يوم حافل من التظاهرات في إيران شعارات قاسية ضد نجل خامنئي في "أربعينية" ضحايا الاحتجاجات
مخاوف من ظاهرة "الأربعينيات" مجلس قيادة للحركة الإصلاحية
أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها للجوء الشرطة الايرانية إلى القوة لتفريق أنصار المعارضة الذين تجمعوا في طهران لإحياء ذكرى ضحايا التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، وعمدت الشرطة الايرانية الى استخدام القوة لتفريق الآلاف من مناصري المعارضة الذين تجمعوا أولاً في مقبرة جنة الزهراء بالقرب من طهران، حيث اشتبكوا مع قوات الأمن. وبعد ذلك انتقل المتظاهرون بالآلاف إلى المصلى وسط طهران، حيث حظرت السلطات حفلاً في ذكرى ضحايا التظاهرات التي تلت الانتخابات. وهتف المتظاهرون ضد مجتبى خامنئي نجل مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، مؤكدين أنه لن يخلف أبيه في منصب ولاية الفقيه. كما شهدت مناطق ومدن مشهد وأصفهان والأهواز مظاهرات صاخبة في ذكرى "أربعينية" ضحايا الاحتجاجات. ويعتبر مجتبى الابن الثاني للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية وظهر اسمه لأول مرة كشخصية فاعلة خلف الكواليس خلال احتجاج الشيخ مهدي كروبي على نتائج انتخابات عام 2005 التي جاءت بمحمود أحمدي نجاد إلى السلطة التنفيذية، وعاد اسمه ليتردد هذه الايام على لسان الإصلاحيين والمعارضين الذين يتهمونه بقيادة ما يعتبرونه انقلاباً على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ويبلغ نجل خامنئي من العمر 40 عاماً وله تأثير مباشر على والده المرشد الأعلى، حاله حال الكثير من أبناء كبار رجال الدين حسب التقليد المتبع في المؤسسة الدينية الشيعية في إيران والعراق. وتشير بعض المصادر إلى أن عند مجتبى فريق استشاري استخباراتي. وهناك اشاعات حول دوره في اختيار قادة الحرس الثوري وإبعاد 15 من كبار الحرس الذين صوتوا في الانتخابات الماضية لصالح رفسنجاني إلى مناطق نائية. كما يزعم أن مجتبى هو الذي يحدد سياسات النظام الأساسية عبر مكتب والده، حيث له علاقات وطيدة بمجلس قيادة الحرس الثوري، وله نفوذ عميق بين كبار القادة العسكريين والسياسيين في إيران. أما الأقوال حول بلوغه درجة الاجتهاد، وهي مسألة مهمة في التصنيف الديني الشيعي، على يد آية الله مصباح يزدي الأب الروحي لاحمدي نجاد فقد انتشرت في عام 2005 وقيل إن المرشد تحدث في ذلك العام عن بلوغ نجله درجة الاجتهاد، ولكن لا توجد تفاصيل حول مراحل الدراسة الدينية لمجتبى غير حضوره جلسات الدرس التابعة لآية الله شاهرودي وآية الله خرازي في طهران، وكان قد سافر عام 1999 إلى قم للدراسة.
مخاوف من ظاهرة "الأربعينيات" من جانبه أكد الخبير بالشؤون الإيراني ماشاء الله شمس الواعظين ل"العربية" أن السلطات الإيرانية تخشى من بروز ظاهرة "الأربعينيات"، لأنها تعيد إلى الأذهان ما كان يحدث عشية قيام الثورة الإسلامية في إيران وسقوط نظام الشاه. وفي سياق آخر، قالت وكالة أنباء فارس القريبة من الحرس الثوري الايراني والمعارضة بقوة للاصلاحات إن ندا آقا سلطاني، الفتاة التي قتلت في الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الايرانية، حية وهي موجودة الآن في اليونان، حسب تقرير الخميس 30-7-2009. الوكالة التي أعلنت فوز محمود أحمدي نجاد رئيساً بنسبة 90% في القرى والأرياف منذ صباح يوم الانتخابات، ذكرت أن لديها أدلة على أن الفتاة التي بثت صورها مضرجة بدمائها، اتصلت بالسفارة الايرانية في أثينا وأنها ستعود الى طهران قريبا. وكالة فارس ذكرت أيضاً أن وزارة الخارجية الايرانية تدعم هذا التقرير. قبل ذلك زار الاصلاحي المعترض مهدي كروبي أمس منزل ندا آقا سلطاني لاحياء ذكراها وقالت أسرتها إن السلطات تمنعها من إقامة شعائر تأبين للقتيلة.
مجلس قيادة للحركة الإصلاحية وفي تطور مهم، أعلن القائم بأعمال زعيم حزب اعتماد ملّي الذي يرأسه الإصلاحي كروبي أن هناك توجها قويا لتشكيل مجلس قيادة للحركة الاصلاحية المعارضة في ايران، نقلا عن تقرير لقناة "العربية". وقال القائم بأعمال الحزب رسول منتجب نيا في تصريحات نشرتها وكالة أنباء إيرانية إن حزبه يرغب في تشكيل مثل هذه القيادة للجبهة السياسية التي ينوي الزعيم الاصلاحي مير حسين موسوي تشكيلها الاسبوع المقبل. وأوضح ان "مجلس قيادة الاصلاحات" المقترح يجب أن يتشكل من موسوي وكروبي والرئيس السابق محمد خاتمي. وفي تطور سابق، أقر قائد الشرطة الايرانية اسماعيل أحمدي مقدم أمس الأربعاء بحصول تجاوزات ضد المتظاهرين. وقال إن رجال الشرطة تصرفوا في بعض الحالات مع المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات خارج سياق القانون، واعترف بأنهم مارسوا العنف المفرط وارتكبوا بعض التجاوزات على حد تعبيره. واعترف قائد الشرطة بأن عناصرة قاموا بتكسير سيارات المواطنين أثناء تعقب من سماهم مثيري الشغب، موضحاً "أن الأضرار لم تكن كبيرة لكنها تترك آثاراً نفسية سيئة". فيما أكد المدعي العام الإيراني دري نجف آبادي أنه سيتم الإفراج عن معظم المعتقلين في الأحداث الاخيرة قبل السابع من الشهر المقبل. وأفادت تقارير إخبارية بأنه لم يكن هناك أي مسؤولين إصلاحيين بين ال140 سجيناً الذين أطلق سراحهم الثلاثاء الماضي في طهران. ووفقاً للإحصائيات الرسمية، هناك أكثر من 1000 شخص اعتقلوا في الاحتجاجات على ما يتردد بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي، وبين هؤلاء لايزال 300 في السجون. وذكرت كانت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية أمس الأربعاء أنه سيتم محاكمة 20 شخصاً من المعتقلين المتهمين بالمشاركة في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية يوم السبت المقبل، فيما سيتم محاكمة شخصيات سياسية حرّضت للقيام باضطرابات في مراحل لاحقة.