استقبل الرئيس بشار الأسد صباح الخميس السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الذي وصل إلى دمشق قادما من لبنان وبحث معه العلاقات الثنائية وآفاق السلام في المنطقة. وجدد الرئيس الأسد التأكيد على موقف سوريا الساعي لتحقيق السلام العادل والشامل وعلى أهمية الدور الأميركي الداعم للدور التركي في عملية السلام محذراً من خطورة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن خطورة استمرار رفض إسرائيل للقبول بمتطلبات السلام، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". من جهته أعرب السيناتور كيري عن أمله في المزيد من التقدم في العلاقات بين سوريا وأميركا. كما جرى التأكيد على ضرورة مواصلة الحوار البناء بين البلدين المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للوصول إلى حلول إيجابية للقضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي الموضوع العراقي أعرب الرئيس الأسد والسيناتور كيري عن أملهما في أن تشكل الانتخابات العراقية انطلاقة جديدة لتحقيق أمن واستقرار العراق ووحدته. وقد حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية ومدير إدارة أميركا في وزارة الخارجية والوفد المرافق للسيناتور كيري. وفي تصريح للصحفيين أعرب السيناتور كيري عن سروره البالغ بالعودة إلى سوريا وإجراء مباحثات مطولة وشاملة مع الرئيس الأسد واصفاً هذه المحادثات بأنها كانت إيجابية للغاية وتناولت قضايا المنطقة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس باراك أوباما عين هذا العام سفيرا أميركيا جديدا لدى دمشق منهيا بذلك قطيعة استمرت خمس سنوات بين البلدين. وكان كيري قد أكد خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي حول تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة لدى سوريا أنه من مصلحة الولايات المتحدة القومية أن يكون لها سفير في سوريا نظرا للدور المهم الذي تلعبه من خلال قدرتها على إحداث تطور في عملية السلام على صعيد الشرق الأوسط والعالم. محادثات كيري في لبنان وكان السناتور كيري قد بدأ يوم الأربعاء زيارة لمنطقة الشرق الأوسط بدأها بلبنان حيث أجرى محادثات مع المسؤولين في لبنان حول عملية السلام العربية-الإسرائيلية المتعثرة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كيري قوله "إن الأمل يظل يحدونا بدرجة كبيرة في أن نتمكن خلال الأسابيع القليلة القادمة من العثور على طريق لإحراز تقدم في أكثر قضايا الاستقرار الإقليمي أهمية تلك المتعلقة بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وقد أدلى كيري بذلك خلال المحادثات التي أجراها في بيروت الأربعاء مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وقد اجتمع كيري بعد ذلك بالرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي دعا الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل لحملها على الاقتناع بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية وإعادة الحقوق لأصحابها. وقد أطلع كيري الرئيس سليمان على الهدف من جولته على بعض دول المنطقة والتي تهدف إلى استكشاف إمكانات إعادة إطلاق المفاوضات السلمية في الشرق الأوسط وخاصة على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، كما تناول الاجتماع العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان ووجوب تعزيزها. وكان مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الآونة الأخيرة في مدينة سرت الليبية قد استبعد انطلاق محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية من جديد ما لم تتوقف إسرائيل تماما عن بناء المستوطنات وخاصة في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بعد حرب عام 1967. وكالات