث انتهاكات داخل السجون الايرانية. واثار كروبي غضب السلطات عندما قال ان نساء وشبانا اعتقلوا بعد الاحتجاجات الواسعة على اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو تعرضوا للاغتصاب. ونقلت صحيفة كيهان عن احمد خاتمي الذي يعد من المقربين الى المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي قوله "طبقا للتعاليم الاسلامية اذا اتهم شخص ما اخرين بارتكاب جرائم جنسية ولم يتمكن من اثبات ذلك، فيجب جلده 80 جلدة". واضاف خاتمي "والان اتهم السيد كروبي النظام وقد رفض اثنان من اجهزة النظام اتهاماته". واتهم العديد من المسؤولين المحافظين كروبي بالكذب وباعطاء حجج للحكومات الاجنبية التي انتقدت ايران لطريقة معاملتها المتظاهرين. ويعد كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات الرئاسية، شخصية بارزة في المعارضة. وقد تعهد بالسعي للكشف عن الحقيقة حول ادعاءات سوء المعاملة في السجون. وقال كروبي في بيان نشره الموقع الالكتروني لحزبه "اعتماد ملي" ان السلطات "اوجدت مناخا لا يجرؤ فيه احد على الكلام. لكن هذه التصرفات وهذه الضغوط لن تجعلني اصمت وسأقول الامور التي اراها ضرورية". واضاف "لن اصمت حتى تدرس هذه الاحداث من كل جوانبها وحتى تعلن الحقيقة على الناس". وقال الرئيس السابق لمجلس الشورى انه عاجز عن التحقق بنفسه من صحة هذه الاتهامات. واكد "لم اقل ان هذه الاحداث حصلت بالضرورة. قلت ان هناك شائعات وان بعض الاشخاص القريبين منا قالوا لنا هذا". واعتقل نحو اربعة آلاف متظاهر من المعارضة في البداية بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي عمت طهران وغيرها من المدن عقب الانتخابات. وتم الافراج عن معظمهم الا انه لا يزال نحو 200 خلف القضبان. ويحاكم نحو 140 منهم. وتقول السلطات ان 30 شخصا قتلوا في العنف الذي اعقب الانتخابات فيما تقدر المعارضة ذلك العدد بنحو 69 قتيلا. ( وكالات )