قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير امام لجنة التحقيق البريطانية بشأن مشاركة بلاده في الحرب في العراق الجمعة انه لا يشعر "بأي ندم" للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. ورداً على سؤال حول ما اذا كان نادما على شيء، قال بلير "اشعر بالمسؤولية وليس بالندم عن الاطاحة بصدام حسين". وقوبل تصريحه بصيحات من المكان الذي كان يجلس فيه اقارب نحو 179 جنديا بريطانيا قتلوا في الحرب في العراق. كما نفى بلير أن يكون أبرم اتفاقاً سرياً لغزو العراق مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، حين عقدا لقاءً خاصاً في مزرعة الأخير عام 2002. ومثل بلير الجمعة أمام لجنة التحقيق حول حرب العراق لتقديم افادته حول الأسباب التي دفعته إلى اشراك بريطانيا في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في آذار/مارس 2003، ويُعد أبرز مسؤول بريطاني يدلي بشهادته أمام اللجنة حتى الآن منذ بدء جلساتها العلنية قبل نحو ثلاثة أشهر. وقال بلير في الجلسة التي نقلتها هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه "كان واضحاً حول ما تم بحثه خلال اللقاء، وقام بابلاغ بوش وقتها أن هناك ضرورة للتعامل مع أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين حتى ولو تم ذلك عن طريق تغيير النظام". واضاف "أن السياسة البريطانية حيال صدام تغيّرت بعد الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر 2001.. وأن نظام صدام ظل في موقف التحدي على مدى عشر سنوات وكان لا بد من اجباره على العودة للامتثال للقرارات الدولية، وكانت هجمات نيويورك العنصر الأساسي في التغيير الذي طرأ على تقييم المخاطر الأمنية لنظام صدام". ونفى بلير أيضاً أمام لجنة التحقيق أن يكون دعم غزو العراق حتى لو اعتقد أن صدام حسين لم يمتلك أسلحة دمار شامل كما ورد على لسانه في مقابلة تلفزيونية العام الماضي، مشدداً على أن ازاحة صدام من السلطة "كانت دائماً خياراً من عدة خيارات مفتوحة أمام الولايات المتحدة وبريطانيا". وقال "إن موقف النظام العراقي السابق كان انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل وكانت المسألة كذلك وما زالت وستبقى، والسياسة التي اتبعناها حياله حتى تلك المرحلة قامت على الإحتواء لولا وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة". وقبل بدء بلير شهادته، ذكر رئيس اللجنة جون تشيلكوت بان انخراط بريطانيا في هذا النزاع الذي لا يحظى بشعبية يظل "موضوعا مثيرا للانقسام وللتأثر الشديد" خصوصا بين اهالي الجنود البريطانيين ال179 الذين قتلوا في العراق. وباشر بلير شهادته بالحديث عن نظام صدام حسين اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.وقال "بعد تلك المرحلة، كان رأيي انه لا يمكننا المخاطرة في هذه المسائل". واضاف "قيل لنا ان هؤلاء الاشخاص سيستخدمون الاسلحة الكيماوية او الجرثومية او النووية اذا حصلوا عليها (...) وهذا غير كل تقديراتنا للتهديدات التي تشكلها دول مثل العراق وايران وليبيا". واعتبر ان نظام صدام حسين بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر "لم يفعل شيئا جديدا، لكن مفهومنا للخطر تغير". وأمام قاعة الجلسة في وسط لندن، بدأ مئات من الاشخاص يتظاهرون منذ الصباح. وحمل المتظاهرون تحت انظار مئة شرطي، لافتات كتب عليها عبارة "بلاير"، في تلاعب بالالفاظ بين اسم بلير ولفظ "كاذب" بالانكليزية. ونظم عدد من المتظاهرين مسيرة لطخوا فيها ايديهم باللون الاحمر ولبسوا اقنعة تشبه وجه بلير، وحملوا نعشا كتب عليه "ثمن الدم". وفيما كان بلير يدخل مركز الملكة اليزابيت الثانية للمؤتمرات قبيل الساعة الثامنة صباحاً من باب خلفي تجنبا للمتظاهرين، ردد عدد من هؤلاء المتظاهرين "توني بلير اين انت، نريد ان نرميك بحذاء!"، و"مجرم حرب"، وفقا لوسائل اعلام بريطانية. ودعت لهذه التظاهرات جماعات السلام، كما تحرك في هذا الاطار اقارب الجنود البريطانيين ال179 الذين قتلوا في العراق. وقال ريغ كيس والد توماس الذي قتل في العراق 2004، "انه يوم ننتظره منذ زمن طويل، اريد ان اسمع ماذا لديه ليقول". واضاف "على توني بلير ان يفسر لنا لماذا ضلل البرلمان، لماذا تغيرت المعلومات في الملف (...) ولماذا وجد اقرباؤنا انفسهم في نزاع شرعيته نسبية". وتعمل لجنة التحقيق على التحقق من امكانية ان يكون بلير تلاعب او بالغ في المعلومات التي تحدثت عن امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل. ( وكالات )