أعلنت السلطات السعودية يوم الثلاثاء العثور على جثة احد الجنود السعوديين المفقودين والذي قتل سابقا خلال أحدى العمليات ضد المتسللين الحوثثين على الحدود مع اليمن. فيما اكدت الحكومة اليمنية عدم تراجعها حتى تضع للتمرد الحوثي بمشروعه الصغير وكذا المشاريع الصغيرة الأخرى نهاية. وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز قوله أن العثور على الجندي المفقود جاء اثناء تمشيط القوات المسلحة للأماكن التي تم تحريرها من المعتدين الذين تسللوا إلى الحدود الجنوبية لينخفض بذلك عدد السعوديين المفقودين إلى خمسة. وكان الأمير خالد بن سلطان قد أعلن مؤخرا العثور على جثث نحو 20 من المفقودين السعوديين من أصل 26 مفقودا في العمليات العسكرية ضد المتسللين الحوثثين . يأتي ذلك فيما أعلن الحوثيون في وقت سابق يوم الثلاثاء قبولهم شروط الحكومة لوقفها العمليات العسكرية ضدهم بما في ذلك عدم اعتداءهم على الأراضي السعودية. وقال زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي في بلاغ وزعه على وسائل الإعلام ان موقفهم من الأراضي السعودية تم الإعلان عنه في مبادرتهم السابقة والتي من خلالها أوقفوا الحرب على السعودية انسحبوا من أراضيها كما أعلنت الجماعة . وأضاف الحوثي أنهم لن يستهدفون أحدا مالم يعتدى عليهم حسب ما جاء في البلاغ. وأشار القائد الميداني للمتمردين الحوثيين في محافظة صعده شمال اليمن إلى أن "ملف الأسرى السعوديين ليس بعائق إذا كان هناك نية للسلام فيمكن حل هذا الملف بتبادل الأسرى". وكانت الحكومة اليمنية أضافت شرطا سادساً يتعلق بإحترام حدود السعودية وعدم التعدي على أراضيها وتسليم المختطفين من اليمنيين والسعودين إلى النقاط الخمس المعلنة التي وضعتها للحوثيين ابان بدء العمليات ضدهم العام الماضي لوقف المعارك ، وهي( احترام وقف إطلاق النار وفتح الطرق، وإخلاء الإدارات التي احتلوها، والتخلي عن سلاحهم وإعادة الذخائر والمعدات، وإطلاق سراح الموقوفين المدنيين والعسكريين، واحترام الدستور والقوانين. فضلا عن الالتزام بعدم الاعتداء على الأراضي السعودية وتسليم المخطوفين لديهم من اليمنيين والسعوديين دون تسويف) . من جهتها هاجمت افتتاحية الثورة الرسمية اليمنية مراوغات وخداع المتمردين في إعلاناتهم حول القبول بشروط الحكومة فيما لا ينفذونها على الواقع الميداني ، مؤكدة ان "المتمردين الحوثيين في صعدة يتصورون أنهم يستطيعون خداع الناس جميعهم كل الوقت..والأنكى أنهم يتصورون أو يتوقعون في الآخرين الغباء.. وهذا ليس صحيحاً وبالمطلق". مضيفة ان "الحكومة تعاملت وحتى في الجولات السابقة لتمردهم على أنهم مواطنون خارجون على القانون وبالتسامح وبإعلاء شأن مواطنتهم فقد راهنت على عودتهم كمواطنين إلى بيت القانون التي يظللها الدستور.. هي تسامحت والقيادة السياسية من ورائها شجعتها كثيراً على تسامحها، وكان ولا يزال ديدنها أن من يتضرر هو المواطن، ومن يعاني هو المواطن". وتابعت "لم يدركوا.. خادعوا.. راوغوا.. حاولوا أقلمة المواجهات، حاولوا جر العالم إلى البلاد في نفس الوقت الذي ظلوا يحاولون الظهور فيه بمظهر المتباكي على المواطن، وهم لا يتورعون حتى عن زج الأطفال في أتون الخطر". مؤكدة أن "الدولة كان لابد أن تكون دولة وتفرض سيادة القانون مهما بلغت التضحيات، وقدمت مؤسسة القوات المسلحة أعز أبنائها من أجل الدستور والقانون.. وفي نفس الوقت عملت ما استطاعت لتجنيب المواطن ويلات المواجهات.. لكنها صممت على أن تقتل الشر في مهده وبأي ثمن، إذ لا طريق غيره طريق للوصول إلى الضوء في نهاية النفق الذي حاولوا ادخال البلاد فيه". ولفتت إلى عودة إعلان مجلس الدفاع الوطني من منطلق قوة ليؤكد على ضرورة التزام المتمردين بالنقاط الست التزاماً وتنفيذاً كطريق وحيد ووسيلة أوحد لإيقاف العمليات العسكرية، مؤكدة تصميم الحكومة" على عدم التراجع حتى تضع للتمرد بمشروعه الصغير وكذا المشاريع الصغيرة الأخرى نهاية.. حتى تتفرغ للإصلاح فهناك من المشكلات ما يفترض على كل صاحب عقل أن يقول لهؤلاء وأولئك كفى نريد بناء اليمن.. فالأموال التي تهدر لمواجهة المشاريع الصغيرة يمكن أن يستفاد منها في القضاء على البطالة والفقر.. على أن التأكيد الذي ما بعده تأكيد أن الحكومة لن تتراجع عن النقاط الست مهما حدث ومهما سيحدث، فإذا كان ثمة عقل لدى من ركنوا عقولهم سنوات عديدة أن يعيدوا الحسبة ويعودوا إلى رشدهم والوطن يحمل الكبير والصغير، إلا من سيخونه، وهذا الوطن لن تسمح حكومته ووراءها القيادة السياسية لأحد أن يواصل خداعه أكثر مما قد فعل".