أطلقت جماعة التمرد الحوثية في اليمن مؤخرا على نفسها مسمى جديد هو " أنصار الله" ، فيما قالت مصادر متطابقة ان السعودية سلمت السلطات اليمنية الجمعة جثث 32 متمردا من الحوثيين الذين قتلوا في الحرب التي دارت خلال الاشهر الاخيرة عند الحدود بين البلدين. الحوثيون وبعد أسابيع قلية من توقف المعارك التي دارت خلال الأشهر السبعة الماضية في جولتها السادسة مع قوات الجيش الحكومية في محافظة صعدة ، وتحديدا منذ منتصف مارس الماضي، طغت على بياناتهم ومواضيع إعلامية ينشرونها في مواقعهم على الانترنت التسمية الجديدة "أنصار الله" خلافا لما اعتادوا عليه في خطابهم من مصطلح بوصفهم "الحوثيين". ويرى مراقبون أن هذه الخطوة للجماعة بتكريس تسمية "أنصار الله " بديلا عن "الحوثيين" قد تشير لنواياهم تأسيس حزب سياسي ، لاسيما مع اقترح رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح مؤخرا على المتمردين بقيادة عبدالملك الحوثي بعد وقف القتال بينهم وبين الجيش في شمال البلاد ،انشاء حزب سياسي وطني غير عنصري أو فئوي أو مناطقي وفقاً للدستور والقانون للإنخراط في الحياة السياسية الوطنية ، شريطة تنفيذهم شروط إنهاء تمردهم وأعمالهم التخريبية المسلحة كما جاءت من الحكومة. ويعتقد هؤلاء المراقبين انه بعد ست حروب مع الجيش منذ 2004 يسعى الحوثيين الى اقامة حزب سياسي ، رغم أنهم لا يعلنون نواياهم الحقيقية كمبررات لأعمالهم المسلحة وقتل المخالفين لهم من مواطنين وجنود يمنيين بشعار الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل ،مؤكدين ان كل مؤشرات «الحوثيين» ومعطياتهم الميدانية حاليا تشير لتطلعهم السير لحزب ولكن على خطى حزب الله اللبناني ومثله ، وذلك بإقامة كيان سياسي يحظى بجناح عسكري مع نواة ادارة محلية، وهو ما يتعارض مع الدستور والقانون اليمني. وبين من يرى في التسمية الجديدة للحوثيين " انصار الله" والتي لم تعلنها الجماعة رسميا وبدأت التمهيد لها إعلاميا "حالة من تضخيم القوة " لا يستبعد آخرون ان يكون الحوثيون وفي صدد السيطرة على جزء من الارض، يفاوضون مقابلها على جزء من السلطة. ودخل اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 12 فبراير بعد التزام المتمردين الحوثيين بشروط ستة للحكومة اليمنية واضعا بذلك حدا لهجوم عسكري واسع النطاق شنته الاخيرة على المتمردين الحوثيين في سادس حرب بين الطرفين منذ 2004 في نزاع خلف الاف القتلى وتسبب في نزوح 350 الف شخص. وبرز نجم تسمية ما عرف في السنوات الماضية ب"الحوثيين" في اعقاب انقلاب قاده عام 2001زعم الجماعة الروحي الصريع حسين الحوثي ضد مؤسسي "الشباب المؤمن"- الذي تأسس عام 1991م مع الوحدة اليمنية كحركة ثقافية دينية وسانده كبار أئمة المذهب الزيدي ووجوه معروفة محسوبة على حزب (الحق المعتدل) آنذاك-الانقلاب برز عندما أدخل الحوثي على "منتدى الشباب المؤمن" نهج حزب الله والتقديس المفرط للقائد وصولا لراية مستقلة وكيان آخر عن ما عرف بالشباب المومن، ويمس شعارات تدل على هوية مشتركة مع الثورة الإسلامية في إيران حمل أكلاف ترديدها شباب لقبوا بعد ذلك بالحوثيين نسبة لمؤسسها ،والذين دخلوا بعدها مرحلة الإعداد العسكري وقاموس الصراع اليمني الحديث منذ عام 2004 وحتى اليوم. من جهة أخرى قالت مصادر متطابقة ان السعودية سلمت السلطات اليمنية الجمعة جثث 32 متمردا من الحوثيين الذين قتلوا في الحرب التي دارت خلال الاشهر الاخيرة عند الحدود بين البلدين. وذكر مسئول يمني في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفرنسية ان السلطات السعودية سلمت جثث 32 متسللا من الحوثيين الى السلطات اليمنية ، حيث جرى التسليم على الحدود ، وبدورها قامت السلطات اليمنية بتسليم الجثث لممثلي حركة التمرد . وكانت استعادت السعودية، التي دخلت الحرب في بداية نوفمبر ضد المتمردين الذين تسللوا الى اراضيها، من الحوثيين ثلاثة من جنودها اسرهم المتمردون اضافة الى جثث ثلاثة جنود اخرين. وفي نهاية يناير اعلن وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز عن سقوط 109 قتلى بين الجنود السعوديين في المعارك مع الحوثيين. ميدانيا لا تزال قوافل ضحايا حرب صعدة السادسة تصر على الاستمرار في تسجيل المزيد، على الرغم من انتهاء أو توقف هذه الحرب ولكن بمخلفاتها من ألغام الحوثيين واسعة الانتشار ومخلفات القنابل والمتفجرات وسواها من نفيات قاتلة. وقالت الشرطة في صعده إن طفلين شقيقين هما فتى وفتاة قد أصيبا بإصابات مختلفة أثناء عبثهما بجسم متفجر في حوش منزلهما بمديرية سحار نقلا على إثرها إلي المستشفي لتلقي العلاج . واوضحت إن الجسم المتفجر الذي وقع بين أيدي الطفلين هو من بقايا مخلفات فتنة التمرد الحوثية وقد سبق لهذه الأجسام المتناثرة من مناطق عديدة من المديرية أن تسببت في إصابة عدد من الأشخاص في سحار . وفي سياق متصل أصيب أحد الجنود المتطوعين بشظايا متفرقة في جسمه نتيجة إنفجار لغم أرضي كان مزروعاً في منطقة ظهر الحمار بمديري الملاحيظ محافظة صعده . ورصدت خلال الشهر الماضي في صعدة عشرات الانفجارات أودت بحياة عدد من المواطنين والنازحين وجرحت أعداداً آخرين، غالبيتهم من الاطفال.