دافع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق الجمعة عن قراره باشتراك بريطانيا في الحرب على العراق والذي وقع عام 2003 ابان فترة حكمه للبلاد، وذلك امام لجنة التحقيق الخاصة بالحرب على العراق، والتي تعقد جلساتها في لندن. وقال بلير ان وجهة نظر بلاده تجاه الخطر الذي يمثله صدام حسين الرئيس العراقي السابق قد "تغيرت بشكل كبير" في اعقاب هجمات تنظيم القاعدة على الولاياتالمتحدة في سبتمبر/ ايلول عام 2001. وقال بلير انه دعم الحملة العسكرية التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق بسبب ان صدام حسين كان يزدري قرارات الاممالمتحدة وليس بسبب "تغيير النظام" العراقي. وعند اجابته على سؤال من قبل اللجنة حول مقابلة اجراها حديثا وبدا انه قال فيها انه كان سيقدم على غزو العراق حتى اذا كان يعرف انه لا توجد به اسلحة دمار شامل، اكد بلير على انه لم يستخدم عبارة " تغيير النظام" في تلك المقابلة. واضاف " بوضوح كل ما قلته هو انك لا تستطيع ان تقدر طبيعة الخطر، بنفس الطريقة، اذا عرفنا ما نعرفه الان". وقال بلير ان العراق اظهر تحديا لمدة عشر سنوات وكان من الضروري ان " يعود الى الامتثال". واضاف بلير امام اعضاء اللجنة ان الهجمات المدمرة التي وقعت على واشنطن ونيويورك اوضحت انه لم يعد بالامكان المجازفة ان يعيد صدام تنشيط برنامج اسلحته. وحسبما ذكرت وكالة انباء فرانس برس قال بلير" قيل لنا إن هؤلاء الاشخاص سيستخدمون الاسلحة الكيماوية او الجرثومية او النووية اذا حصلوا عليها ... وهذا غير كل تقديراتنا للتهديدات التي تشكلها دول مثل العراق وايران وليبيا". ومن المقرر ان يستغرق استجواب بلير امام اللجنة مدة ست ساعات، وسيسأل عن استعدادات بريطانيا لغزو العراق والتداعيات التي تلت ذلك القرار. وستناقش لجنة التحقيق ملفات الحكومة المثيرة للجدل والتي دافعت عن قرار الحرب. وذكر نيك روبنسون المحرر السياسي في بي بي سي ان من المتوقع ان يقول رئيس الوزراء السابق ان صدام حسين كانت لديه" القدرة والعزم" لبناء أسلحة الدمار الشامل. واضاف روبنسون انه نما الى علمه ان تونى بلير سيقول ان سقوط صدام قد ادى الى تحسين وانقاذ حياة العديد من العراقيين. وقال" انه سيجادل بالقول انه على الرغم من النزف المريع للدماء منذ ذلك الوقت، فان الامر كان يستحق كل هذا العناء من أجل العراق والعالم ككل". العائلات المفجوعة وكما اوضح روبنسون سيطالب المتظاهرون خارج مبنى التحقيق ان يعرفوا من بلير اين كانت أسلحة الدمار الشامل التي كان من المفترض ان يحوزها صدام حسين. "واجابته، كما علمت هي ان مفتشي الاسلحة وجدوا ان صدام كان لديه كل من القدرة والعزم على بنائها بسرعة" ومن المقرر ان تبدأ جلسة اللجنة في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت جرينتش. ومن المتوقع ان تقوم بعض عائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق وعددهم 179 جنديا، بالتظاهر خارج مبنى التحقيق في وسط لندن. وكان رئيس الوزراء البريطاني الحالي جوردون براون، الذي سيواجه هو نفسه انتقادات شديدة من جانب لجنة التحقيق في الأسابيع القليلة المقبلة، قد قال انه لا يشعر بالقلق إزاء مثول بلير امام اللجنة. وقال لشبكة سكاي نيوز " توني بلير قادر على عرض القضية، وعلى توضيح القرارات التي اتخذها، وقادر على القيام بذلك بأكثر الاساليب مهنية وبلاغة، واعتقد انه سيكون قادرا على الإجابة عن كل الأسئلة التي ستطرحها عليه لجنة التحقيق".