بي بي سي - حذرت الولايات المتحدة إيران من مواجهة عقوبات دولية جديدة اكثر صرامة عقب اعلان طهران رفع وتيرة العمل في تخصيب اليورانيوم لديها. وقد رحبت اسرائيل ببيان واشنطن، وقال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إن إيران تخدع العالم بشأن برنامجها النووي السلمي. ولكن هل اسرائيل مستعدة للذهاب لما هو أبعد من العقوبات اي شن عمل عسكري ضد ايران؟ بالنسبة للعديد من الاسرائيليين، يثير الخطاب الايراني، كما الصواريخ وربما الاسلحة النووية المخاوف من مواجهة "محرقة جديدة". لكن افرايم هاليفي، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد، لايتفق مع هذا الرأي، ويقول ان الدولة اليهودية لاتواجه تهديدا لوجودها ورغم ذلك ربما يتوجب على اسرائيل دخول حرب مع ايران. ويضيف هاليفي "اعتقد ان اسرائيل ليست دولة يمكن تدميرها، وهذا ليس معناه إن الايرانيين غير قادرين على الحاق خسائر فادحة واضرار بالغة بنا، بشكل لم نعهده من قبل ومن الخطأ الحديث عن هولوكوست، ولكن، واكرر لكن، احد الاهداف الرئيسية واحد الاهداف الجادة، للسياسة الايرانية هو رؤية اسرائيل تختفي من على وجه البسيطة، فمن لديه النوايا ويمتلك القدرة، حتما سيستخدمهما." فعلت ذلك اسرائيل ذلك من قبل ضد مفاعل "تموز" العراقي عام 1981 ويقول الكولونيل المتقاعد زئيف راز الذي قاد سرب الطائرات الذي دمر المفاعل العراقي ان تكرار نفس السيناريو ضد ايران سيتطلب تدابير اكبر بكثير. واردف راز " لايمكن تنفيذ ذلك من الجو، بامكانك الحاق الكثير من الضرر من الجو، لكنك لاتستطيع وقف المشروع كما فعلناها مع العراق وفعلها طاقم اخر مع سوريا، هناك عدد كبير من الاهداف المنتشرة في مختلف انحاء ايران وبعضها على عمق كبير تحت الارض، لذا لتنفيذ هذه المهمة عسكريا لابد وان تذهب الى هناك بقوات برية كما حدث في العراق، وليس ان تطير الى هناك". معارضة في احد اسواق القدس حيث يوجد العديد من الاسرائيليين من اصل فارسي، ابدى البعض تخوفهم من احتمال تنفيذ ضربة اسرائيلية ضد ايران في ضوء وجود جالية يهودية كبيرة هناك. يقول يونارد انه يعارض للفكرة "قطعا ان تكون ايران دولة نووية فكرة رهيبة لكني لا اؤيد قصف ايران، في حال حدوث ذلك، لا اظن الامر يستحق، لاسيما وانه يوجد يهود هناك". المناورات الاسرائيلية تهدف بطبيعة الحال الى توجيه رسالة الى ايران فالتهديد بالقوة هو جزء من الدبلوماسية. بيد انه اذا وصل الامر الى التحرك العسكري الفعلي، فان اعداء اسرائيل جاهزون بحد وصف الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية عاموس هاريل. ويضيف هاريل " لا ينبطق عنصر المفاجأة على الحالة الحالية فالجميع يبحث الامر منذ وقت طويل فليس الامر وكأن اسرائيل ستضرب يوما ما وتفاجئ العالم بتصرف على الارض. لذا فالجيش الاسرائيلي مطالب بأن يستعد لهذا الاحتمال فقط اذا تيقن ان ايران على وشك امتلاك قنبلة (نووية)، عندها يتعين على اسرائيل ان تفكر في هذا العمل وتستعد للعواقب التى ربما يكون من بينها حرب طويلة الاجل ضد ايران وحلفائها في المنطقة، سواء حماس او حزب الله بل وربما سوريا". ربما يكون واقع الحال هنا هو انه كلما تسمع اكثر عن عمل عسكري اسرائيلي ضد ايران، يكون احتمال وقوعه اقل وعلى اي حال، يرى الساسة وقادة الجيش في اسرائيل ان عام 2010 هو عام منح العقوبات الفرصة الكاملة لتؤتي ثمارها، بعدها لا احد يعلم ماذا سيحدث على وجه الدقة.